«اضطراب محسوب» في أسواق المال.. ولكن يبقى الحذر؟

«اجتماع بالهاتف» للـ7 الكبار سحب توتر أعصاب المستثمرين

الأسواق تتراجع بمعدلات معقولة في أعقاب التطمينات
TT

نجحت تصريحات وزراء مالية مجموعة الـ7 ومحافظي بنوكها المركزية في إعادة الهدوء إلى أسواق المال العالمية على الرغم من حالة الارتباك التي أصابتها في تعاملات الساعات الأولى من صباح الاثنين. وأكد الوزراء ومحافظو البنوك المركزية لمجموعة الـ7 التزامهم بدعم الاستقرار المالي وتوفير السيولة ودعم الأسواق، كما تدخل البنك المركزي الأوروبي عمليا، أمس، بشراء سندات الخزينة الإسبانية والإيطالية.

أمام هذه الخطوات الضخمة تراجع القلق وتحول التعامل من مرحلة الذعر إلى مرحلة الهدوء؛ حيث هبطت مؤشرات الأسهم اليابانية بأكثر من 1%، أمس الاثنين، مع نهاية تعاملات الجلسة الصباحية في بورصة طوكيو للأوراق المالية، مع تجدد المخاوف بشأن الاقتصاد العالمي في أعقاب تخفيض التصنيف الائتماني للولايات المتحدة. وفقد مؤشر نيكاي القياسي 85. 121 نقطة، أي بنسبة 1.31% ليصل إلى 9178.03 نقطة مع نهاية التعاملات في الجلسة الصباحية. كما خسر مؤشر توبكس للأسهم الممتازة 13.29 نقطة أي بنسبة 1.66% ليصل إلى 787.67 نقطة. وأكد وزراء مالية دول مجموعة الـ7 في مؤتمر، عبر الهاتف، في وقت مبكر من صباح الاثنين، التزامهم بضمان الاستقرار في أسواق المال العالمية. وقال وزراء مالية ومحافظو المصارف المركزية بمجموعة الدول الـ7 في بيان مشترك صدر صباح أمس: «نحن ملتزمون باتخاذ إجراء منسق وقت الحاجة، لضمان السيولة ودعم عمل أسواق المال والاستقرار المالي والنمو الاقتصادي».

وفي أسواق الصرف العالمية، قفز اليورو، أمس الاثنين، بعد أن بدأ البنك المركزي الأوروبي اتخاذ خطوات فعلية لتخفيف التوتر في سوق ديون منطقة اليورو، وقام بشراء بعض السندات الحكومية في إيطاليا وإسبانيا، في حين أكدت مجموعة الدول الصناعية الـ7 الكبرى في العالم تعهدها بدعم استقرار ونمو الأسواق المالية. وقال البنك المركزي الأوروبي إنه «سينفذ بشكل فعال» برنامجا لشراء السندات، مشيرا إلى أنه سيشتري سندات إيطالية وإسبانية لوقف عدوى الأسواق المالية. ووصل اليورو لفترة وجيزة إلى مستوى مرتفع أمام الدولار إلى 1.4432 دولار بزيادة أكثر من سنت على مستوياته أواخر التعامل في نيويورك يوم الجمعة، مبتعدا عن مستوياته المتدنية التي سجلها الأسبوع الماضي وبلغت نحو 1.4055 دولار. وارتفع اليورو أمام الين إلى 112.15 ين مقابل 112.16 ين في نيويورك قبل تغيير اتجاهه ليسجل 112.05 ين. وهبط الدولار أمام الين إلى مستوى متدنٍّ بلغ 77.94 وهبط إلى مستوى قياسي أمام الفرنك السويسري دون 0.7500.

وفي أسواق الطاقة هبطت أسعار النفط الخام أكثر من دولارين للبرميل أمس الاثنين بعد أن خفضت التصنيف الائتماني للولايات المتحدة، مما أثار مخاوف بشأن مستقبل الطلب في أكبر مستهلك للنفط في العالم.

