جدل بعد انتخاب رئيس جديد لمجلس الغرف السعودية.. و«غرفة أبها» تكسر احتكار الكبار

وسط تحفظ غرفة الرياض.. وصالح كامل يؤكد أن النظام ينص على الانتخاب

أجريت، أول من أمس، عملية انتخاب لاختيار رئيس مجلس الغرف السعودية («الشرق الأوسط») وفي الاطار المهندس عبد الله المبطي
TT

في خطوة جديدة في طريقة التعامل بتعيين رئيس لمجلس إدارة مجلس الغرف السعودية، وبعد مداولات تمت داخل اجتماع المجلس الخاص باختيار الرئيس ونائبيه، أعلن مجلس الغرف، أمس، انتخاب أعضاء المجلس بالإجماع؛ المهندس عبد الله بن سعيد المبطي رئيسا لمجلس الغرف السعودية، وإبراهيم الحديثي وفهد الربيعة نائبين للرئيس.

وقال فهد الحربي مدير العلاقات العامة والإعلام بمجلس الغرف السعودية إن الانتخابات تمت في أجواء حرة ونزيهة، وبإشراف مباشر من الإدارة القانونية بالمجلس لضمان نظامية الإجراءات ونزاهتها، مضيفا أن هذا الاختيار يمثل رغبة قطاع الأعمال السعودي، متمنيا أن يسهم هذا الاختيار في تقديم دفعة جديدة لأعمال المجلس ودوره في خدمة قطاع الأعمال السعودي والاقتصاد السعودي على وجه العموم.

وأشار الحربي في بيان بثه المجلس يوم أمس إلى أن رئيس المجلس الجديد ونائبيه يعتبرون من الوجوه والكوادر الاقتصادية والمهنية الوطنية المعروفة، التي لها إسهامات وباع طويل في مجال العمل الاقتصادي العام.

من جانبهم، عبر الرئيس الجديد للمجلس، المهندس عبد الله المبطي ونائباه إبراهيم الحديثي وفهد الربيعة عن تقديرهم وشكرهم لأعضاء المجلس، على الثقة الكبيرة التي أولوها لهم باختيارهم لتولي هذه المناصب، واعدين ببذل مزيد من الجهد للارتقاء بعمل المجلس وتحقيق مزيد من المكاسب لقطاع الأعمال والاقتصاد بالسعودية، وفقا للبيان المرسل.

وبحسب مصادر، فإن الانتخابات وجدت معارضة من قبل عدد من الغرف التجارية في البلاد، وقال فهد الحربي، مدير العلاقات العامة والإعلام بالمجلس لـ«الشرق الأوسط»، إن ممثلي الغرف شاركوا في الاجتماع والانتخاب وكانوا موجودين.

وكانت الغرفة التجارية - الصناعية في الرياض قد أعلنت، في وقت سابق، على لسان عبد العزيز، نائب رئيس مجلس غرفة الرياض، أن «غرفة الرياض» تتحفظ على انتخابات رئاسة مجلس الغرف هذا التوقيت، قبل أن تنتهي اللجنة المشكلة بشأن وضع ضوابط وآليات الانتخاب من أعمالها، لافتا إلى أن غرفة الرياض ترى أن تتسلم رئاسة المجلس استنادا على آلية تدوير الرئاسة بين غرف الرياض وجدة والشرقية المعمول بها منذ إنشاء المجلس قبل 30 عاما.

وبحسب المصادر نفسها، فإن التحفظ يأتي ضمن جملة من القضايا، التي منها انتهاء اللجنة المشكلة بوضع ضوابط لمنصب رئيس المجلس، وأن يحمل عددا من المؤهلات التي تمكنه من قيادة المجلس، خاصة أن مجلس الغرف يعد واجهة من واجهات البلد في عدد من التعاملات الاقتصادية.

وقال رجل الأعمال السعودي، صالح كامل، رئيس مجلس غرفة جدة ورئيس مجلس الغرف السعودية السابق، إن الانتخابات التي جرت أمس كانت هي الأولى منذ 30 عاما، وتأتي بعد مطالبات من قبل عدد من الغرف التجارية لتطبيق النظام، الذي ينص على اختيار الرئيس ونائبيه بطريقة الانتخاب.

وأضاف كامل الذي كان يتحدث لـ«الشرق الأوسط» أنه، إبان رئاسته، تم الاتفاق على إجراء الانتخاب، ووضعت لجنة لتطبيق ذلك، وتم الاتفاق لترك الفرصة أمام الغرف الأخرى وليس غرف الشرقية والرياض وجدة، مشيرا إلى أن الفكرة وجدت عددا من الاختلافات، إلا أنه تم احتواؤها وجرت عملية الانتخاب.

