«الربيع العربي» يجفف منابع الأغنام المستوردة.. وأزمة في السوق السعودية

المستوردة شبه منقطعة والمحلية ارتفعت لأكثر من 30%

ارتفعت أسعار الأغنام بنسبة 30 في المائة خلال الفترة الماضية (تصوير: خالد الخميس)
TT

ألقى «الربيع العربي» بظلاله على سوق الأغنام في السعودية، التي تأثرت سلبا، وتحول إلى صيف ساخن بعد أن تسببت اضطرابات المنطقة في تجفيف منابع بعض البلدان التي تعتمد عليها أسواق الأغنام في البلاد, حيث توقف تصدير الأغنام بشكل كبير من تلك الدول إلى الأسواق المحلية بحسب ما ذكره متعاملون، حيث أشاروا إلى أن ذلك خلق حالة سعار شديدة في الأسعار، وبدأت السوق تفقد جزءا من مكوناتها مثل السواكن السودانية والتيوس السورية وبعض الأنواع الأخرى التي تصدرها مصر.

هذا الانقطاع ألقى بظلاله على الأنواع المحلية الأخرى مثل أنواع الأغنام في البلاد كالنعيمي والنجدي، حيث أصبحا يغردان خارج السرب، إذ ارتفعت أسعارهما بشكل جنوني لتتجاوز 2000 ريال (533.3 دولار) للرأس الواحد نتيجة تكالب الطلب وقلة العرض، حيث أكد عدد من تجار الأغنام أن الأسعار ارتفعت لأكثر من 30 في المائة على ما كانت عليه قبل «الربيع العربي».

وتعتبر الأغنام من المكونات الأساسية في المطبخ السعودي، حيث تقدم كولائم في مختلف المناسبات، في الوقت الذي يكثر فيه الطلب عليها طوال العام، مع الزيادة في موسم رمضان لدخولها في كثير من الأطباق الغذائية خلال هذه الفترة، في الوقت الذي توفر فيه السوق أنواعا محلية ومستوردة.وحول هذا الانقطاع أكد مطلق الدوسري كبير تجار الأغنام في سوق الرياض، أن الأحداث التي تشهدها البلدان العربية أثرت وبشكل كبير على الأسعار التي كانت مرتفعة أساسا، إلا أن هذا الانقطاع دفع بعجلة الارتفاع نحو زيادة أخرى لم يحسب لها تجار الأغنام حسابا، إذ إن الموردين توقفوا وبشكل كبير عن التصدير وذلك للوضع الأمني الذي تشهده تلك الدول وبعض الاضطرابات هناك، وإن كان هناك استيراد ولكن بشكل محدود.

ويضيف الدوسري أن هذا الانقطاع قد يشكل خطرا في المستقبل على الثروة الحيوانية إذا ما استمر الوضع لمدة أطول، خصوصا أن موسم رمضان مقبل، ناهيك بعيد الفطر وقبل كل هذا موسم الأعراس الذي ينشط وبشكل كبير هذه الأيام حيث يستهلك جزءا من سوق الأغنام.

من جهته، أشار سعد الحسين تاجر أغنام، إلى أن التهديد الحقيقي يستهدف الأغنام المحلية، التي أصبح الطلب عليها يفوق قدرتهم كتجار أغنام على تلبية جميع الطلبات مما قد يشكل خطرا مستقبليا عليها في ظل شبة انقطاع السوق من الأغنام المستوردة التي كانت جزءا من النسيج المكون لسوق الأغنام، حيث تأثرت السوق بشكل كبير من انقطاعها.

وعن الأسعار الحالية في السوق المحلية بين الحسين أن الأسعار ارتفعت لأكثر من 30 في المائة على ما كانت عليه قبل «الربيع العربي»، حيث ارتفع سعر النعيمي من 1500 ريال (400 دولار) إلى أكثر من 1900 ريال (506 دولارات)، والنجدي الذي يهيمن على السوق ارتفع من 1600 ريال (426 دولارا) إلى أكثر من 2100 ريال (560 دولارا)، بسبب توجه الجميع إلى هذين النوعين بعد انقطاع السواكن السودانية والتيوس السورية حيث كانا يجذبان بعض الزبائن الذين استبدلوهما بسبب انقطاعهما، مما سبب ضغطا كبيرا على الأنواع المتبقية.

من جهته، أوضح عبد الله الرشيدي أحد تجار الأغنام، أن المستفيد الوحيد من «الربيع العربي» هم مربو السواكن السودانية والتيوس السورية وليس مستورديها، فهم الذين استفادوا حاليا وبشكل كبير من هذا الارتفاع، نتيجة استيرادهم لها منذ زمن وإشرافهم على عملية التناسل التي تتم تحت إشرافهم محليا وبيعهم لها بسعر المستورد الذي إن وجد حاليا فهو بأسعار مرتفعة.

وعن اصطناع التجار لهذه الأزمة بإخفائهم الأغنام لفرض الأسعار التي يحددونها، نفى الرشيدي هذه المقولة، متسائلا «كيف لنا أن نخبئ الأغنام في الوقت الذي نبحث فيه عن الأغنام التي تأثرت السوق بفقد أحد مكوناتها؟!»، مبينا أنهم لا يتحكمون في «الربيع العربي» الذي تسبب في غربلة السوق ورفع أسعار الأغنام، وهو الأمر الذي أثر سلبا على مبيعاتهم التي انخفضت بسبب الارتفاع الذي لا يستطيع أن يجاريه معظم المواطنين.