بوتين: روسيا ستستثمر 10.8 مليار دولار في قطاع تكرير النفط

لتحديث المصافي في جنوب البلاد

TT

تعهد رئيس الوزراء الروسي، فلاديمير بوتين، أمس، الجمعة، باستثمار 300 مليار روبل «10.8 مليار دولار» في تحديث مصافي تكرير النفط وبناء مصاف جديدة في جنوب روسيا، وذلك في أعقاب نقص في إمدادات البنزين، وقال: «في الأعوام الـ4 المقبلة سيجري إنفاق 300 مليار روبل على بناء مصاف نفطية جديدة، ومصانع للبتروكيماويات، وتحديث المصافي الحالية، وزيادة جودة المنتجات المكررة».

واتهم بوتين شركات النفط، أول من أمس، الخميس، بأنها «تتآمر» لدفع أسعار البنزين إلى الارتفاع مع سعي أكبر منتج للنفط في العالم جاهدا إلى مكافحة نقص في الإمدادات. ورفعت الحكومة الروسية الأسبوع الماضي رسوم تصدير البنزين بنسبة 44 في المائة للإبقاء على الوقود في السوق المحلية بعد نفاد الإمدادات في محطات الوقود في بعض المناطق. وامتد نقص الإمدادات إلى العاصمة موسكو، ومدينة سان بطرسبرغ. وأسعار الوقود هي أحدث محرك للتضخم في روسيا الذي بات يقترب من 10 في المائة. وأظهرت بيانات في وقت سابق من هذا الأسبوع أن أسعار البنزين صعدت في الأسبوع الماضي مسجلة أكبر قفزة في 14 أسبوعا.

إلى ذلك، قال بنك «غولدمان ساكس» الذي توقع في أبريل (نيسان) حدوث التصحيح الكبير الذي تشهده أسعار النفط هذا الأسبوع، إن الأسعار قد تتخطى المستويات المرتفعة التي سجلتها في الآونة الأخيرة بحلول عام 2012 مع استمرار نقص في الإمدادات العالمية.

وقال البنك الاستثماري الأميركي - الذي يعتبر من أكثر البنوك نفوذا في قطاع السلع الأولية - أمس (الجمعة)، إنه لا يستبعد انخفاضا آخر في أسعار النفط في الأجل القصير إذا ظلت بيانات الاقتصاد الكلي مخيبة للآمال. وعزا البنك هبوط الأسعار هذا الأسبوع إلى البيانات الاقتصادية السلبية. وأدت أنباء توقعات «غولدمان» للأجل المتوسط اليوم إلى ارتفاع أسعار النفط دولارا مما ساعدها على تعويض بعض خسائرها الثقيلة التي منيت بها في وقت سابق. وقال محللو «غولدمان ساكس» في مذكرة بحثية «من المهم التأكيد على أنه حتى مع تراجع أسعار النفط الآن عن مستوياتها المرتفعة التي سجلتها مؤخرا، فإننا نتوقع أن تعود إلى هذه المستويات أو تتجاوزها بحلول العام القادم. لا نزال نعتقد أن العوامل الأساسية للعرض والطلب في سوق النفط ستزداد صعوبة خلال العام الحالي، وقد تصل إلى مستويات حرجة بحلول مطلع العام القادم إذا لم تعد الإمدادات الليبية إلى السوق».

وقال «غولدمان ساكس» إنه يعتقد أن تصحيح أسعار النفط هذا الأسبوع الذي جعلها تتراجع من نحو 125 دولارا للبرميل من خام «مزيج برنت» إلى أقل من 106 دولارات أمس يرجع إلى بيانات اقتصادية مخيبة للآمال وبيانات المخزونات النفطية الأميركية. وأضاف قائلا «موجة المبيعات التي حدثت أمس بددت على الأرجح جزءا كبيرا من علاوة المخاطر التي نعتقد أن أسعار النفط كانت تنطوي عليها وهو ما قد يعني أن استمرار الاتجاه النزولي بعد ذلك ربما يكون محدودا». وأحدث «غولدمان» هزة في الأسواق في أبريل حين توقع تراجع سعر «مزيج برنت» بنحو 20 دولارا قائلا إن المضاربين دفعوا الأسعار للصعود إلى مستويات لا تبررها العوامل الأساسية. وكان «غولدمان» أحد أوائل البنوك التي توقعت أن أسعار النفط سترتفع إلى 100 دولار على مدى العقد الماضي، وذلك في عام 2005 حين كانت الأسعار قريبة من 50 دولارا للبرميل.