«أرامكو» السعودية تطلق استراتيجية جديدة للتحول إلى أبرز شركة عالمية للطاقة والكيماويات في 2020

خالد الفالح: التحول يستهدف بناء قطاع طاقة قادر على التنافس عالميا وتنمية الاقتصاد السعودي

تتطلع شركة أرامكو السعودية لأن تكون شركة طاقة متكاملة خلال الفترة المقبلة («الشرق الأوسط»)
TT

تسعى شركة «أرامكو» السعودية، عملاق صناعة النفط في العالم، لإطلاق مبادرة تحول استراتيجي في مسيرتها الثرية لتتحول من شركة تعنى بصناعة النفط والغاز فقط إلى واحدة من أكبر شركات الطاقة العالمية. ودشن المهندس خالد بن عبد العزيز الفالح، رئيس شركة «أرامكو» السعودية وكبير الإداريين التنفيذيين، وأعضاء الإدارة العليا للشركة بصورة رسمية برنامج التحول الاستراتيجي لشركة «أرامكو» السعودية.

ويحمل البرنامج اسم «الهدف الاستراتيجي لعام 2020»، وأعلن الفالح أن البرنامج يضع شركة «أرامكو» السعودية في عام 2020، كأبرز شركة عالمية متكاملة في مجال الطاقة والكيماويات، تركز على زيادة دخلها وتسهيل التنمية المستدامة والتنويع في الاقتصاد الوطني وإيجاد قطاع طاقة سعودي مزدهر عالي الإمكانات وقادر على المنافسة العالمية.

واعتبر الفالح، أن استراتيجية التحّول تفضي لتحويل «أرامكو» السعودية خلال السنوات العشر إلى العشرين المقبلة من شركة نفط وغاز رائدة إلى شركة طاقة وكيماويات تتسم بالعالمية الحقيقية والتكامل التام، وتمتلك أعمالا واسعة النطاق في المملكة ومختلف أنحاء العالم، والتحول كذلك إلى منافس عالمي رئيسي لا يكتفي باستغلال أفضل التقنيات فحسب، بل يقوم أيضا بتطوير وإنتاج هذه التقنيات.

مضيفا أن الشركة تهدف لاستغلال هذا التحول للمساعدة في إنشاء قطاع طاقة سعودي قادر على المنافسة عالميا، وتنمية الاقتصاد السعودي بصورة تتسم بالاستدامة والتنوع. وقال «إن هذا التحول سيخلق فرصا هائلة لموظفي أرامكو السعودية والمجتمعات التي تخدمها، وسيحقق فوائد ملموسة للمملكة بشكل عام».

ودعا الفالح جميع موظفي الشركة للاستعداد للمرحلة المقبلة، والإيمان بالإمكانات والقدرات التي تمتلكها الشركة، وتعزيز ثقافة العمل وسلوكياته بما يرتقي لتحقيق هذا الهدف الاستراتيجي.

وبحسب عبد اللطيف أحمد العثمان، النائب الأعلى للرئيس للمالية فإن أكثر من 15 مجموعة دراسات مركزة عكفت على مدى عام كامل لوضع الأفكار الرئيسية لهذه الاستراتيجية، بالإضافة لتنظيم عشرات ورش العمل مع شريحة كبيرة من إدارة الشركة، كما أجري مسح شمل 3 آلاف موظف في جميع الدوائر.

إلى ذلك قال عبد العزيز بن فهد الخيال، النائب الأعلى للرئيس للعلاقات الصناعية: «لقد قمنا في الماضي بإدخال التغييرات استجابة للتغيرات في بيئات الأعمال المتغيرة أو بناء على طلب الدولة. أما هذا التحول فينبع كليا من الداخل، من منطلق الرغبة في تشكيل مستقبلنا وتحقيق طموحات عالية تنبع من داخلنا وليس كرد فعل لعوامل خارجية»، مضيفا: «نحن نخطو بهذه الشركة العظيمة إلى عهد جديد».

وأكد ديفيد ب. كلتجن، المستشار القانوني العام لشركة «أرامكو» السعودية، أن برنامج التحول الاستراتيجي المتسارع صُمم بنموذج حوكمة جديد لم يتم تطبيقه في أي مبادرة سابقة، وقد حاولنا انتهاج أسلوب في تصميم وتنفيذ هذا البرنامج يسهم في تعزيز فرص نجاحه. وأشار خالد جاسم البوعينين، النائب الأعلى للرئيس للتكرير والمعالجة والتسويق، أن المرحلة الأولى لبرنامج التحول الاستراتيجي المتسارع يتكون من 14 مبادرة تهدف لاتباع نهج استباقي في مجال استراتيجية الأعمال، ومساعدة المملكة على إقامة صناعة طاقة مزدهرة، والارتقاء بجوانب المرونة وسرعة الحركة والكفاءة في الشركة، وقال إن برنامج التحول سيسهم في توفير قدر أكبر من الوضوح في استراتيجيتنا وإطلاق العنان لإمكانات الأيدي العاملة وإدخال التعديلات الدقيقة التي تحتاجها الشركة لبلوغ مستوى الأداء المرغوب.

من جهته قال أمين الناصر، النائب الأعلى للرئيس للتنقيب والإنتاج، إن جميع العاملين في شركة «أرامكو» سوف يتأثرون بالبرنامج الجديد، وقال «إن برنامج التحول الاستراتيجي المتسارع يهدف إلى توفير توجه استراتيجي أكثر وضوحا يمكن فهمه على مستوى الشركة؛ وبيئة عمل أفضل تقل فيها مستويات الإحباط الناجم عن البيروقراطية، وطريقة أفضل لاختيار قادة المستقبل وتطويرهم». وأضاف: «ستكون هناك ثقافة مسؤولية أقوى وارتباط أوضح بين الأداء والمكافأة، وستكون هناك فرص وظيفية أكثر تحديا في أنحاء مختلفة من العالم لأفضل وألمع الموظفين، كما سيكون هناك اقتصاد سعودي أكثر تنوعا يتضمن قدرا أكبر من الوظائف المجدية، وسيتحقق مزيد من الرخاء للأجيال المقبلة».