المشروبات الغازية تتجاوز اضطرابات السياسة بمنطقة الشرق الأوسط وتحقق نموا

شركات أجنبية تراهن على زيادة المبيعات وتخشى مزاحمة المنافسين الجدد

TT

رغم الأحداث الجارية في عدة بلدان بمنطقة الشرق الأوسط، فإن شركات المشروبات الغازية تتوقع زيادة في مبيعاتها خلال العامين المقبلين، بعد أن تمكنت عدة شركات من تحقيق نسب مبيعات كبيرة خلال الفترة الأخيرة، بما فيها الأيام التي شهدت فيها بلاد مثل مصر وتونس احتجاجات ضخمة أطاحت بنظامي الحكم فيهما.

وينتشر على نطاق واسع الإقبال على المشروبات الغازية، التي تقدم مثلجة، في دول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وهي منطقة ذات جغرافيا صحراوية تتميز بأجوائها الحارة معظم شهور السنة. ويبلغ حجم الاستهلاك السنوي للمصريين من المشروبات الغازية أكثر من 6 مليارات جنيه (نحو 1.2 مليار دولار) سنويا، فيما وصل متوسط المعدل في النمو إلى نحو 15%.

وحققت مجموعة «كارلزبرغ» التي تمتلك رابع أكبر مصنع في العالم للمشروبات الغازية، تقدما في السوق المصرية بمعدل نمو بلغ 57% على مدى السنوات الأربع الماضية، وفقا لمسؤول بالشركة أمس. وطرحت «كارلزبرغ» منتجها السويسري الأصل، وهو مشروب شعير «موسي» الخالي من الكحول، يباع في 14 دولة بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا منذ أربعين عاما.

ومنذ العام الماضي، تتوقع شركات المشروبات الغازية العاملة في مصر ودول بالمنطقة زيادة النمو وارتفاع في معدل الاستثمار مع ما يقولون إنه ازدياد للطلب على المشروبات الغازية الباردة. وتقول شركة «كوكاكولا» التي تعمل في عدة دول؛ منها مصر وليبيا والسودان، إن حجم المبيعات ارتفع بنحو 20% خلال النصف الأول من العام الماضي، وأشار مصدر في الشركة إلى أن «كوكاكولا» تعرضت لعدة حملات مقاطعة في منطقة الشرق الأوسط خلال السنوات العشر الماضية، إلا أنها استطاعت التغلب عليها، وزادت مبيعاتها.

في حين قال مسؤول مصري في شركة «بيبسي» إن هذه التوقعات ما زالت سارية رغم الاضطرابات السياسية التي تشهدها عدة بلدان، متوقعا أن يرتفع النمو في العديد من شركات المشروبات الغازية إلى 50% في العام المقبل، لكنه توقع أيضا أن تزداد المنافسة ضراوة بين هذا النوع من الشركات، مما يكبدها مبالغ مالية كبيرة في الترويج لمنتجاتها عبر وسائل الإعلام والدعاية.

ويعمل وكلاء متخصصون، غالبيتهم محليون، في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، في إنتاج وتوزيع ماركات عالمية من المشروبات الغازية والمواد الغذائية السائلة، وتعتبر الشركات الألمانية الأكثر هيمنة على إنتاج المشروبات الغذائية السائلة، مثل عصائر الفاكهة والخضراوات.

وقال كريم الكشكي، المدير في شركة تتولى تسويق مشروب «موسي» إنه أمكن تحقيق ارتفاع في نسبة المبيعات العام الماضي بنسبة 105% مقارنة بعام 2009. وعبر عن فخر الشركة بهذه النتيجة، مضيفا أن نتائج نسبة المبيعات «كانت متقاربة جدا مع دولة الإمارات، التي كانت دائما في الصدارة معظم فترات السنة».

وحسب سورين راسمومسن، المدير الإقليمي لمجموعة «كارلزبرغ» في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، فإن معدل النمو لمشروبها في المنطقة بلغ 17% منذ إطلاقه عام 2006، بينما حققت مصر وحدها معدل نمو بلغ 57% على مدى السنوات الأربع الماضية، مضيفا أن مصر «تعتبر من الأسواق الرئيسية لمنتجاتنا».