«ترامواي الجزائر» ينطلق غدا بعد تأخر كبير

فيما يتوقع دخول «المترو» حيز الخدمة في 2013

TT

تترقب الحكومة الجزائرية تخفيف الضغط على خطوط النقل بين أحياء آهلة بالسكان بالضاحية الشرقية للعاصمة، بفضل تشغيل جزء من قطار ترامواي غدا الأحد. وتعهدت وزارة النقل بتسليم الجزء المتبقي من المشروع قبل نهاية 2012.

سيبدأ غدا تشغيل الجزء الأول من الترامواي الذي تبلغ مسافته 7.2 كلم، ويربط حي باب الزوار بحي برج الكيفان المعروف بكونه أشهر منطقة سياحية بأحياء الضاحية المطلة على البحر الأبيض المتوسط. أما الجزء المتبقي فتبلغ مسافته 23.2 كلم. وورد في بيانات وزارة النقل حول المشروع، أنه سيتم استغلال 12 عربة في المحطات الاثنتي عشرة المتوفرة على طول مسافة الشطر الأول من الترامواي. ويمكن للمترددين بين حي باب الزوار وحي برج الكيفان، ركوب الترامواي بدءا من الساعة السادسة، وتنتهي خدمته في التاسعة ليلا. وعندما يتم تسليم المشروع بكامله، ستمتد الخدمة إلى الحادية عشرة ليلا. وحسب البيانات الفنية، تصل سعة نقل الترامواي بجزئيه إلى 180 ألف شخص يوميا. وينتظر أن ينقل الآلاف من سكان الضاحية الشرقية للعاصمة إلى وسطها كل صباح. وأحدثت ورشات الأشغال منذ انطلاقها منتصف 2006 زحمة كبيرة بالعاصمة، وتتسبب يوميا في توتر أعصاب الآلاف من المسافرين، الذين هم في معظمهم طلبة وعمال إدارات وشركات. وتتوقع وزارة النقل أن يتخلى عدد كبير من سكان العاصمة، عن سياراتهم بعد دخول الترامواي الخدمة، الأمر الذي سيخفف الضغط عن شوارع العاصمة التي أصبح السير فيها مستحيلا في أوقات الذروة.

وقال الياس رمضاني وهو ممرَض يشتغل بعيادة ببرج الكيفان، لـ«الشرق الأوسط» إن المسافة التي يقطعها بين حي باب الزوار والمستشفى بالسيارة، تتجاوز 45 دقيقة. وبعد أن اطلع على بيانات الترامواي، وجد أن قطع نفس المسافة لن يتجاوز 15 دقيقة. وقد قرر التخلي عن سيارته بدءا من يوم غد. أما زوجته التي تشتغل في مستشفى بالعاصمة، فتعتزم هي الأخرى التوقف عن استعمال سيارتها بدخول الشطر الثاني من الترامواي الخدمة.

يشار إلى أن تكلفة المشروع تبلغ 365 مليون يورو. وتكفلت بإنجازه شركة «ألستوم» الفرنسية و«توديني» الإيطالية، و«مؤسسة أشغال الطرقات والري والبناء» الجزائرية، المملوكة لأحد أشهر رجال الأعمال. وعرف المشروع تأخرا كبيرا، بررته الحكومة بصعوبة نزع ملكية الأرض التي يوجد بها المشروع، من أصحابها. كما بررته بتحويل شبكات المياه والغاز والكهرباء، من الأماكن التي وضعت بها السكة الحديد. وتتوقع الحكومة القضاء نهائيا على مشكلة الزحمة بالعاصمة بعد تسليم مشروع «مترو الجزائر» في 2013، الذي سيربط بين حي البدر بالضاحية الجنوبية، بساحة البريد المركزي وسط العاصمة. وتبلغ المسافة 9 كيلومترات. ونقلت وكالة الأنباء الجزائرية عن وزير النقل، أمس، أن الترامواي «سيكون له دور كبير في تخفيف الضغط على المدينة التي تعاني منذ عقود من مشكلة الاكتظاظ». وقال إن إجراءات اتخذت بالتعاون مع السلطات المحلية «من أجل طمأنة مستعملي الترامواي»، يقصد مخاوف أبداها أشخاص، عبر الصحافة، من الاعتداء على أيدي منحرفين بمحطات توقف الترامواي. وهي ظاهرة متفشية إلى حد ما بشرق العاصمة.