مستثمرو السندات الأميركية يمتطون صهوة أسد ولا يدرون ماذا سيفعل بهم إذا ترجلوا؟

وسط ارتباك الأسواق وتذبذبات يصعب حسابها

أوباما ربما يستخدم حق الفيتو لإخراج أميركا من الأزمة
TT

بدت أسواق المال مرتبكة وهي تقترب من نهاية الأسبوع دون أن تكون هنالك بارقة أمل في توصل الكونغرس إلى اتفاق حول رفع سقف الدين الأميركي. وبدا المستثمرون أكثر ارتباكا، خاصة أولئك الذين يستثمرون في الأدوات الدولارية وعلى رأسها السندات، وتشبه حالهم حال من يمتطي صهوة أسد ولا يدري ماذا يفعل هل يهبط ويغامر بحياته أم يواصل الركوب إلى المجهول، حيث لا يستطيع توجيه الأسد. ولا توجد بدائل آمنة في عالم اليوم تحل محل السندات الأميركية يمكن أن تستوعب الاستثمارات المتدفقة فيها وتبلغ أكثر من 10 تريليونات من بينها 4.5 تريليون دولار استثمارات أجنبية. وحتى الذهب الملاذ الآمن الوحيد المتوفر، لقد تضخمت أسعاره إلى مستويات خرافية وأصبح من الصعب الاستثمار فيه حاليا. فالذهب يمكن أن يتراجع في أي لحظة، كما أن الفرنك السويسري رغم قوته لا يستطيع استيعاب استثمارات بضخامة تلك المستثمرة في السندات الأميركية. ويبقى اليورو الذي لا يزال متذبذبا وسط الشكوك حول صفقة تسوية الديون اليونانية الأخيرة وضعف معظم اقتصادات منطقة اليورو.

ارتفعت أسعار الذهب صوب 1620 دولارا للأوقية أمس الخميس مع اقتراب الموعد النهائي لرفع سقف الدين الأميركي الأمر الذي أذكى المخاوف من احتمال تخلف أكبر اقتصاد في العالم عن سداد ديون ومع تصاعد المخاوف حيال ديون منطقة اليورو. ومع ذلك جاءت المكاسب محدودة نسبيا إذ التقط المستثمرون أنفاسهم بعد أن دفعوا أسعار الذهب إلى مرتفعات قياسية في جلستين من الجلسات الثلاث السابقة. وبحلول الساعة 09:42 بتوقيت غرينتش صعد الذهب في السوق الفورية 0.3 في المائة إلى 1617.89 دولار للأوقية «الأونصة». وكان قد بلغ مستوى 1628 دولارا يوم الأربعاء قبل أن يتراجع بشدة خلال التعاملات.

وقال أولي هانسين المدير في «ساكسو بنك» لـ«رويترز»: «مازال هناك قدر كبير من عدم اليقين يكفي لدفع السوق للتركيز على الذهب والفرنك السويسري والين الياباني بحثا عن ملاذات آمنة». وارتفعت العقود الآجلة للذهب في الولايات المتحدة تسليم أغسطس (آب) 2.30 دولار إلى 1617.40 دولار للأوقية.

واستقرت الفضة في السوق الفورية عند 40.20 دولار للأوقية. وزاد البلاتين 2ر0 في المائة إلى 1787.49 دولار للأوقية بينما ارتفع البلاديوم 0.6 في المائة إلى 827.68 دولار للأوقية.

وفي أسواق المال العالمية ارتفعت مؤشرات الأسهم الأميركية عند الفتح أمس الخميس بعدما أظهرت بيانات أن طلبات إعانة البطالة الأسبوعية في الولايات المتحدة نزلت دون المستوى الرئيسي للمرة الأولى منذ أوائل أبريل (نيسان) لكن من المتوقع أن تكون التعاملات متقلبة قبيل تصويت مهم لخفض العجز في الميزانية الأميركية. وارتفع مؤشر داو جونز الصناعي لأسهم الشركات الأميركية الكبرى 24.30 نقطة أو 0.20 في المائة إلى 12326.85 نقطة. وصعد مؤشر «ستاندرد أند بورز» 500 الأوسع نطاقا 1.68 نقطة أو 0.13 في المائة إلى 57ر1306 نقطة. وزاد مؤشر ناسداك المجمع الذي تغلب عليه أسهم شركات التكنولوجيا 1.74 نقطة أو 0.06 في المائة إلى 53ر2766 نقطة.

