الأسواق العالمية رهينة قرار رفع سقف الدين الأميركي

هبوط الدولار والذهب والنفط.. والأسهم تترقب أجواء واشنطن

TT

وسط مخاوف المضاربين في سوق العملات من تداعيات الجمود في واشنطن، الذي يمنع إجازة قرار رفع سقف الدين الأميركي وتأثير ذلك على الدولار، بدأ المستثمرون يخفضون استثماراتهم في الدولار، ويتجهون أكثر إلى الفرنك السويسري والعملات الأخرى الأقل مخاطر. وفي بكين تتزايد المخاوف حول المستقبل المجهول للأرصدة الصينية بالدولار، وتلك المرتبطة بأدوات الدولار الاستثمارية التي تقدر بحوالي 1.5 تريليون دولار.

وسط عوامل عدم اليقين حول توجهات السياسة في واشنطن، نزل الدولار إلى مستوى قياسي أمام الفرنك السويسري، وسط تراجع عام للعملة الأميركية، أمس الثلاثاء، مع استمرار التشاحن السياسي بخصوص رفع سقف الدين الأميركي، الأمر الذي أبقى المستثمرين في حالة قلق من احتمال تخلف الولايات المتحدة عن سداد الديون، مما قد يسبب مزيدا من الخسائر للدولار. وتراجع الدولار إلى 0.7997 فرنك. وحذر محللون من مزيد من الخسائر إذا فشل المشرعون في الاتفاق على رفع سقف الدين بحلول الثاني من أغسطس (آب) المقبل.

وأثار تحذير الرئيس الأميركي من أن الفشل في رفع سقف الدين سيضر الدولة بشدة، جولة جديدة من الإقبال على بيع العملة الأميركية؛ حيث أثر تحول التركيز إلى قضايا الدين الأميركي على وضع العملة كملاذ آمن. وبالإضافة إلى خسائره أمام الفرنك السويسري، تراجع الدولار أمام الين، وهو منافس آخر على وضع الملاذ الآمن، حيث نزل إلى 77.88 ين، وهو أدنى مستوى منذ منتصف مارس (آذار)، حين تحركت بنوك مركزية رئيسية بشكل منسق لوقف ارتفاع العملة اليابانية، وفي الساعة 0805 بتوقيت غرينتش جرى تداول الدولار عند 0.8030 فرنك، ليقلص خسائره، لكنه كان لا يزال منخفضا 0.4 في المائة خلال اليوم. وقال محللون إن من المستبعد أن يتدخل البنك المركزي السويسري في السوق لإضعاف عملته، على الرغم من مستوياتها المرتفعة. وأسهم التراجع العام للدولار في دعم اليورو بنسبة واحد في المائة خلال أمس، ليسجل أعلى مستوى في ثلاثة أسابيع قرب 1.543 دولار.

وفي أسواق الطاقة تراجعت العقود الآجلة لمزيج برنت والخام الأميركي أكثر من دولار، بعد أن ارتفعت في وقت سابق من المعاملات. وبحلول الساعة 1349 بتوقيت غرينتش تراجع سعر خام برنت تسليم سبتمبر (أيلول) في بورصة «إنتركونتننتال» 1.07 دولار، ليصل إلى 116.87 دولار للبرميل. وفي بورصة نيويورك التجارية «نايمكس»، هبط سعر الخام تسليم سبتمبر 1.05 دولار مسجلا 98.15 دولار للبرميل.

وعلى صعيد الأسواق، فتحت الأسهم الأميركية دون تغير يذكر، أمس الثلاثاء، مع تنامي التفاؤل بموسم قوي لنتائج أعمال الشركات بعد نتائج قوية من شركات قيادية مثل «فورد»، لكن مأزق محادثات سقف الديون أبقى على مخاوف المستثمرين. وتراجع مؤشر «داو جونز الصناعي» لأسهم الشركات الأميركية الكبرى 24.15 نقطة، بما يعادل 0.19 في المائة ليصل إلى 12568.65 نقطة. وزاد مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» الأوسع نطاقا 0.22 نقطة أو 0.02 في المائة. وتقدم مؤشر «ناسداك» المجمع الذي تغلب عليه أسهم شركات التكنولوجيا 5.15 نقطة، أو 0.18 في المائة إلى 2847.95 نقطة. وتأثر «داو» سلبا بالأداء الضعيف لسهم 3 إم الذي فقد 3.8 في المائة، مسجلا 91.45 دولار، بعد إعلان نتائج أعمال الشركة. في المقابل ارتفع سهم «فورد موتور» 1.3 في المائة إلى 13.35 دولار.

وفي سوق المعادن الثمينة، تراجعت أسعار الذهب، أمس، حيث عمد المستثمرون إلى جني بعض الأرباح التي حققوها، بعد المستوى القياسي الذي سجله المعدن النفيس في الجلسة السابقة، لكن الخلاف السياسي في الولايات المتحدة بشأن رفع سقف الدين، أبقى الأسعار مدعومة بقوة فوق مستوى 1600 دولار للأوقية (الأونصة). وتراجع سعر الذهب في التعاملات الفورية 0.3 في المائة إلى 1609.79 دولار، بحلول الساعة 0939 بتوقيت غرينتش. وكان قد سجل مستوى قياسيا عند 1622.49 دولار يوم الاثنين، في الوقت الذي حذر فيه الرئيس الأميركي، باراك أوباما، من أن الفشل في التوصل إلى اتفاق لتفادي التخلف عن سداد الديون، قد يسبب أزمة اقتصادية شديدة، وحث الزعماء الجمهوريين والديمقراطيين على التوصل إلى حل وسط. وقال مايكل لويس، رئيس بحوث السلع الأولية في «دويتشه بنك»: «الأمر المختلف الآن هو تداعيات رفع سقف الدين الأميركي المحتملة على المركز الائتماني للولايات المتحدة ومجلس الاحتياطي الاتحادي، وإطلاق حزمة ثالثة من التيسير الكمي، وتأثير ذلك على الدولار».

وأضاف: «من الواضح أن هناك أحداثا مهمة ستؤثر على السوق؛ لذلك ستظل جاذبية الذهب قوية جدا.. على الأقل بسبب اختلال التوازن حاليا من حيث مستويات الدين وأسعار الفائدة الصفرية».

وتراجعت عقود الذهب الأميركية دولارين إلى 1610.30 دولار للأوقية. وانخفضت الفضة في السوق الفورية 0.1 في المائة إلى 40.27 دولار. وكانت قد سجلت 41.05 دولار في الجلسة السابقة، وهو أعلى مستوى منذ الرابع من مايو (أيار) الماضي. وهبط سعر البلاتين 0.3 في المائة إلى 1779.49 دولار للأوقية، بينما ارتفع سعر البلاديوم 0.3 في المائة إلى 805.97 دولار.