أعلن الدكتور إبراهيم العسّاف وزير المالية السعودي ورئيس مجلس إدارة صندوق الاستثمارات العامة أمس أن «الشركة السعودية للخطوط الحديدية (سار)» بدأت في عملية التشغيل التجريبي للخط الحديدي المخصص للتعدين الذي يمتد من حزم الجلاميد بالقرب من الحدود السعودية العراقية إلى مدينة راس الزور على الخليج العربي.
يشار إلى أن خط التعدين يعد أطول خط حديدي على الأراضي السعودية، وهو الخط الرئيسي في مشروع قطار الشمال الجنوب الذي تعمل شركة «سار» على تنفيذه، حيث تنفذ في الفترة الحالية الخط الفرعي لنقل الركاب الذي يمتد من العاصمة الرياض إلى الحدود السعودية الأردنية الذي يتوقع له أن يكتمل في عام 2014.
بدوره وصف منصور الميمان الأمين العام لصندوق الاستثمارات العامة، وهو الجهة المالكة لشركة الخطوط الحديدية السعودية (سار) المشروع بأنه يعتبر من المشاريع العملاقة حيث تطلب إنشاؤه إزاحة أكثر من 350 مليون متر مكعب من الرمال والصخور وبناء وتشيد 71 جسرا و912 عبارة وأكثر من مليوني عارضة أسمنتية و170 ألف طن من القضبان الحديدية.
كما أكد الميمان أن شركة «سار» عملت مع مقاوليها بوتيرة متسارعة ليتزامن اكتمال الخط الحديدي والبدء في نقل خامات الفوسفات مع جاهزية مصانع شركة «معادن» وقد تمكنت من تنفيذ المشروع ضمن الجدول الزمني المتفق عليه مع شركة «معادن».
وكشف الدكتور رميح الرميح لـ«الشرق الأوسط» أمس أن الشركة ستبدأ في التشغيل الفعلي للمشروع بعد نحو ثلاثة أشهر، حيث أكد أن الشركة في فترة التشغيل التجريبي تنقل شحنات من خامات الفوسفات إلى مدينة رأس الزور لإمداد مصانع شركة «معادن» هناك بالمواد الأولية.
وبحسب الرميح فإن الشركة بدأت بنقل شحنة مكونة من 200 طن ثم نقلت شحنات بوزن 1000 طن، وستعمل بشكل تدريجي حتى تصل إلى الحمولة المقررة للقطار وهي 15 ألف طن في الرحلة الواحدة.
وبين الرميح أن فترة التشغيل التجريبي بدأت وتم الإعلان عنها بعدما تأكدت الشركة من خطوات تحميل شحنات الخامات وتفريغها في منطقة المصانع، في مدينة رأس الزور.
وكانت شركة «سار» قد أكملت بنجاح بناء الخط الحديدي الذي يربط مناجم الفوسفات بحزم الجلاميد بمنطقة الحدود الشمالية بمناطق التصنيع برأس الزور على الخليج العربي مرورا بمناطق الجوف وحائل والقصيم والمنطقة الشرقية بطول بلغ 1392 كلم. وأشار بيان لشركة «سار» بثته يوم أمس أنها بدأت التشغيل التجريبي للخط بنقل أول شحنة فوسفات من مناجم شركة التعدين العربية السعودية (معادن) بحزم الجلاميد بعربات مخصصة عبر الخط الحديدي وقامت بتفريغها برأس الزور.
وقد بدأت شركة «سار» في مشروع قطار الشمال الجنوب في عام 2006 بتوقيع عقود تسوية الأعمال الأرضية في منطقة النفود، تبعها توقيع عقود الأعمال المدنية ومد السكة الحديدية في عام 2007، مع شركات محلية وعالمية متخصصة، وفي عام 2009، تم توقيع عقود تصنيع وتوريد القاطرات والعربات الخاصة بنقل المعادن والتي تم توريدها في نهاية عام 2010.
وأكدت شركة «سار» أنها بعد اكتمال بناء الخط التعديني أجرت الاختبارات اللازمة للخط والعربات والقاطرات وبدأت بالتشغيل التجريبي حيث قامت بنقل أول شحنه تجريبية مكونة من 4 عربات بحمولة بلغت 200 طن وتم فيها اختبار طرق التحميل في حزم الجلاميد وطرق التفريغ برأس الزور، وسيتبع ذلك الزيادة التدريجية في عدد العربات والحمولة في كل عربة ليصل عددها 155 عربة بحمولة إجمالية تتجاوز 15000 طن بالرحلة الواحدة بحسب الخطة التشغيلية.