قانون منع النقاب في فرنسا هدية لقطاع لندن التجاري

210 ملايين إسترليني متوقع إنفاقها من متسوقين خليجيين خلال الصيف

فضل الزوار الخليجيون لندن هذا الصيف على باريس (إ.ب.أ)
TT

بحلول فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة في الخليج إلى مستويات يصعب تحملها، تمتلئ الوجهات السياحية الشهيرة بزوارها المعتادين من دول الخليج، ولكن اختلف الوضع نسبيا هذا الصيف، فلم تعد مصر وتونس وسوريا هي المقصد، ولمن يبتغي الشراء والتسوق فقد شطبت باريس من قائمة البعض، بعد سنها قانونا تمنع به السيدات من ارتداء النقاب، القانون الذي اعتمد مؤخرا في فرنسا، والذي لم يترك الكثير من الاختيارات أمام الزوار العرب غير التوجه إلى العاصمة البريطانية، «المدينة الأكثر ترحيبا».

فأعلن كل من «سيلفريدجز» و«ليبرتي» من أكبر المتاجر في منطقة الويست آند في وسط لندن، عن ازدياد عدد الزوار الأجانب بنسبة 40 و45 في المائة للمتجرين، بينما تشير التوقعات إلى زيادة نسبتها 15 في المائة لمنطقة ويست آند بأكملها.

وتنعكس تلك الأرقام على القانون الذي يغرم المرأة التي ترتدي النقاب في فرنسا 150 يورو، بعد تصريح الرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزي، بأن بلاده لا ترحب بارتداء النقاب، في الوقت نفسه الذي يزداد فيه ثراء المتاجر اللندنية؛ إذ تشير التوقعات إلى أن إنفاق الفرد الخليجي يصل إلى ألفي جنيه إسترليني خلال الزيارة الواحدة، بإجمالي إنفاق متوقع خلال فترة الصيف عند 210 ملايين جنيه إسترليني.

وأشار جيس تايرل، مدير «نيو ويست آند كومباني» الشركة التي تضم 600 متجر في أكثر المناطق حيوية في وسط لندن، لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن الأمر عاد بكثير من النفع على لندن، فخلال الأسبوعين الأخيرين من يوليو (تموز) سيصل الكثير من الزوار إلى لندن لقضاء شهر رمضان، والاستمتاع بالتسوق لساعات متأخرة من الليل، وقضاء ليالي رمضان في مطاعم ومقاهي المدينة الراقية.

وأضاف تايرل أن الزوار السعوديين والإماراتيين على وجه الخصوص، هم المتسوقون الحسميون لأرباح المتاجر اللندنية خلال فصل الصيف.

وأسهم سعر صرف الجنيه الإسترليني المنخفض أيضا في جذب السياح إلى لندن خلال فصل الصيف، إضافة إلى الإعلان المكثف عن لندن قبيل دورة الأولمبياد العام المقبل، الذي أضاف إلى رغبة الإقبال السياحي على المدينة.

ونقلا عن صحيفة «الإندبيندنت» الإنجليزية، قال تايرل: «كان رد الفعل واضحا على قطاع السفر والسياحة منذ أبريل (نيسان) الماضي في باريس، فقد تأثرت المدينة كثيرا، بينما ظهرت لندن أكثر رحابة وضيافة».

وأشارت بعض المتاجر الشهيرة مثل «هارودز»، إلى أن مشتريات الأجانب تمثل جزءا ضخما من مبيعات المتجر، موضحا أن أقسام المجوهرات والعطور والتجميل شهدت تأثرا واضحا.

وعلق ميف ريام من «ويستفيلد»، أكبر مجمع تجاري في أوروبا، ومركزه شمال غربي لندن، بأن المتاجر الفخمة شهدت إقبالا كبيرا من الشرق الأوسط، إضافة إلى آخرين من الصين ونيجيريا وأميركا أيضا.

وسجل شهر يونيو (حزيران) مبيعات قياسية للمتاجر اللندنية؛ إذ سجل ارتفاعا قدره 11 في المائة، ليسجل أفضل مبيعات في شهر منذ 15 شهرا، والأقوى منذ شهر مارس (آذار) 2010.

وأوضحت كارين باينز من تحالف «هارت أوف لندن»، الذي يمثل أكثر من 200 محل تجاري في القطاع الترفيهي في منطقة بيكاديلي وليستر سكوير، أن شهر يونيو شهد أقوى عطلات الأسبوع على مدار عام 2011، وتتوقع أن ذروة السياحة خلال يونيو وأغسطس (آب) ستنتهي بأرباح قوية.