وعلى صعيد الأسواق الأوروبية انخفضت الأسهم الأوروبية في التعاملات المبكرة أمس الخميس متراجعة للجلسة الرابعة على التوالي بفعل المخاوف المتزايدة بشأن محادثات رفع سقف الدين الأميركي بينما أثارت مجموعة من النتائج المتباينة مخاوف بشأن توقعات أرباح الشركات. وبحلول الساعة 07:05 بتوقيت غرينتش انخفض مؤشر يوروفرست 300 لأسهم الشركات الأوروبية الكبرى 0.9 في المائة إلى 1078.60 نقطة. وفقد المؤشر نحو اثنين في المائة منذ مطلع الأسبوع متخليا عن معظم مكاسبه التي حققها في موجة تعافٍ الأسبوع الماضي.

وجاءت أسهم البنوك بين أكبر الخاسرين في مقدمتها «كريدي سويس» الذي تراجع 3.6 في المائة. وأعلن البنك السويسري أرباحا فصلية أقل من المتوقع متضررا بضعف أنشطة التداول وقال إنه سيسرح نحو ألفي موظف.وفي أنحاء أوروبا فتح مؤشرا فايننشال تايمز 100 البريطاني وكاك 40 الفرنسي منخفضين 0.9 في المائة.

وفي سوق الصرف ارتفع الين أمس الخميس إذ إن المخاوف من عدم إحراز تقدم للتوصل إلى اتفاق لرفع سقف الدين الأميركي أثرت سلبا على شهية المخاطرة وحولت الطلب إلى العملات الآمنة. وكانت العملة اليابانية المستفيد الرئيسي من ضعف الإقبال على المخاطرة بعد أن نقلت تقارير صحافية عن وزير الاقتصاد الياباني كاورو يوسانو قوله إن التدخل في سوق العملة للحد من صعود الين أمر صعب للغاية.

وقال يوسانو أيضا إن تركيز صناع السياسة اليابانيين سيكون على الموعد النهائي لرفع سقف الدين الأميركي في الثاني من أغسطس.

وكان المتعاملون يتوقعون أن يتدخل بنك اليابان المركزي للحد من ارتفاع الين لكن تصريحات يوسانو أشارت إلى أن البنك المركزي لن يتحرك قبل الثاني من أغسطس مما يفتح الباب أمام مزيد من المكاسب للين.

وتراجع الدولار 0.3 في المائة إلى 77.71 ين محوما قرب أدنى مستوى في أربعة أشهر البالغ 77.57 ين الذي سجله يوم الأربعاء على منصة إي بي إس للتداول الإلكتروني. وهبط اليورو 0.2 في المائة إلى 111.78 ين. وفي أحدث التعاملات ارتفعت العملة الموحدة قليلا أمام الدولار إلى 1.4390 دولار بعدما سجل 1.4536 دولار يوم الأربعاء حين تنامت المخاوف بشأن تعثر محادثات الدين الأميركية.

وارتفع الدولار أمام الفرنك السويسري الذي يعد ملاذا آمنا إلى 0.8015 فرنك لكنه ظل قريبا من مستواه القياسي المنخفض البالغ 0.7996 فرنك الذي سجله هذا الأسبوع.

وفي سنغافورة انخفضت أسعار العقود الآجلة للنفط الخام الأميركي في التعاملات الإلكترونية لبورصة نايمكس أمس، حيث أذكت المخاوف بشأن الطلب في أميركا أكبر دولة في استهلاك الطاقة في العالم مبيعات العقود الآجلة. وبحلول الساعة 00:32 بتوقيت غرينتش بلغ سعر عقود النفط الخام الأميركي الخفيف لتسليم سبتمبر (أيلول) 79ر96 دولار للبرميل منخفضا 61 سنتا بعد هبوطه 19.2 دولار عند التسوية يوم الأربعاء إلى 97.40 دولار. وهبط سعر عقود مزيج النفط الخام برنت 12 سنتا إلى 117.31 دولار للبرميل بعد انخفاضه 85 سنتا إلى 117.43 دولار عند التسوية في اليوم السابق.