أعضاء وكالة الطاقة الدولية يبدأون في ضخ النفط من الاحتياطيات

وزير الخزانة الأميركي وصف الخطوة بأنها سياسة رشيدة

TT

قال وزير الخزانة الأميركي تيموثي غايتنر، أمس الجمعة، إن قرار وكالة الطاقة الدولية هذا الأسبوع إطلاق كميات نفط من مخزونات الطوارئ هو «سياسة رشيدة». وقال غايتنر للصحافيين بعد اجتماع مع رجال أعمال محليين في مانشستر بولاية نيوهامبشير «إنه سيقدم دعما طفيفا للاقتصاد الأميركي». وأضاف بقوله «إنه كان استخداما حكيما للاحتياطيات القائمة». وقال غايتنر إنه على يقين من أن الكونغرس يمكنه التوصل إلى اتفاق بشأن الميزانية حتى بعد انسحاب مشرع جمهوري رفيع من محادثات الميزانية هذا الأسبوع، لكن الزيادات الضريبية ينبغي عدم استبعادها من المعادلة تماما. وقال «يجب علينا إجراء تعديلات متواضعة في الإيرادات. ولا سبيل إلى الوصول إلى اتفاق من دونها».

وفي آسيا، تحركت دول آسيوية أمس للسحب من مخزونات نفط الطوارئ، في إطار خطوة نادرة نسقتها الدول المستهلكة لمنع أسعار الطاقة المرتفعة من عرقلة انتعاش اقتصادي هش. وتشير هذه الخطوة التي قادتها واشنطن ولقيت انتقادا في قطاع النفط بوصفها تشويها غير ضروري لأوضاع السوق إلى حدوث تحول جذري من جانب الدول الصناعية في ما يتعلق بالتدخل في أسواق السلع كأداة يمكن استخدامها لتغيير السياسة الاقتصادية.

وهوت أسعار خام برنت يوم الخميس لأدنى مستوى إغلاق منذ أربعة أشهر. وبعد أن انتعشت في أوائل معاملات أمس عاودت الهبوط مجددا. وتوقع البعض أن يترك قرار وكالة الطاقة الدولية المفاجئ بسحب 60 مليون برميل خلال الشهر القادم أثرا طويل المدى. وقال وزير الاقتصاد الياباني كاورو يوسانو إن الخطوة التي اتخذتها وكالة الطاقة بمثابة تحذير لمن يشترون بغرض المضاربة، لكن وزير النفط الهندي س. جايبال ريدي شكك في أن يترك هذا التحرك أثرا. وقال «حتى إذا حدثت زيادة بسيطة في المعروض فإن هذه الزيادة لن تكون متاحة لنا بسبب المضاربة المحمومة في الأسواق المالية بالعالم.. ولا نعلم إن كان هذا ضعف أسعار النفط أم اتجاها مستقرا».

وقالت اليابان وكوريا الجنوبية العضوان الآسيويان في وكالة الطاقة الدولية إنهما ستبدآن من الأسبوع القادم إطلاق احتياطيات نفطية بما يتماشى مع أهداف الوكالة. وستخفض اليابان الاحتياطي الذي تلزم شركات النفط به بواقع 7.9 مليون برميل خلال الأيام الثلاثين القادمة، في حين ستطلق كوريا الجنوبية 3.46 مليون برميل، وهو ما يمثل معا نحو 19 في المائة من هدف وكالة الطاقة الدولية. ولا تشارك أستراليا ونيوزيلندا - وهما العضوان المتبقيان من منطقة آسيا والمحيط الهادي في الوكالة المؤلفة من 28 دولة - في هذه الخطوة.

وفي الأسواق الآسيوية تعافت أسعار العقود الآجلة لخام القياس الأوروبي مزيج برنت من أدنى مستوى لها في أربعة أشهر في التعاملات الآسيوية أمس الجمعة، بينما يعكف المتعاملون على تقدير حجم الإمدادات التي ستصل إلى الأسواق بعد قرار وكالة الطاقة الدولية استخدام احتياطيات الطوارئ.

وهبطت أسعار النفط بأكثر من 6 في المائة يوم الخميس، عندما أعلنت الوكالة أنها ستطلق 60 مليون برميل من الخام إلى الأسواق على مدى الشهر القادم. وصعد سعر خام القياس الأوروبي مزيج برنت للعقود تسليم أغسطس (آب) 1.27 دولار، أو 1.18 في المائة، إلى 108.23 دولار للبرميل بحلول الساعة 04.55 بتوقيت غرينتش، في حين ارتفع الخام الأميركي الخفيف 1.17 دولار، أو 1.29 في المائة، إلى 92.19 دولار. وجاء قرار استخدام مخزونات الطوارئ بعد أربعة أشهر من تعطل الصادرات الليبية. وأبرز القلق الحاد بين الدول المستهلكة الأعضاء في وكالة الطاقة الدولية بشأن الضرر الذي تشكله تكاليف الطاقة المرتفعة على انتعاش اقتصادي هش. ودفع القرار بنك «جيه بي مورغان» إلى خفض توقعاته لسعر برنت للربع الثالث من العام إلى 100 دولار للبرميل من 130 دولارا.