أوباما يهدد بـ«الفيتو» ضد أي قرارات بعدم رفع سقف الدين لسنوات

تبادل اتهامات وشتائم بين ديمقراطيين وجمهوريين حول دين الحكومة

TT

وسط اتهامات متبادلة وصلت إلى حد الشتائم، أوضحت مقابلات تلفزيونية لقادة في الحزبين الديمقراطي والجمهوري، ولمسؤولين في إدارة الرئيس باراك أوباما، أن الهوة لا تزال واسعة لحل مشكلة ديون الحكومة الأميركية مع اقتراب يوم الثاني من أغسطس (آب) المقبل.

وهدد البيت الأبيض، أمس، بأن الرئيس باراك أوباما سوف يستعمل الفيتو ضد أي مشروع قرار من الكونغرس لا يرفع سقف الدين إلى سنوات، وليس إلى سنة واحدة، كما اقترح قادة في الحزب الجمهوري.

وفي مقابلة تلفزيونية مع «إي بي سي»، قال وزير الخزانة، تيموثي غايثنر، إن في الإمكان جمع خطة الإدارة والخطة التي قدمها قادة الحزب الجمهوري.

وأشار إلى الخطة باسمها «غراند بارغين» (المساومة الكبرى)، التي قدم فيها الجمهوريون، لأول مرة، تنازلات وافقوا فيها على زيادة العائد من الضرائب، ليس بزيادة الضرائب، ولكن بإلغاء ثغرات في قانون الضرائب.

وقال غايثنر: «كل الخطط، هذه وتلك، على الطاولة. الآن، يمكن دمجهما بأكثر من صورة». لكنه لم يفصل كيف يجمع بين الخطة التي قدمها زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ، السيناتور هاري ريد، والخطة التي قدمها زعيم الأقلية، السيناتور، متش ماكونيل.

وفي تلفزيون «إن بي سي»، قال رئيس موظفي البيت الأبيض، بيل دالي، إن رفع سقف دين الحكومة سوف يساعد التنمية الاقتصادية.

وقال: «رفع سقف دين الحكومة عنصر مهم لتحقيق اليقين الاقتصادي، الذي توجد حاجة ماسة إليه».

وأضاف: «الشعب الأميركي صار قلقا بسبب تأخر مفاوضاتنا للاتفاق على حل وسط، وأسواق كثيرة في أنحاء العالم تنتظر ما سيحدث في السوق الأميركي.. جاء وقت الوصول إلى إحساس باليقين والاستقرار في الاقتصاد الأميركي».

وقال دالي إن الرئيس أوباما سوف يستخدم الفيتو ضد أي مشروع قرار من الكونغرس لا يرفع سقف الدين لعدة سنوات، وليس فقط لسنة واحدة. وكان قادة الحزب الجمهوري سموه «اتفاق السنة الواحدة»، وقالوا إنه سيعطي الجانبين فرصة لمناقشة «كل المشكلة من كل نواحيها» في السنوات المقبلة. لكن، قال دالي إن الجمهوريين يريدون عدم حل المشكلة «على المدى البعيد»؛ لأنهم «يريدون استغلال سنة الانتخابات المقبلة لتحميل الرئيس المسؤولية».

وقال دالي: «يجب تمديد سقف الدين، وليس للمدى القصير. يجب أن يكون إلى ما بعد عام 2013. استمرار هذا الغموض ليس في مصلحة الوطن. وأنا تحدثت مع كبار المديرين التنفيذيين للشركات الكبرى، وهم قالوا بأن علينا الإسراع بالخروج من حالة عدم اليقين».

وفي تلفزيون «فوكس»، قال رئيس مجلس النواب، جون بوينر، إن «صفقة الخطوتين» هي السبيل الوحيد لتنفيذ خطة طويلة الأجل، وذلك بأن يقبل الرئيس أوباما اقتراح الحزب الجمهوري برفع سقف الدين حتى أوائل العام المقبل. وليس إلى ما بعد انتخابات عام 2012 كما يريد أوباما. وقال: «ستكون هناك عملية ذات مرحلتين، لن يكون من الممكن حل المشكلة في خطوة واحدة».

واقترح بوينر تأجيل خطة للمدى البعيد، وقال إن أوباما لا يريد ذلك؛ لأنه يريد «استغلال الوضع لمصلحته السياسية.» وأضاف: «أعرف أن الرئيس قلق إزاء انتخابه مرة أخرى في الانتخابات المقبلة، ولكن ألا ينبغي أن نكون قلقين على مصلحة الوطن؟». وقال: «لدينا دين وطني يزيد على 14 ونصف تريليون دولار، لقد حان الوقت لنتصرف تصرفات جادة لوقف هذا النزف الذي يبدو أن لا نهاية له».

وفي تلفزيون «سي إن إن»، اتهم تيم بولنتي، من قادة الحزب الجمهوري الذي ترشح لرئاسة الجمهورية، أوباما بأنه «جبان». وأضاف: «حان الوقت للرئيس باراك أوباما ليخرج من المخبأ الذي هو فيه»؛ بسبب موقفه من حل المشكلة الاقتصادية. وتساءل: «أين هو رئيس الولايات المتحدة في وقت التحديات المالية في وطننا؟ أين إصلاحاته في البرنامج الصحي؟ أين اقتراحاته لإصلاح نظام الضمان الاجتماعي؟».

وأجاب عن أسئلته قائلا: «الإجابة هي أنه ليس لديه أي اقتراح أو برنامج، إنه يتهرب، إنه يناور، إنه يهتز يمينا وشمالا».