الأردن: حزمة فرص تشجيعية لجذب المستثمرين الخليجيين

المدير العام لهيئة تنشيط السياحة: الاستثمارات السياحية في 2010 بلغت 454 مليون دولار

وزيرة السياحة الأردنية بالعاصمة السعودية الرياض متحدثة عن المشاريع الاستثمارية في بلادها (تصوير: إقبال حسين)
TT

كشف مسؤول رفيع بوزارة السياحة الأردنية لـ«الشرق الأوسط»، عن تقديم حزمة من الفرص التشجيعية للمستثمرين السعوديين في القطاع السياحي بالمملكة الأردنية الهاشمية، من خلال فتح المجال أمام رؤوس الأموال الراغبة في الاستثمار في ذلك القطاع، وتقديم الكثير من المزايا الضريبية المنخفضة لها.

وأوضحت الدكتورة هيفاء أبو غزالة، وزيرة السياحة الأردنية، أن وزارتها تتجه حاليا لتشجيع المستثمرين السعوديين والخليجيين لإقامة مشاريع سياحية في عدد من مناطق الأردن، موضحة أن مناطق شمال العاصمة الأردنية تعد فرصة أمام أولئك المستثمرين من خلال إنشاء منتجعات أو فنادق في تلك المناطق. وأكدت أبو غزالة أن هناك الكثير من الرزم التشجيعية من قبل الحكومة الأردنية في القطاع السياحي، مشيرة إلى سعي وزارتها لتعريف أصحاب رؤوس الأموال والمستثمرين السعوديين والخليجيين بتلك الفرص الاستثمارية.

جاء ذلك خلال حفل تدشين ورشة العمل السياحي الأردني بالسعودية، وذلك مساء أول من أمس بفندق الفيصلية، وقد ضم الوفد الأردني عددا من المسؤولين الحكوميين، بالإضافة لعدد من أصحاب المشاريع السياحية الأردنية من القطاع الخاص. وتأتي تلك الورشة كجزء من القافلة السياحية التي أطلقتها وزارة السياحة الأردنية وطافت بها معظم دول الخليج العربي خلال الأيام القليلة الماضية، وقد حطت تلك القافلة رحالها في العاصمة السعودية الرياض، بعد زيارتها لمدينة جدة (غرب السعودية).

وأبانت وزيرة السياحة الأردنية عن عقدها لقاء مع رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار السعودي الأمير سلطان بن سلمان، بمدينة جدة، تباحث الطرفان فيه كل أوجه النشاط السياحي.

ولمحت أبو غزالة إلى وجود اتفاقيات ثنائية بين البلدين لزيادة وتعزيز القطاع السياحي، وفي مجال التراث والمحافظة عليه، بالإضافة لمجال التدريب المشترك والمتبادل في القطاع السياحي بين البلدين. وأشارت إلى توقعاتها بنمو القطاع السياحي في بلادها، عطفا على انضمام الأردن لدول مجلس التعاون الخليجي مؤخرا، مؤكدة على أن الهدف من إطلاق وزارتها لقافلة السياحة هو العمل على زيادة النشاط السياحي بين الأردن ودول الخليج والعمل على مأسسة هذا المجال بشكل أكبر.

وبينت وزيرة السياحة الأردنية أن حكومة بلادها تعد اللمسات النهائية لخارطة التنشيط السياحي الأردني، موضحة أن الإعلان عنها بشكل أكثر تفصيلية سيتم خلال شهر سبتمبر (أيلول) المقبل بمؤتمر السياحة المنعقد بالعقبة، والذي سيحضره كل وزراء السياحة العرب.

إلى ذلك، أوضح نايف الفايز، المدير العام لهيئة تنشيط السياحة الأردنية، أن حجم السياح السعوديين الزائرين للأردن للعام الماضي 2010 قد تجاوز 800 ألف سائح، مؤكدا على توقعهم نمو ذلك العدد خلال العام الحالي.