وتابع: «رأينا تطبيق النظام، وإعطاء الفرصة للغرف الأخرى بحيث تكون الفرص متساوية، وتمت الانتخابات وخرجت بالنتائج التي خرجت عليها يوم أمس، مؤكدا أن العرف كان تدوير المنصب بين الغرفة التجارية الكبرى الثلاث».

من جهته، قال سعد المعجل، نائب رئيس مجلس غرفة الرياض، إنه من الضروري تطبيق المعايير في إجراء الانتخابات، وذلك قبل إجرائها، كما طالب بتسليم الرئاسة لغرفة الرياض، متعهدا في حديث مع «الشرق الأوسط» بتسليم الرئاسة والدخول في الانتخابات المقررة، خاصة بعد الانتهاء من عمل اللجنة المشكلة لوضع ضوابط الانتخابات.

ويشغل المهندس عبد الله المبطي، منصب رئيس مجلس إدارة غرفة أبها، بينما يشغل نائباه؛ فهد بن محمد الربيعة منصب رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية - الصناعية بمحافظة المجمعة (وسط السعودية)، وإبراهيم الحديثي منصب رئيس لمجلس إدارة الغرفة التجارية - الصناعية بالخرج.

ولفت المهندس عبد الله سعيد المبطي، رئيس مجلس الغرف السعودية لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن الفكرة الأولى، التي طرحت بعد الفوز تتجسد في تخصيص وقت من المجلس للغرف الأخرى، وذلك لمناقشة ودراسة مفهوم التنمية الشاملة بهدف تطبيق قواعدها، وتنفيذ سير العمل بها حيث سيكون بشكل شامل دون التركيز على البعض وتهميش البعض الآخر.

ولفت المهندس المبطي إلى أن فوزه هو فوز لمنطقة عسير، وخطوة إيجابية تحسب لصالح اقتصاد واستثمار المنطقة، إلى جانب باقي مناطق البلاد، إلا أنه، وبحسب ما ذكره، لم يسبق وأن حظيت عسير بهذا المنصب من قبل.

وحول ما ذكره المهندس المبطي في حواره، أمس، مع «الشرق الأوسط» عن أن مجلس الغرف له ذراعان؛ الأول داخلي، ممثلا في اللجان الوطنية، وهي التي يطمح بعد فوزه في الانتخابات أن ينقل همومها للحكومة والجهات المختصة بوتيرة أسرع، أما الذراع الخارجية للمجلس فهي تتمثل في المجالس السعودية الأجنبية، وهي قنوات تربط قطاع الأعمال السعودي بالدول الصديقة والشقيقة، وتهدف إلى تطوير هذه المجالس لتعزيز الصادرات ودعم الاقتصاد الوطني، وجذب الاستثمارات للمملكة من خلال زيارات الوفود وتذليل العقبات التجارية.

وقال: «أطمح ألا يكون هناك بلد في العالم إلا وقد وقعنا معه اتفاقية»، وتابع: «ما زلت عند التزامي بتحقيق ما أطمح إليه وما قد يخدم جميع القطاعات الاقتصادية والاستثمارية، وهذا بحد ذاته يتطلب جهودا مشتركة للظهور بمخرجات إيجابية تعكس صورة حديثة وغير نمطية، فذلك، وبحسب ما أضافه، ما هو إلى إكمال لمسيرة سابقة تكللت بنجاحات بارزة تمثلت في كثير من المشاريع في السعودية».

ولمح رئيس مجلس الغرف السعودية إلى أن المرأة المستثمرة ستحقق نقلة إيجابية، وسيُحدد لها مجال أرحب لتوسيع نطاق استثماراتها بحسب ما يتفق معه النظام والحاجة الاستثمارية الاقتصادية، وأضاف: «يأتي ذلك إيمانا منا بأن للمرأة دورا قويا وجادا يصب في مصلحة الاستثمارات المحلية للدولة السعودية، ويحيك للمستقبل رداء اقتصاديا يحمل بصمة واضحة للمرأة بمشاركة الرجل».

كما أشار المهندس المبطي إلى أن كل ما سيتحقق من نجاح لن يقتصر على منطقة معينة، وأن انتماءه لعسير لا يعني التركيز على عسير فقط، بل إنه سيعتمد قاعدة الهدف الكلي لا الجزئي حيث سيتحقق لعسير خطوات إيجابية ترفع من مستواها الاستثماري والاقتصادي لتواكب باقي المدن السعودية، وأضاف: «من الطبيعي والواقعي أن هناك احتياجات اقتصادية تفتقر لها جميع المناطق، إلا أنها لا تشكل عائقا لمسيرة الاستثمار في المنطقة المعنية، ولكننا سنضع خططا مدروسة تنتهي بنجاح يطبق على باقي المدن ويسهل من آلية التواصل الاستثماري بين باقي الغرفة السعودية المنتشرة في جميع مناطق البلاد».