قلق في أروقة المال بمصر بعد اشتباكات دامية بالقاهرة

محللون: الاضطرابات زادت خوف المستثمرين من الأوضاع الداخلية

جانب من البورصة المصرية («الشرق الأوسط»)
TT

ينتاب المستثمرين المصريين قلق من تأثير تطور الحياة السياسية في مصر على أداء البورصة خلال تداولات الأسبوع الحالي، حيث من المقرر أن تبدأ اليوم، الاثنين، بعد عطلة رسمية في البلاد يوم أمس بمناسبة ذكرى ثورة 23 يوليو (تموز) 1952.

وقال أحد السماسرة في البورصة المصرية، إن الوضع الآن مقلق للغاية، فكلما تحسنت الأمور، حدثت أزمة جديدة، تؤثر على التداولات في البورصة المصرية.

وخلفت مسيرة شارك فيها آلاف المصريين قرب مقر المجلس العسكري، الذي يدير شؤون البلاد، أكثر من مائتي مصاب يوم أول من أمس، السبت، مع تعهد المحتجين بالبقاء في ميدان التحرير بوسط القاهرة حتى تلبى مطالبهم، وهو ما يشير إلى تصاعد للتوتر بين المتظاهرين والمجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي يحكم البلاد لفترة انتقالية لحين إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية مقرر لها نهاية هذا العام والعام المقبل. وقال سمير الديري، سمسار في البورصة، إن التصعيد الذي يجري حاليا بين بعض القوى السياسية والمجلس العسكري من شأنه أن يزيد حالة قلق المستثمرين من الأوضاع الداخلية في مصر، وإن الصورة التي تناقلتها المحطات التلفزيونية، أمس، بميدان العباسية (قرب مقر المجلس العسكري)، كافية لأن تجعل المستثمرين سواء المحليين أو الأجانب يفكرون في تجنب الاستثمار في الوقت الحالي. وأضاف: «شهدنا خلال الفترة الماضية تراجع الثقة في السوق المصرية، وبدا هذا واضحا في أداء السوق المتذبذب، وتراجع التداولات في السوق حتى وصلت إلى نصف التداولات مقارنة بالأوقات العادية، كما اتجهت تعاملات الأجانب نحو البيع، وبلغ صافي مبيعاتهم منذ بداية العام نحو 3.4 مليار جنيه».

التطورات السياسية السلبية يراها مراقبون للسوق المصرية بأنها قد تؤدي إلى تأجيل عدة قرارات تسعى إدارة البورصة إلى تطبيقها. يقول ياسر قنديل، المحلل الفني في إحدى شركات الوساطة المالية: «في الوقت الذي تبحث فيه البورصة إدخال آليات جديدة، وإعادة نظام البيع والشراء في ذات الجلسة، تأتي تلك التطورات التي أراها قد تؤجل تطبيق هذه الآليات».

ويخشى قنديل من أن تؤثر تلك الاضطرابات على موعد إجراء الانتخابات التشريعية في مصر، وقال إن «الانتهاء من الانتخابات التشريعية في مصر يعد مؤشرا على الاستقرار السياسي النسبي في مصر، وستؤدي إلى تغيير سلوك المستثمرين في السوق إلى نحو جيد، كما سيعمل على زيادة الاستثمارات الأجنبية، خصوصا في ظل الأزمات المالية التي يمر بها الغرب حاليا».

وارتفع مؤشر البورصة الرئيسي «EGX30» خلال تداولات الأسبوع الماضي بنسبة لم تتجاوز 1 في المائة، ليغلق عند 5137 نقطة، بينما ارتفعت الأسهم الصغيرة والمتوسطة التي يقيس أداءها مؤشر «EGX70» بنحو 5.26 في المائة، مغلق عند 641 نقطة، وبلغ إجمالي قيمة التداولات نحو 2.7 مليار جنيه بعد التداول على 398 مليون ورقة منفذة، واستحوذ المصريون على 76.7 في المائة من إجمالي تداولات السوق، بينما استحوذ الأجانب والعرب على 18.86 في المائة و4.46 في المائة من إجمالي التداولات.