وأبان أمين عام هيئة تنشيط السياحة الأردنية صعوبة توقع أعداد السائحين السعوديين للعام الحالي بسبب الظروف التي تمر بها المنطقة العربية، مشيرا إلى تطلعهم في الهيئة لزيادة أعداد السياح السعوديين عما كانت عليه في العام الماضي، ولمح إلى أنهم شكلوا 12 في المائة من النمو الإجمالي لأعداد السياح في الأردن. فيما تشير إحصائيات رسمية صادرة عن وزارة السياحة الأردنية إلى ارتفع عدد سياح المبيت في عام 2010 بما يزيد على 20 في المائة، بينما قفزت نسبة السياح القادمين للأردن من 2 في المائة عام 2006 لتصل إلى 16 في المائة عام 2010.

وكان الدخل السياحي على الخزينة الأردنية يمثل 12 في المائة من إجمالي الدخل المحلي لعام 2006، ليحقق ذلك القطاع نسبة 17 في المائة عام 2010.

وزاد الفايز بأن قافلة التنشيط السياحي الأردنية بدأت منذ ما يزيد على ثلاثة أسابيع، حيث بدأت من دبي في معرض السياحة العالمي بها، ومن ثم انتقلت إلى سلطنة عمان، ثم قطر والبحرين فالكويت، لتختتم مسيرتها بالسعودية، حيث زارت مدينة جدة لتستقر بالرياض. وأكد الفايز أن عددا من مواطني مجلس التعاون الخليجي ليست لديهم دراية كافية بماهية الوجهات والفعاليات السياحية بالأردن.

وحول ارتفاع الأسعار والتجاوزات التي تقع من قبل بعض مرافق الإيواء والجهات السياحية في الأردن خلال مواسم السياحة، أكد أمين عام هيئة تنشيط السياحة الأردنية أن حكومة بلاده عمدت إلى تنفيذ عدد من الإجراءات القاضية بمعاقبة كل الجهات السياحية، التي يثبت تجاوزها أو استغلالها للسائحين، بحيث يطبق عليها عدد من العقوبات الجزائية.

وبين الفايز أن الحكومة الأردنية عمدت لتخفيض الأسعار في مختلف القطاعات السياحية من مرافق إيواء ومنتجعات سياحية، من خلال تخفيض الرسوم الضريبية على تلك القطاعات، حيث خفضت الضريبة على الإيواء من 16 إلى 8 في المائة، مشيرا إلى أن القطاع السياحي الخاص، كمؤسسات السياحة الأردنية بالداخل، بدأ في تقديم عروضه التشجيعية من حيث حزمة الخدمات التي تقدم للسائح.

وشدد الفايز على أن هناك خطا ساخنا سيعلن عنه لكل الزائرين والسياح القادمين للأردن، وسيتم تزويدهم به من خلال المنافذ البرية والجوية والبحرية للبلاد، بالإضافة لوجود شرطة السياحة التي ينصب اهتمامها على خدمة السائح في الأردن، مشيرا إلى أن شرطة السياحة تقوم بالاستجابة لأي اتصال من قبل أولئك السياح والحضور لأماكن وجود السياح بالأردن للوقوف معهم والنظر في شكاواهم ضد الجهات التي تقدم لهم الخدمات السياحية بالبلاد.

يشار إلى أن الدخل السياحي على الخزينة الأردنية يمثل 12 في المائة من إجمالي الدخل المحلي لعام 2006، ليحقق ذلك القطاع نسبة 17 في المائة عام 2010، وكان الاستثمار السياحي في الأردن حقق أعلى نسبة له عام 2008 بمقدار 717 مليون دولار كأعلى مقدار استثمار، بينما كان في العام الفائت 454 مليون دولار. فيما يمثل السياح الخليجيون القادمون للأردن نسبة تزيد على 30 في المائة، بينما بلغت نسبة السياح من بقية الدول العربية عدا دول الخليج العربي 26 في المائة.

وتشكل نسبة استثمارات السعوديين في المجال السياحي ما يزيد على 21 في المائة، تليها الكويت بما يزيد على 18 في المائة للعام الفائت.