شركات السياحة المصرية تأمل في أن يحرك «موسم العمرة» مياهها الراكدة

واجهت زيادة الأسعار وعدم استقرار الأوضاع باستحداث برامج وعروض جديدة

TT

تأمل شركات السياحة المصرية أن يعوض موسم العمرة جزءا من خسائرها التي منيت بها بعد توقف نشاطها عقب ثورة 25 يناير، إلا أن تلك الآمال يواجهها الكثير من التحديات، بعضها يتمثل في ارتفاع أسعار الرحلات خلال الموسم الحالي، والآخر يتعلق ببعض الدعوات التي أطلقها علماء مصريون بتأجيل الحج أو العمرة هذا العام والتبرع بثمنه لدعم اقتصاد البلاد، بينما تخوفت بعض شركات السياحة أن تؤثر الأزمة التي تمر بها البلاد على أولويات المصريين مما قد يدفعهم لتأجيل خططهم للعمرة أو الحج خلال الموسم الحالي.

يقول عمر إبراهيم، مدير التسويق بإحدى شركات السياحة المصرية: «ظللنا أكثر من شهر كامل من دون عمل، لا نستقبل أو نرسل سياحا، كما أن كافة الحجوزات التي كان متفقا عليها قبل الثورة تم إلغاؤها، والآن اعتمادنا على موسم الحج والعمرة في الفترة الحالية ليعيد إلينا الثقة قبل أن نعول عليه لتعويض الخسائر التي تكبدناها من جراء سوء الموسم الصيفي هذا العام».

إلا أن تلك الأمور لا تبدو يسيرة بالنسبة لهاني صبحي، مسؤول بإحدى شركات السياحة، فتراجع الجنيه المصري أمام الدولار، الذي يتم التعامل به غالبا بين شركات السياحة المختلفة، أدى إلى ارتفاع أسعار الرحلات بشكل ملحوظ مقارنة بالعام الماضي.

هذا الأمر دفع شركات السياحة إلى استحداث برامج وعروض جديدة لجذب المعتمرين مع بداية شهر رجب الحالي الذي يفضله المصريون للاعتمار. يقول وائل صلاح، مدير الدعاية بإحدى شركات السياحة: «من الصعب في الوقت الحالي أن نقدم عروضا كالتي تعود عليها المعتمر أو الحاج في السنوات السابقة، فالأسعار زادت تقريبا ألف جنيه مقارنة بأسعار العام الماضي في وقت تمر فيه البلاد بضائقة مالية تجعل البعض يتجه لادخار الأموال خوفا من المستقبل»، ولكن وائل وبصفته مسؤولا عن الدعاية استحدث وسائل جديدة للتغلب على مشكلة ارتفاع الأسعار. وقال «نقدم الآن عروضا مخفضة عن طريق تقليل عدد أيام المبيت في الأراضي المقدسة بالنسبة للمعتمر، وهناك أيضا عروض التقسيط محددة بفترات، أو نقوم بتقسيط ثمن العمرة أو الحج على دفعتين أو أكثر حسب رغبة العميل».

لكن محمد نور الدين، مدير إحدى شركات السياحة المتخصصة في الحج والعمرة بصعيد مصر، لا يرى أن هناك حاجة إلى استحداث أنظمة جديدة، خاصة أن الإقبال على الحج والعمرة بدأ يعود لمعدلاته التي كان عليها الموسم الماضي، ولكن تخوف نور الدين كان من بعض الدعوات التي أطلقها علماء مصريون بتأجيل الحج أو العمرة هذا العام والتبرع بثمنه لدعم اقتصاد البلاد، ولكن طبيعة المصريين لم تكن مجالا للاقتناع بتلك الدعوات. تقول عواطف حسن التي كانت موجودة بإحدى شركات السياحة لحجز عمرة رمضان: «أدخر منذ أكثر من ثلاث سنوات لأذهب إلى العمرة ولا يمكن أن ألغي العمرة أو أؤجلها لأني أعددت لها حتى قبل قيام الثورة».