الخرطوم تطالب جوبا بـ300 مليون دولار شهريا لتعويض ما فقدته من نفط

أوقفت باخرة في ميناء بورتسودان وطالبت بدفع الرسوم

TT

في الوقت الذي يشهد فيه السودان تصاعدا كبيرا في أسعار السلع مع شهر رمضان الكريم تتجه الخرطوم إلى تقليص فترة تبديل العملة إلى 45 يوما بدلا عن 90 يوما، حسب ما أعلن، وذلك في سياق حرب العملات مع الجنوب في وقت منعت فيه السلطات السودانية بواخر تحمل مئات الآلاف من أطنان النفط المنتج في الدولة الوليدة بسبب خلافات حول رسوم الموانئ.

وأكد وزير نفط جمهورية السودان الجنوبي قرنق دينق في تصريحات صحافية بالخرطوم، أن السلطات السودانية أوقفت باخرة تحمل 600 ألف طن من النفط في ميناء بورتسودان ورفضت السلطات تحرك الباخرة، وطالبت بدفع رسوم مالية عن الموانئ والخدمات. ويدخل السودان مع جارته الدولة الجديدة في خلافات كبيرة حول ترحيل النفط المنتج في الجنوب، وتطالب الخرطوم بنسبة 50 في المائة من عائدات النفط، كما حددت مبلغ 23 دولارا أميركيا لرسوم عبور البرميل الواحد. ويجري الطرفان مباحثات بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا حققت نجاحا محدودا باتفاق الطرفين على ترحيل النفط عبر الشمال برسوم معروفة حسب المعايير الدولية. وكشفت مصادر في الحكومة السودانية عن أن الخرطوم طالبت الجنوب بدفع مبلغ 300 مليون دولار شهريا لتعويض ما يفقده الشمال من النفط الجنوبي. وكشف وزير النفط الجنوبي دينق قرنق عن اتصالات مكثفة بين الخرطوم وجوبا لحل الأزمة، ونوه بأن التأخير سوف تنتج عنه غرامات مالية كبيرة لارتباط التسليم بشركات تجارية. إلى ذلك كشفت مصادر «الشرق الأوسط» عن أن بنك السودان حدد فترة 45 يوما لتبديل العملة القديمة، وكان مقررا لذلك فترة 90 يوما، إلا أن الخرطوم تخوفت من حرب العملات مع الجنوب وتسريب مليارات الجنيهات القديمة من الجنوب بعد أن بدأ الجنوب في تبديل عملته وإصدار عملة نقدية جديدة، وقرر بنك السودان المركزي، مواصلة المصارف التجارية عملها يومي العطلة (الجمعة والسبت)، تسريعا لعملية الاستبدال، ولتمكين المواطنين من استغلال يومي العطلة الأسبوعية في استبدال ما بحوزتهم من عملات قديمة بالجنيه السوداني في طبعته الثانية. وأوضح البنك المركزي أن المصارف تفتح فروعها في الخرطوم والولايات كافة. في غضون ذلك ومع بداية شهر رمضان الكريم، شهدت الأسواق السودانية ارتفاعا كبيرا في الأسعار، وصفه البعض بأنه «جنوني»، وأكد مشترون لـ«الشرق الأوسط» صعوبة التسوق في الأيام الحالية في الخرطوم. وقال تجار لـ«الشرق الأوسط» إن الأسعار تضاعفت بنسبة 100 في المائة، وأشاروا إلى أسعار الخضر والفاكهة واللحوم الحمراء والبيضاء، حيث وبلغ سعر جوال الباميا (120) جنيها سودانيا بدلا من (60) جنيها، بينما بلغ سعر كيلو الطماطم مبلغ 20 جنيها في وقت ارتفعت فيه أسعار المانجو إلى 60 جنيها (20 دولار أميركي) للدستة، وحول أسعار اللحوم يؤكد التجار أن سعر كيلو اللحم بلغ (24) جنيها. وعزا التاجر عمر حسين زيادة الأسعار إلى «ارتفاع رسوم الترحيل والنقل، وهو ما شكل كسادا في الأسواق وحرم كثيرا من السودانيين من الإقبال على شراء احتياجاتهم في شهر رمضان الكريم». ونوه بأن السودانيين يحبون العصائر مع ارتفاع درجات الحرارة في الصيف، وأكل اللحوم.

وأضاف «الجميع يحرص على تقديم وجبات دسمة وغنية خلال رمضان، إلا أن الموائد ربما تشهد انحسارا مع نهاية الشهر». وفي السياق ذاته، برر اقتصاديون غلاء الأسعار بارتفاع سعر الدولار الأميركي، وحالة جشع وهلع بين التجار في المناسبات الكبيرة.