السعودية: ارتفاع أسعار السيارات يقفز برسوم أجرة «التاكسي» 30%

فرض رسوم إضافية على الأحياء المزدحمة في العاصمة الرياض

استعان عدد من مستخدمي سيارات الأجرة باستئجار سيارة خاصة رخيصة الثمن لانخفاض أسعارها في اليوم عن التاكسي (تصوير: إقبال حسين)
TT

انعكس ارتفاع أسعار السيارات في السعودية، الذي تجاوزت نسبته خلال الخمس سنوات الماضية 25 في المائة، سلبا على أجور خدمات توصيل سيارات الأجرة، حيث أدى هذا الارتفاع إلى فرضهم رسوما مبالغا فيها، متعللين بأن الشركات التي يعملون لديها طلبت منهم إيرادات إضافية لتعويض الزيادة التي تحملوها عند شراء السيارة.

وقال متعاملون إن ذلك الارتفاع انعكس سلبا على هذا القطاع الذي يحتاج خدماته شريحة من المجتمع الذين تضرروا من ارتفاع أسعار السيارات بشكل غير مباشر، موضحين أن أسعار توصيل الأجرة ارتفعت بنسبة تجاوزت الـ30 في المائة، على ما كانت علية خلال الشهور القليلة الماضية، مشيرين بأنهم يتحملون هذه النسبة من دون وجه تبرير، حيث إن الارتفاع في السيارات محدود.

من جهته، أقر محمد صديق، سائق سيارة أجرة، بهذا الارتفاع الذي عزاه إلى إدارة شركته التي يعمل بها، حيث فرضت علية رسوما إضافية مقارنة بما كانت عليه قبل شهور قليلة، موضحا أنه وعدد من زملاء مهنته تعرضوا جميعا لنفس الأمر من إدارات شركاتهم المختلفة، الذين اتفقوا على رفع سعر الإيجار اليومي للسيارة.

وبين سائق سيارة الأجرة أن شركته كانت تطلب منه إيرادا يوميا لا يزيد على 120 ريالا (32 دولارا)، وعلى سائق السيارة استخراج فائدته وقيمة البنزين من خارج هذا المبلغ قبل فترة قليلة، إلا أن الشركة رفعت هذا المبلغ ليصل إلى 170 ريالا (45.3 دولار) لليوم، الأمر الذي جعلهم يرفعون الأسعار على زبائنهم لتحصيل هذه الزيادة.

وأكد مختار محمود، المسؤول في إحدى شركات الأجرة، أن هذا الارتفاع حاصل نتيجة غلاء أسعار السيارات، الذي تجاوز الـ25 في المائة، وهو المبرر الذي يراه كافيا لرفع أسعار نقل الزبائن عن طريق رفع الإيراد اليومي للسيارة، وذلك كمحاولة لتغطية الارتفاع الحاصل في سعر شراء السيارة، خصوصا أن للسيارة عمرا افتراضيا معينا يتوجب عليهم تغطيته والخروج بمكسب، قبل أن يتم بيع السيارة على أنها شبه تالفة.

وتقدر أسعار النقل داخل أحياء مدينة الرياض التي يبلغ مداها 20 كيلومترا مبلغ 35 ريالا (9.3 دولار) بعد أن كانت 25 ريالا (6.6 دولار) خلال فترات سابقة، أما الأحياء القريبة التي لا تتجاوز مسافتها الـ10 كيلومترات فقد ارتفعت أسعارها من 15 ريالا (4 دولارات) في السابق إلى 20 ريالا (5.3 دولار) في الوقت الحالي.

وتابع محمود: «فائدة الشركة لم تتغير، وهي مجموع معين فرضته الشركة منذ البداية»، نافيا القول إن جشع أصحاب شركات الأجرة وراء هذا الارتفاع، إلا أن ارتفاع أسعار السيارات دفعهم عنوة إلى فرض رسوم إضافية على أسعار النقل لتغطية التكاليف واستخراج أرباح بشكل مقبول.

كما كشف صاحب شركة تأجير (فضل عدم ذكر اسمه) عن وجود انخفاض واضح في عدد الزبائن نتيجة ارتفاع سعر أجرة الراكب، وأن مكاسب السوق لم تعد كالسابق، حيث يفضل بعض الزبائن حاليا استئجار سيارة على التنقل بسيارة الأجرة، وذلك لتوفير أكبر مبلغ ممكن، مبينا أن ارتفاع أسعار السيارات ألقى بظلاله بشكل سلبي على سوق سيارات الأجرة.

واستشهد بأحد أنواع السيارات التي كانوا يشترونها في عام 2006 بمبلغ 35 ألف ريال (9333 دولارا)، والتي ارتفعت أسعارها لتصل حاليا إلى 54 ألف ريال (14.4 ألف دولار)، متسائلا: من يتحمل هذه الزيادة المفاجئة للأسعار.

وشدد على أن المستهلك عليه أن يقدر جيدا الارتفاع الحاصل في أسواق السيارات، وهو الأمر الذي يؤثر في المقام الأول على سوق سيارات الأجرة، التي تعتمد عند استخراج فائدتها على سعر السيارة بشكل أساسي، مما اضطرهم إلى رفع الأسعار لتدارك الوضع، موضحا أن أسعار النقل لو بقت على ما كانت عليه لأغلقت جميع الشركات أبوابها، ولجنوا المزيد من الخسائر. ويفرض عدد من سائقي الأجرة في العاصمة السعودية الرياض رسوما إضافية في أحياء المدينة المختلفة للانتقال إلى شمال العاصمة، وذلك نتيجة ازدحام الطرق، الأمر الذي يضيع الكثير من أوقات أصحاب سيارات الأجرة، الذين يعتبرون أن الثانية الواحدة قد تكون فارقة في الإيرادات اليومية.

في المقابل، أكد سالم القحطاني، صاحب شركة «كورس» لتأجير السيارات، أن الإقبال على استئجار السيارات الرخيصة والقديمة التي لا تزيد يوميتها على 50 ريالا (13.3 دولار) قد ارتفع بنسب ملحوظة، خصوصا أن تأجير مثل هذه النوعية من السيارات لا يتم التدقيق عليها، ويتم قبول معظم الطلبات للحصول على سيارة منها، وذلك لمعرفتهم أن من يلجأ إلى هذه السيارات يكون من ذوي الدخول المحدودة، الذين استبدلوا بركوب سيارات الأجرة استئجار السيارات الصغيرة، نتيجة ارتفاع أسعار التوصيل.

أما رائد العتيبي، الذي يعمل في قطاع التأمين، أكد أن الظروف أجبرته على الاستعانة بسيارات الأجرة خلال الفترة الماضية، بعد أن فقد سيارته إثر حادث مروري، إلا أن الارتفاع الحاصل في رسوم التوصيل أجبره على استبدال سيارات الأجرة واستخدام سيارة صغيرة استأجرها بقيمة 45 ريالا (12 دولارا) لليوم الواحد، موضحا أن بقاء السيارة تحت تصرفه، وليوم كامل، أفضل من انتظار سيارات الأجرة، وبسعر أعلى، ناهيك عن الشمس الحارقة التي تضطر إلى المكوث تحتها لفترات لانتظار سيارات الأجرة، خصوصا في أوقات الصيف، التي تصل درجة الحرارة فيها إلى 45 درجة مئوية.