مصر: انخفاض الجنيه يؤثر على مشتريات الأسر في رمضان

استيراد الياميش انخفض من 100 إلى 25 مليون دولار

حركة بيع وشراء الياميش انخفضت مقارنة بالأعوام الماضية
TT

بحلول شهر رمضان يزداد إنفاق المصريين على المنتجات الغذائية، لكن الإقبال على شراء الياميش (الذي تستورده مصر من الخارج) أكبر بكثير من أي وقت آخر، ولكن في أول رمضان بعد الثورة اختلف الأمر، فتشير تقارير إلى أن قيمة الياميش المستورد هذا العام بلغت 150 مليون جنيه (25 مليون دولار)، بينما بلغت العام الماضي 600 مليون جنيه (نحو 100 مليون دولار)، وهو ما يعد مؤشرا لتراجع معدلات استهلاكه هذا العام. يقول عبد الفتاح رجب العطار، أحد أكبر مستوردي الياميش بمصر، إن الإقبال على الشراء هذا العام أقل، فالشخص الذي كان يشتري كيلوغراما أصبح يشتري نصف كيلو. ويرى أن أحد الأسباب الرئيسية في تراجع الطلب على الياميش هو ارتفاع أسعاره، بسبب قلة المعروض في الأسواق العالمية التي تستورد منها مصر، بسبب ارتفاع درجة الحرارة التي أثرت على إنتاجيته، هذا إلى جانب ارتفاع سعر الدولار أمام الجنيه المصري، وهو ما أثر على أسعار بيعه في السوق المحلية.

وأضاف العطار لـ«الشرق الأوسط»: «لا نعتمد على الإنتاج المحلي سوى في البلح، بينما نستورد بقية أنواع الياميش من مختلف دول العالم، فنستورد الفستق من تركيا وأميركا ويتراوح سعره بين 74 و80 جنيها للكيلو، والبندق من تركيا سعره يتراوح بين 56 و60 جنيها للكيلو، واللوز من أميركا وسعره يصل إلى 60 جنيها للكيلو، وقمر الدين من سوريا ويتراوح سعره بين 9 و12 جنيها للفافة، والمشمش من تركيا ويتراوح سعره بين 38 و44 جنيها للكيلو، والتين من سوريا وتركيا ويتراوح سعره بين 28 و30 جنيها، والبلح يتراوح سعره بين 20 و24 جنيها، والكاجو من الهند ويتراوح سعره بين 86 و92 جنيها». وأضاف: «نستورد الزبيب من إيران ويتراوح سعره بين 28 و30 جنيها، وجوز الهند من سريلانكا وفيتنام ويتراوح سعره بين 24 و26 جنيها، والقراصيا من أميركا ويتراوح سعرها بين 20 و24 جنيها».

وأشار إلى أن أحداث ثورة 25 يناير انعكست على سوق الياميش بمصر، حيث أطلق بعض التجار على منتجاتهم أسماء لها علاقة بالأحداث مثل «بلح الشهداء» و«تمر 25 يناير» و«ياميش التحرير».

«الأسعار مرتفعة هذا العام ولكن شراء الياميش عادة لا نستطيع أن نقطعها»، هكذا بدأ خالد عبد المجيد، موظف بأحد البنوك، حديثه، مضيفا لـ«الشرق الأوسط»: «حاولت هذا العام أن أقتصد قدر الإمكان في شراء الياميش نظرا لارتفاع أسعاره». ويوضح: «أسرتي مكونة من أربعة أبناء، وكثيرا ما أدعو أقاربي وأصدقائي للإفطار في رمضان، لذلك أحتاج إلى كمية كبيرة من الياميش».

أما سهير إسماعيل، ربة منزل، فقالت: «لن أشتري هذا العام مكسرات نظرا لارتفاع أسعارها، وسأكتفي بالفواكه المجففة والعصائر»، مضيفة: «الياميش سعره زاد، وأثر ذلك على عادتنا الشرائية، فالأسر كانت تتبادل الياميش كهدايا في ما بينها، إلا أن هذه العادة انقرضت بسبب ارتفاع الأسعار». وترتفع نفقات أكثر من 50 في المائة من المصريين خلال شهر رمضان مقارنة بباقي شهور العام، كما تشير دراسة حديثة، كشفت عن أن الجزء الأكبر من النفقات يذهب إلى محلات البقالة، يليها الأعمال الخيرية والملابس وتناول الطعام خارج المنزل والترفيه. وكشفت الدراسة التي شملت 767 مشاركا أيضا أن 44 في المائة من الذين يزيد إنفاقهم في رمضان، ينفقون ما يزيد على رواتبهم الشهرية بنسبة تتراوح بين 20 في المائة إلى 40 في المائة.