وهبط الخام الأميركي إلى مستوى متدنٍّ بلغ 83.86 دولار للبرميل وجرى تداوله بسعر 84.22 دولار بحلول الساعة 0143 بتوقيت غرينتش مسجلا خسائر خلال 5 من آخر 6 جلسات تداول. وتراجع خام القياس الأوروبي مزيج برنت إلى 106.20 دولار للبرميل وهو أدنى مستوى له منذ تسويته عند الإغلاق في 27 يونيو (حزيران) وجرى تداوله عند مستوى 106.54 دولار. ويسود التوتر الأسواق بعد تخفيض التصنيف الائتماني للولايات المتحدة ومخاوف من عجز أوروبا عن مكافحة أزمة ديون ومنعها من الانتشار. وبهدف تهدئة المستثمرين أبدت مجموعة الدول الصناعية الـ7 الكبرى في العالم ثقتها في سندات الخزانة الأميركية وخطوات البنك المركزي الأوروبي لوقف عدوى الأسواق المالية.

وصرح وزير المالية الياباني يوشيهيكو نودا للصحافيين بأن وزراء مالية ومحافظي المصارف المركزية بمجموعة الدول الـ7، التي تضم بريطانيا وكندا وفرنسا وألمانيا واليابان وإيطاليا والولايات المتحدة، أكدوا أن التذبذب المفرط سيؤثر سلبا على الاقتصاد العالمي. وأضاف نودا أن ممثلي مجموعة الـ7 سيناقشون تدابير استقرار الأسواق في الأسابيع المقبلة. وأوضح البيان: «سنبقى على اتصال وثيق طوال الأسابيع المقبلة، ونتعاون وفقا للحاجة، ونحن مستعدون لاتخاذ إجراء لضمان الاستقرار والسيولة في الأسواق المالية». وصدر البيان وسط قلق متزايد من زيادة تدهور معنويات المستثمرين بسبب خفض وكالة «ستاندرد أند بورز» للتصنيف الائتماني تصنيف ديون الولايات المتحدة يوم الجمعة الماضي من التصنيف الممتاز المستمر منذ مدة طويلة، وهو «إيه إيه إيه» إلى «إيه إيه موجب» لأول مرة منذ عام 1941.

إلى ذلك، أكد وزير المالية الياباني يوشيهيكو نودا، الاثنين، ثقة الحكومة اليابانية في سندات الخزينة الأميركية وقال إنها «لم تهتز» على الرغم من قرار وكالة «ستاندرد أند بورز» للتصنيف الائتماني خفض علامة الديون السيادية الولايات المتحدة. وقال الوزير الياباني الذي تعتبر بلاده من كبار حاملي سندات الخزينة الأميركية، وتقارب موجوداتها من السندات تريليون دولار، خلال مؤتمر صحافي في طوكيو: «إن ثقتنا في سندات الخزينة الأميركية لم تهتز». وأضاف، بحسب ما نقلت عنه وكالة «جيجي برس» للأنباء: «نحن ما زلنا نعتبر سندات الخزينة الأميركية منتجا ماليا جذابا». واليابان هي ثاني أكبر حاملي سندات الخزينة الأميركية بعد الصين.

وفي واشنطن، أنهى وزير الخزانة الأميركي تيموثي غايتنر التكهنات التي أحاطت بمستقبله، وأكد للرئيس باراك أوباما أنه لا يعتزم ترك منصبه، كما أعلنت وزارته الأحد، واضعة بذلك حدا لتكهنات سرت في اليومين الماضيين بشأن احتمال أن يقدم استقالته. وبقاء غايتنر في منصبه، على الرغم من الدعوات التي وجهها إليه، السبت، مشرعون جمهوريون طالبوه فيها بالاستقالة، يشكل، على الأرجح، عامل استقرار للاقتصاد الأميركي في الوقت الذي خيمت فيه أجواء القلق على أسواق المال وفي طليعتها «وول ستريت».