خبير نفطي خليجي يحمل إيران مسؤولية فشل «أوبك» في زيادة الإنتاج

قال: ضربت بمصالح الدول الأعضاء والاقتصاد العالمي عرض الحائط لخدمة أجندتها الخاصة

TT

حمل خبير نفطي مسؤولية عدم توصل «أوبك» للموافقة على زيادة إنتاجها من البترول، لإيران ودول أخرى، اعتبر أنها أرادت أن توظف اجتماع المنظمة أول من أمس، في خدمة أجندتها الخاصة، مؤكدا أن إيران ضربت بمصالح الدول الأعضاء في المنظمة والاقتصاد العالمي عرض الحائط؛ «إذ إن من شأن ذلك اضطراب الاقتصاد العالمي وتقويض تعافيه، لا سيما أن النصف الثاني من العام الحالي سيشهد طلبا كبيرا على النفط».

وفي الوقت الذي ادعت فيه إيران أن ضغوطا غربية أثرت على السعودية لكي تدعو «أوبك» لزيادة الإنتاج، أكد حجاج أبو خضور الخبير النفطي الكويتي خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن إيران بهذه الإدعاءات كشفت عن حقيقة موقفها، الذي يتبع الأسلوب نفسه منذ فترة، حيث أرادات من خلال موقفها توظيف اجتماع منظمة «أوبك» لأجندتها الخاصة من أجل رفع الضغط من على ملفها النووي من قبل الدول المستهلكة الكبرى الأساسية التي تحاصر ملفها النووي، وذلك للحصول على انفراجة.

وألقى أبو خضور اللوم على دول أخرى مثل فنزولا والجزائر اللتين انتهجتا طريق إيران نفسه، في عدم الموافقة على رفع إنتاج النفط، وذلك لخدمة مصالحهما الخاصة، لا سيما فنزولا التي تريد تحقيق مكاسب لرفع أسعار النفط إلى جانب موقفها من ليبيا وعلاقتها المتأزمة مع أميركا، داعيا جميع دول «أوبك»، إلى أخذ العبرة من الأعوام السابقة، مستعرضا في الوقت ذاته السيناريو الممكن حدوثه بعد ازدياد الطلب على النفط مع بداية النصف الثاني لهذا العام، والذي من الممكن أن يؤثر على أسعار النفط في حال تردي مستوى الاقتصاد العالمي بعد أن سار على طريق التعافي.

وأضاف أبو خضور لـ«الشرق الأوسط»، أنه، وبالاعتماد على ما تتخذه «أوبك» من قرارات خلال الخمسين سنة الماضية حول زيادة إنتاج النفط وتأثير هذا الأداء على مسيرة منظمة «أوبك»، كان الهدف دائما الحفاظ على مكتسبات الدول الأعضاء وحماية أسعار البترول من النزول من خلال إيجاد سوق طاقة دولية تتسم بالاستقرار والشفافية والتفهم لحاجة اقتصادات الدول المنتجة والمستهلكة على حد سواء؛ إذ إن أي اضطراب يلحق بالاقتصاد العالمي ستكون نتائجه وخيمة على دول المنظمة وأسعار النفط مستقبلا.

وذكرت وكالة «رويترز» أمس، أن إيران ادعت أن ضغوطا غربية أثرت على السعودية لكي تدعو أوبك لزيادة الإنتاج، حيث جاء ذلك بعدما أقنعت إيران أعضاء آخرين بمعارضة هذه الخطوة وفشل اجتماع المنظمة أول من أمس الأربعاء في الاتفاق على قرار. وبحسب الوكالة ذاتها، قال محمد علي خطيبي مندوب إيران لدى «أوبك» لـ«رويترز» مفندا اتهامات السعودية لإيران بالعناد بعد انتهاء الاجتماع، إن بلاده دافعت عن استقلال المنظمة.

ودعت دول مستهلكة، من بينها أميركا، «أوبك» إلى زيادة الإمدادات حتى لا يؤدي ارتفاع أسعار النفط إلى تقويض التعافي الاقتصادي.

ويأتي اجتماع المنظمة أول من أس، بعد 4 أشهر من إطلاق الاجتماع الوزاري الاستثنائي لمنتدى الطاقة الدولي الذي عقد برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في العاصمة السعودية الرياض، بمثابة «مرحلة جديدة» في التعامل مع ملف البترول بما ينظم العلاقة بين المستهلكين والمنتجين، حيث أكد مسؤول سعودي آنذاك أن الدول الموقعة على الميثاق ستجني فوائد الالتزام به خلال الـ20 عاما المقبلة. وكان من أهم ما ركز عليه الاجتماع الاستثنائي لمنتدى الطاقة، أن يطيح الميثاق الذي وقعه ممثلون عن 87 دولة حول العالم، بحالة «عدم الثقة» التي سيطرت على العلاقات بين منتجي البترول ومستهلكيه، ودول العبور، في وقت دعت فيه الرياض الدول الموقعة على «حسن النية» إلى تطبيق الميثاق.

وأكدت السعودية أن الحوار بين المنتجين والمستهلكين، قطع شوطا كبيرا، معتبرة أن توقيع ميثاق التعاون بين الجانبين، هو إحدى الخطط الجديدة على طريق التعاون الدولي بين جميع أصحاب المصالح، لافتة إلى أن المنتدى الدولي يعد تجمعا واسع النطاق ويشكل 90 في المائة من أولئك الذين يمثلون عناصر الطلب والإمداد.