سكري أستراليا

علي المزيد

TT

السكري، لمن لا يعرفه، نوع من أنواع التمور، ومنشؤه منطقة القصيم في السعودية، وهي معروفة في عالمنا العربي مثل معرفة تمر الروثانة الذي ينبت في المدينة المنورة، على ساكنها أفضل الصلاة والسلام. وقد اضطررت لهذا التعريف حتى لا يلتبس الأمر ويظن أنني أقصد السكري رجل الأعمال المعروف الذي تردد اسمه في وسائل الإعلام.

كنت في أستراليا، وتحديدا في سيدني، وقد اتصلت بأحد الزملاء لأستأنس برأيه فيما أزور وأطلب منه أن يخبرني بذلك هاتفيا كي لا أشق عليه. بالطبع رحب بي واعتبرها مفاجأة أن أزور أستراليا، مشيرا إلى أن العرب يزورون أستراليا إما للهجرة وإما للتعليم لا السياحة. طلب مني أن أنهي المكالمة كي يرسل معالم سيدني التي تستحق الزيارة عبر رسالة هاتفية، لكني فوجئت به في بهو الفندق الذي أسكنه أنا وأبنائي لينظم جدولا للزيارات بدأنا بزيارة سيدني، وبدأنا بمبنى الأوبرا وغيره من المعالم.

في اليوم الثاني زرنا جامعة سيدني وانتهت الزيارة في ضاحية من ضواحي المدينة، وهي ضاحية يقطنها العرب. بعد اطلاعنا على معالم الضاحية ذهبت لإحدى البقالات لأشتري علبة مياه، وفي الطريق للبراد استرعى انتباهي علبة تمر كتب عليها «سكري القصيم» وقفت عند العلبة أتأملها فإذا بأحد أبنائي يريني مواد غذائية من إنتاج شركات سعودية وأخرى من إنتاج شركات إماراتية. فرحت غاية الفرح بهذه المنتجات؛ لأن الأستراليين شديدون في فحص المواد الغذائية، وهذا يعني أن منتجاتنا العربية جيدة وعبرت فحص الجودة. وهذا أشعرني بالفخر، لكني تذكرت مشروعي القديم، وهو إمكانية إنشاء شركات عربية ذات سمة عالمية، فنحن لا تنقصنا الأموال ولا الموارد البشرية ولا المواد الخام، والعالم أصبح اليوم صغيرا بحيث يستوعبنا، لكن بقي أن نقدم، فالأمور الناجحة تبدأ بفكرة وتنطلق بخطوة ولكنها جريئة. ولن أضرب مثلا بالشركات العملاقة في أوروبا واليابان؛ لأن أحدا سيقول أنت تضرب مثلا لا ينطبق، فقد سبقنا هؤلاء بالتجربة؛ لذلك أحيلهم إلى الشركات الكورية والماليزية؛ لأن لهم الطموح نفسه، وهم أقل منا إمكانات، لكن لديهم العزيمة والإصرار، ولنعرف أننا إذا أقمنا شركة عالمية فإن الجميع سيرحب بنا لأننا سنوظف أبناءهم.

* كاتب اقتصادي