«داو» الأميركية تعلن عن مشروع لتنقية المياه في السعودية بتكلفة 100 مليون دولار

نائب رئيس الشركة لـ «الشرق الأوسط» : تقنياتنا ستوفر من كميات النفط المستهلك لتحلية المياه

جيروم بيريبير نائب الرئيس التنفيذي لشركة «داو»
TT

أعلنت شركة «داو» للكيماويات، أمس، عن خططها للاستثمار في منشأة صناعية مختصة بأغشية التناضح العكسي المختصة بتنقية المياه في السعودية، وذلك بتكلفة تصل إلى 100 مليون دولار.

وقال جيروم بيريبير، نائب الرئيس التنفيذي لشركة «داو»، والرئيس التنفيذي لوحدة داو للمواد المتطورة «يمتد تاريخ شركة (داو) الحافل بالابتكارات وريادة السوق في قطاع المياه إلى 50 عاما، ونرى أن الاستثمار في السعودية وغيرها من الأسواق الناشئة المجاورة يشكل فرصة استثنائية بالنسبة لشركتنا، وتخطط (داو) حاليا لتعزيز وجودها التجاري من خلال قدراتها الصناعية، مما سيقربنا من عملائنا بصورة أكبر على المستوى الإقليمي وسيعزز من القدرات التنافسية العالمية لوحدة حلول المياه التابعة لنا».

وأضاف بيريبير الذي كان يتحدث لـ«الشرق الأوسط» خلال زيارته للسعودية أن هذه الفترة هي تاريخية لشركة «داو»، حيث تم توقيع عقد لإنشاء شركة صدارة مع شركة «أرامكو»، في الوقت الذي سيكون فيه هناك مشاريع أخرى في المنطقة التابعة للشركة الجديدة، مشيرا إلى أن تلك المشاريع ستوفر الكثير من الوظائف وهو ما سينعكس على الاقتصاد السعودي.

وأشار إلى أن السعودية هي أكبر سوق لتحلية المياه في العالم، وهي بحاجة إلى تحلية المياه، في الوقت الذي توفر «داو» حلولا مستديمة ومتقدمة وغير مستهلكة للطاقة، والتي تساعد على توفير الطاقة من النفط التي تستخدم في تحلية المياه والتي قد تستخدم في مشاريع أخرى، مشيرا إلى أن المصانع الموجودة حاليا في المملكة تستهلك الكم الكبير من الطاقة.

وستزود المنشأة الجديدة بحسب ما ذكرته «داو كميكال» السوق المحلية بتقنيات استثنائية لتحلية المياه وإعادة استخدام المياه الصالحة وغير الصالحة للشرب، فضلا عن توفير المياه الصناعية في السعودية ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والأسواق الناشئة في مختلف أنحاء العالم.

وذكرت أن تقنيات أغشية المياه المذكورة ستساهم في الحد من التكاليف من خلال تخفيض استهلاك الطاقة وتعزيز الكفاءة التشغيلية للعملاء المتخصصين في تحلية المياه والقطاعات الصناعية والبلدية والتجارية والسكنية.

ويتم حاليا استخدام أغشية التناضح العكسي ذات الأداء المتميز، من «داو» لحلول المياه والمعالجة، في عدد من مناطق العالم التي تواجه أكبر التحديات في مجال المياه، بما في ذلك السعودية ودولة الإمارات والجزائر، ويعد مصنع بارجة الشعيبة لتحلية مياه البحر بالتناضح العكسي من أضخم محطات تحلية مياه البحر في السعودية، علما بأنه يعتمد على أغشية «داو فيلمتيك» للتناضح العكسي.

وتتيح تقنية معالجة المياه الحديثة ظهور اقتصادات صناعية متطورة، إلى جانب دورها في تقليص الحاجة للمياه في توليد الطاقة، ومع مرور السنين، أسهمت التحسينات التي أجريت على أغشية «داو فيلمتيك» للتناضح العكسي في مضاعفة كمية المياه التي تتم معالجتها في الجهاز الواحد بثلاثة أضعاف مقارنة مع السابق، إضافة إلى خفض تكاليف استهلاك الطاقة أثناء تنفيذ عمليات التحلية وغيرها من عمليات ترشيح المياه ومشاريع إعادة استخدام المياه حول العالم.

