الاضطرابات السياسية العربية تدفع السعوديين نحو السياحة الداخلية

100 ألف سيارة مؤجرة تحقق إيرادات بنحو 21 مليون دولار خلال موسم الصيف في السعودية

الاضطرابات الواقعة في عدد من الدول التي يقصدها السياح السعوديون جعلتهم يفضلون السياحة الداخلية، الأمر الذي عزز سوق تأجير السيارات بشكل لافت خلال الصيف
TT

قدرت مصادر اقتصادية عاملة في قطاع تأجير السيارات في السعودية ارتفاع حجم التأجير في السوق لهذا العام بنحو 20 في المائة عن العام الماضي، وتسجيل نسب إشغال فاقت الـ95 في المائة وسط توقعات بزيادة النسبة وبلوغها النصاب الكامل.

وأرجع الخبراء تلك التوقعات إلى دخول شهر رمضان والعيد، وتزامن تلك المواسم مع الإجازة الصيفية لهذا العام، التي قضاها معظم السعوديين داخل بلادهم بسبب الأحداث السياسية الراهنة في الدول المجاورة يضاف إليها قلة المعروض من السيارات هذا العام بسبب ارتفاع أسعارها نتيجة النقص في التوكيلات بسبب زلزال اليابان وارتفاع أسعار السيارات الجديدة، والكورية منها على وجه الخصوص.

وقدر سعيد البسامي رئيس لجنة تأجير السيارات بجدة إيرادات التأجير صيف هذا العام بنحو 80 مليون ريال (21 مليون دولار) على مستوى المملكة بشكل عام، إلا أنه استدرك وحدد مبلغ 10 ملايين ريال (2.6 مليون دولار) هو صافي الربح، مشيرا إلى أن 600 شركة عاملة في القطاع، وأن نسب التأجير تتفاوت من منطقة إلى أخرى تزيد في المناطق السياحية مثل جنوب المملكة وجدة والمنطقة الشرقية. وبين البسامي أن أسعار تأجير السيارات لم تشهد أي ارتفاع عن العام الماضي على الرغم من ارتفاع التكاليف وأنها تتراوح ما بين 60 ريالا (16 دولارا) و90 ريالا (24 دولارا) للسيارات الصغيرة، و90 ريالا (24 دولارا) و180 ريالا (48 دولارا) للسيارات المتوسطة، و200 ريال (53 دولارا) و350 ريالا (93.3 دولار) للكبيرة، مشيرا إلى أن بعض السيارات الفارهة التي تحكم لائحة أسعار خاصة قد يصل سعر الواحدة منها إلى 2500 ريال (666 دولارا) لليوم الواحد.

ومن جانبه، قال عبد العزيز بن صياح الغيثان عضو لجنة تأجير السيارات بغرفة جدة، إن نحو 2000 منشأة تقوم بتأجير السيارات في المملكة، منها نحو 500 شركة كبرى متخصصة، مشيرا إلى أن المبيعات هذا العام زادت بنحو 20 في المائة عن العام الماضي بسبب تزامن المواسم إضافة إلى استقرار معظم السياح السعوديين داخل البلاد والمكرمات الملكية والعلاوات التي أسهمت في زيادة الطلب على التأجير وزيادة المدد.

إلا أنه استدرك بأن السوق بشكل عام عانت هذا العام من قلة وجود السيارات الجديدة بسبب زلزال اليابان ونفاد السيارات في التوكيلات وارتفاع أسعار الجديدة منها، مشيرا في هذا الصدد إلى الارتفاع الكبير الذي شهدته السيارات الكورية نتيجة تطورها ومنافستها للسيارات اليابانية.

وأشار الغيثان إلى أن أسعار تأجير السيارات وعلى الرغم من تلك الظروف لم ترتفع، فسجلت أسعار السيارات الصغيرة ما بين نحو 80 ريالا (21.3 دولار) و110 ريالات (29.3 دولار) والمتوسطة ما بين نحو 180 ريالا (48 دولارا) وسط إقبال كبير فاق المعروض، مشيرا إلى صعوبة التلاعب في الأسعار بسبب المنافسات الشديدة بين المستثمرين في قطاع تأجير السيارات.

ومن جانبه، شكا محمد الساهر عضو اللجنة من بعض المعوقات والصعوبات التي يواجهها قطاع تأجير السيارات والمتمثلة بشكل كبير في عدم وجود نظام صارم لاسترجاع حقوق الشركات من المستأجرين غير الملتزمين بالسداد.

وهنا كشف رئيس لجنة تأجير السيارات لـ«الشرق الأوسط» عن دراسة تعدها وزارة الداخلية لاستصدار تنظيم لإعادة النظر في حقوق وضوابط المستثمرين، فيما يدرس الشورى آلية لتحديد نظام لإعفاء وكيفية تقليل التكاليف على المستثمرين.

وعاد البسامي إلى الحديث حول نسب التأجير فقال إن المنطقة الغربية ولوجود الحرمين والموسم السياحي نالت النصيب الأكبر في هذا العام وسط تقديرات الجهات المنظمة لمهرجان «جدة غير» للعام الحالي، بأن يضرب المهرجان رقما قياسيا غير مسبوق في عدد الزوار والمصطافين، بعد أن وصلت درجة الإشغال الفندقي إلى ذروتها في الأيام الماضية وازدهرت الحركة التجارية بصورة رائعة.

وفي حين يرى مسؤولو اللجنة المنظمة للمهرجان أن زوار مدينة جدة خلال فترة المهرجان الـ70 يوما، سيتجاوزون 4.5 مليون شخص، بزيادة تتجاوز 200 في المائة، ويعتقد رجال الأعمال والمختصون أن معدل الإنفاق خلال الفترة نفسها قد يصل إلى 6 مليارات ريال (1.6 مليار دولار)، متجاوزا التقديرات الأولية بنسبة 150 في المائة، مشيرين إلى أن طول فترة المهرجان ودخول موسمي رمضان والعيد بين فعالياته سيزيدان من أهميته، ويدفعانه ليكون المهرجان الأول في منطقة الخليج.

يذكر أن عدد السيارات في سوق تأجير السيارات في السعودية يقارب الـ100 ألف سيارة، تديرها أكثر من 1200 شركة تعمل في هذا المجال، في الوقت الذي يقدر فيه حجم السوق بأكثر من 2.5 مليار ريال سعودي (666 مليون دولار).