إيران تلوح مجددا بسحب مشروع غاز من الصين

TT

عاودت إيران أمس السبت تهديدها بسحب حقل غاز تطوره مؤسسة النفط الوطنية الصينية «سي إن بي سي» ما لم تسرع الشركة وتيرة استثمارها وذلك بعد أسبوع من قول وزير النفط الإيراني الجديد إنه لا حاجة إلى مقاولين أجانب. ونقلت وكالة أنباء مهر شبه الرسمية عن أحمد قلعه باني رئيس شركة النفط الوطنية الإيرانية قوله «سيجري بالتأكيد توجيه إنذارات إلى مؤسسة النفط الوطنية الصينية إذا استمر تأخر تطوير المرحلة الحادية عشرة من بارس الجنوبي».

وبحسب «رويترز» كانت شركة النفط الوطنية الإيرانية قالت في يونيو (حزيران) الماضي «إنها ستستبدل بـ(سي إن بي سي) شركات محلية» إذا لم تقم الشركة الصينية بتسريع إيقاع المشروع وجاء أحدث تحذير بعد قول وزير النفط رستم قاسمي إن الذراع الهندسية للحرس الثوري الإيراني ستحل محل الشركات الأجنبية.

وقال قلعه باني «إذا استمر الاتجاه الحالي لتطوير المرحلة الحادية عشرة من بارس الجنوبي فإنه من المحتمل أيضا تحويل العقد بأسره إلى مقاولين محليين كبار».

وتولي قاسمي منصب وزير النفط هذا الشهر بعد أن ترأس شركة خاتم الأنبياء التابعة للحرس الثوري والتي يزداد نشاطها في قطاع الطاقة الإيراني وفي العديد من الميادين الاقتصادية الأخرى.

ويخضع الحرس وشركة خاتم الأنبياء وقاسمي نفسه لعقوبات تفرضها دول من بينها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بدعوى اضطلاعهم بدور في المشروع النووي الإيراني الذي يخشى الغرب من أنه يهدف إلى تصنيع أسلحة وهو ما تنفيه طهران.

كانت طهران وقعت عقدا بقيمة 7ر4 مليار دولار مع «سي إن بي سي» في 2009 لتطوير المرحلة الحادية عشرة من بارس الجنوبي - حقل الغاز العملاق الذي تتقاسمه إيران مع قطر - ولتحل الشركة محل «توتال» الفرنسية التي اتهمتها بالتأخير المتكرر. واضطرت «توتال» وشركات أوروبية أخرى إلى الانسحاب من إيران تحت وطأة عقوبات أوروبية مشددة حظرت على الشركات الاستثمار في صناعات النفط والغاز الإيرانية. وكانت الشركات الأميركية تخضع لحظر بالفعل. وتوقع المحللون أن تستقطب الشركات الآسيوية جانبا كبيرا من تلك الأنشطة لكن إيران تبدي عدم رضاها عن إيقاع العمل.

وتملك إيران ثاني أكبر احتياطيات من الغاز في العالم بعد روسيا لكن العقوبات المفروضة عليها بسبب برنامجها النووي المثير للجدل أبطأت مع عوامل أخرى تحولها إلى مصدر رئيسي.

ويحوي حقل بارس الجنوبي البحري - وهو أضخم مكمن غاز في العالم - نحو نصف احتياطيات البلاد من الغاز والمقدرة بنحو 28 تريليون متر مكعب.

كانت إيران قالت العام الماضي إن إنتاج بارس الجنوبي زاد نحو 30 في المائة في 2009 - 2010 وإنه من المتوقع أن تصل إيرادات الحقل إلى 130 مليار دولار سنويا فور استكمال مراحل تطويره الأربع والعشرين.