وتابع نائب الرئيس التنفيذي لشركة «داو»، والرئيس التنفيذي لوحدة داو للمواد المتطورة أن الشركات المحلية ستساهم في المشروع الجديد، مشيرا إلى أنه سيتم تصنيع كامل مكونات المنشأة الجديدة في السعودية، وهي ستكون الأولى من نوعها التي تصنع خارج الولايات المتحدة الأميركية.

وتقوم مصانع تحلية المياه بمعالجة مئات الملايين من غالونات المياه العذبة يوميا في الكثير من المواقع حول العالم باستخدام تقنية «داو»، مما يسهم في تحقيق هدف «داو» الأساسي والمتمثل في تعزيز خفض التكاليف وتكثيف الطاقة المستخدمة في عمليات تحلية مياه البحر.

وشدد على أن أي مشروع يحتاج لاستخدام تقنية «داو كميكال» يجب أن يخضع لـ3 شروط رئيسية، أولها أن يكون المشروع متناسبا مع البيئة أو مشروع «أخضر»، وأن تكون انبعاثات الكربون قليلة أو منعدمة، وأن يكون المشروع ذا تقنية عالية، إضافة إلى أن المنتج الذي يخرج من المشروع يكون ذا سعر تنافسي، وهو ما ينطبق على المشاريع في السعودية.

ولفت إلى أن تلك المشاريع في المملكة ستكون موفرة للطاقة بنسبة 35 في المائة بحلول عام 2015، كما أنها تتضمن تقنيات متقدمة وهي ناجحة بكل المعايير، مبينا أن تقنيات «داو» ستعمل على توفير الطاقة وزيادة إيجاد المياه المحلاة.

من جانبها، قالت الدكتورة إلهام القادري، المديرة التجارية لـ«داو» لحلول المياه والمعالجة في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا: «تعتبر السعودية من الأسواق الأساسية بالنسبة لـ(داو) لحلول المياه والمعالجة، ومن المؤكد أن هذه المنشأة الجديدة ذات المستوى العالمي ستسهم في تعزيز قدرتنا على تقديم أكثر الحلول تطورا واستدامة وبتكلفة معقولة في مجال إيجاد مصادر المياه وخيارات المعالجة لتحلية المياه ومعالجة مياه الصرف الصحي، وغيرها من التطبيقات». وتابعت «تلتزم شركة (داو) بالحفاظ على المياه ومتطلبات تنقيتها في المنطقة، ومواجهة مشكلة نقص الموارد المائية، التي تؤثر على سير التنمية الاقتصادية».

يذكر أن شركة «داو» ملتزمة بتنفيذ استثمارات كفيلة بتحقيق النمو في السعودية، ويأتي هذا الإعلان بناء على القرار الذي اتخذته مؤخرا شركتا «داو» للكيماويات و«أرامكو» السعودية بتأسيس شركة صدارة للكيماويات، وهي عبارة عن مشروع مشترك لبناء وتشغيل مجمع كيماويات متكامل وعالمي النطاق في مدينة الجبيل الصناعية بالمملكة العربية السعودية.

ومن المتوقع أن يكون هذا المشروع المشترك، عند اكتماله، إحدى أكبر منشآت الكيماويات المتكاملة في العالم، كما سيمثل أكبر استثمار أجنبي مباشر في قطاع البتروكيماويات السعودية.

وكانت شركة «داو» قد دخلت عام 2009 في اتفاقية تعاون شاملة لأعمال البحث والتطوير مع جامعة الملك عبد الله للعلوم والتكنولوجيا، وهي المتطورة في مجال البحوث على مستوى الدراسات العليا، وهو بحسب ما ذكرته الدكتور القادري أنه سيخصص لبحوث تقنيات تحلية المياه. وقال إيان باربر، مدير عام «داو» لحلول المياه والمعالجة: «تعتبر هذه المنشأة الجديدة المختصة بتقنيات معالجة المياه، وتعاوننا مع جامعة الملك عبد الله للعلوم والتكنولوجيا، إلى جانب مركزنا العالمي الجديد المختص بتقنيات معالجة المياه في تاراغونا بإسبانيا، أدلة واضحة تؤكد على مواصلة (داو) في الاستثمار في مجال التقنية والقدرة الإنتاجية لمواجهة التحديات المتزايدة في مجال إيجاد مصادر مياه نظيفة وبتكاليف معقولة».