وقعت «الهيئة المالية المغربية» أمس في الدار البيضاء اتفاقية شراكة استراتيجية مع «مؤسسة سنغافورة للتعاون» من أجل تطوير مركز مالي إقليمي في الدار البيضاء. وقال سعيد الإبراهيمي، المدير التنفيذي لـ«الهيئة المالية المغربية»: «اخترنا نموذج سنغافورة بعد دراسة أحد عشر نموذجا لمراكز مالية عبر العالم، نظرا للدور الذي لعبه المركز المالي في التنمية، ولكونه مندمجا في الاقتصاد المحلي، إضافة إلى أنه يضم بالإضافة إلى المصارف والمؤسسات المالية مقرات فروع الشركات المتعددة الجنسية المقيمة في سنغافورة، في حين أن مراكز مالية أخرى اتخذت شكل مناطق حرة أو اقتصرت الإقامة فيها على المؤسسات المالية فقط». وأشار الإبراهيمي إلى أن الأسواق المغربية ستكون مفتوحة أمام المؤسسات العالمية التي ستقيم مقراتها في المركز المالي للدار البيضاء. وأضاف «العديد من الشركات العالمية اختارت الدار البيضاء كمركز لقيادة توسعها ونشاطها في أفريقيا. كما أن العديد من المجموعات الاقتصادية والمالية المغربية تتجه للتوسع في أفريقيا، خاصة في قطاعات المصارف والاتصالات والصناعات الصيدلية. ونحن نسعى لتعزيز هذا التوجه والاستفادة منه». وأضاف الإبراهيمي أن الانطلاق الرسمي للمركز المالي للدار البيضاء سيتم خلال السنة الحالية. وقال «أخذ منا إعداد المشروع عدة سنوات، واليوم نحن في المراحل الأخيرة». وتجري أشغال إقامة المركز المالي للدار البيضاء على مساحة مائة هكتار في الموقع السابق لمطار أنفا وسط الدار البيضاء. وأوضح الإبراهيمي أن التصميم المعماري للموقع اعتمد أرقى المعايير الدولية، وخصصت نصف المساحة للمساحات الخضراء. وتصم الهيئة المالية المغربية، التي كلفت بإعداد المشروع، المؤسسات المالية المغربية المهتمة بالمشروع، وعلى رأسها وزارة المالية والاقتصاد، والبنك المركزي، واتحاد المصارف المغربية، وبورصة الدار البيضاء، ومجلس القيم المنقولة، والمودع المركزي للقيم المنقولة. وقال ألفونسوس شيا، المدير التنفيذي لـ«مؤسسة سنغافورة للتعاون»، وهي وكالة حكومية تهدف إلى تصدير تجربة سنغافورة كمركز مالي إقليمي ناجح في آسيا، إن المغرب يتوافر على كل شروط النجاح كمركز مالي إقليمي في أفريقيا. وأضاف أن تعاون المؤسسة مع المغرب في هذا المجال سيشكل لبنة أولى لبناء علاقات اقتصادية أكثر متانة بين البلدين.