ارتفاع مفاجئ في ثقة الشركات الألمانية في يونيو

رغم أزمة الديون الأوروبية

TT

كشف مؤشر معهد إيفو الرئيسي لمناخ الأعمال أمس الجمعة أن ثقة الشركات الألمانية سجلت زيادة مفاجئة في يونيو (حزيران) الحالي، على الرغم من المخاوف من التهديدات التي يتعرض لها أكبر اقتصاد في أوروبا جراء أزمة ديون منطقة اليورو وتوقعات النمو للاقتصاد العالمي. وارتفع مؤشر مناخ الأعمال الصادر عن معهد «إيفو» ومقره ميونيخ إلى114.5 نقطة هذا الشهر مقابل 114.2 نقطة في مايو (أيار). وقال رئيس المعهد هانز فيرنرسين عند إصدار التقرير إن «الاقتصاد الألماني يشهد ارتفاعا قويا». وكان محللون يتوقعون أن ينخفض المؤشر الذي يستند على استطلاع رأي 7 آلاف مسؤول تنفيذي إلى 113.5 نقطة هذا الشهر. وساهمت الزيادة المفاجئة في مؤشر «إيفو» في ارتفاع الأسهم في بورصة فرانكفورت وعززت اليورو. وفي ختام التعاملات الصباحية، قفز مؤشر داكس ببورصة فرانكفورت 1.7 في المائة، بينما حقق اليورو مكاسب بلغت 0.2 في المائة ليصل إلى 1.4286 دولار.

ومع ذلك، أشارت مكونات المؤشر إلى تنامي مشاعر القلق داخل مجالس إدارات الشركات في أنحاء ألمانيا بشأن التوقعات الاقتصادية التي تواجه البلاد. جاء صدور المؤشر الذي تتم متابعته عن كثب في ظل بذل أوروبا جهودا مستميتة لاحتواء أزمة الديون التي ضربت اليونان من أن تنتشر إلى غيرها من الدول في منطقة اليورو التي تضم 17 دولة. وبعد بداية قوية هذا العام، يرى خبراء اقتصاد أن الاقتصاد الألماني سيتباطأ خلال الربع الحالي. ويتوقعون بشكل خاص أن يتعرض قطاع تصدير الآلات الرئيسي للبلاد للتراجع بفعل خطوات لخفض مستويات الدين والعجز المرتفعة بين الشركاء التجاريين الرئيسيين لألمانيا في منطقة اليورو. في الوقت نفسه، ظهرت مؤشرات على أن النمو فقد قوة الزخم في بعض الأقطاب الرئيسية الأخرى في الاقتصاد العالمي وهي الولايات المتحدة وآسيا. وقال بين ماي خبير الشؤون الأوروبية لدى مجموعة «كابيتال إيكونوميكس» للأبحاث الاقتصادية إن «زيادة مؤشر (إيفو) في يونيو تتعارض مع أدلة أخرى ظهرت مؤخرا بأن التعافي اللافت لألمانيا بدأ يتباطأ».

وقال ماي إنه «على الرغم من ذلك، لا نزال نعتقد أن نمو الناتج المحلي الإجمالي سوف يتباطأ بشكل حاد تماما خلال الفترة المتبقية من العام». وفي تعليقه على المؤشر، قال سين إن الصناعة الألمانية تستمر «في توقع قوى دافعة من الصادرات لكن لن تبعث على التفاؤل بشكل كبير في هذا الشأن كما كان في الأشهر الماضية». كما أصبح تجار التجزئة في ألمانيا أكثر تشاؤما، إذ كشف مؤشر «إيفو» لمناخ الأعمال تراجع مكون قطاع التجزئة من 15.1 إلى 11.5. لكن الحالة المعنوية بين المسؤولين التنفيذيين بقطاع الإنشاءات ظلت متفائلة، سواء بشأن الظروف الحالية لنشاطهم أو توقعاتهم له بعد أن انتعش القطاع من تباطؤ في الإنتاج في وقت سابق من هذا العام بسبب ظروف فصل الشتاء شديد البرودة.

ومما ساهم في زيادة المؤشر في يونيو، حدوث زيادة على مكون المؤشر الذي يقيس تقييم قادة الصناعة لوضع أعمالهم الحالي إذ ارتفع من 121.5 إلى 123.2 نقطة.

وقال الخبير الاقتصادي كارستين برزيسكي إن «الاقتصاد الألماني قد لا يستطيع أن يتفادى للأبد تباطؤا قصير الأجل للاقتصاد العالمي.. ومع ذلك ففي الوقت الحالي على الأقل تتمتع ألمانيا بأداء أفضل كثيرا عن بقية الدول». ولا يزال يتوقع خبراء اقتصاد أن يتراجع مؤشر «إيفو» في الأشهر المقبلة بعد أن تراجع المكون الذي يقيس توقعات الأعمال خلال ستة أشهر مقبلة إلى 106.3 نقطة في يونيو مقابل 107.4 نقطة في مايو.