السعودية: مهرجان بريدة للتمور يحقق إيرادات 1.3 مليار دولار خلال 10 أعوام

سجل نموا في الاستثمارات بنسبة 20 % وزيادة الطلب على النقل والتصدير

مستثمر يستخدم جهاز سحب آليا لتنفيذ عمليات الشراء للتمور في مهرجان بريدة («الشرق الأوسط»)
TT

أسهم مهرجان للتمور في رفع الناتج المحلي لمدينة بريدة (شمال السعودية)، ونمو القطاعات المختلفة كالزراعة والنقل والإيواء والخدمات، وذلك بعدما سوق أكثر من مليوني طن على مدى 10 سنوات منذ انطلاق المهرجان، حقق إيرادات تجاوزت 5 مليارات ريال (1.3 مليار دولار) بحسب مسؤول تنفيذي بمهرجان بريدة.

ويعد سوق التمور ببريدة من أكبر أسواق التمور في العالم من حيث المساحة والمعروض فيها من منتجات مختلفة من أصناف النخيل، التي تتجاوز 6 ملايين نخلة يشكل نوع تمر السكري 80 في المائة من النخيل المنتج في مدينة بريدة. ويتوقع منظمو المهرجان أن يرتفع معروض المهرجان من التمر لهذا العام لأكثر من 200 ألف طن من مختلف أنواع وأصناف التمور بنسبة نمو في المعروض تصل إلى 20 في المائة، بقيمة تتجاوز 2.5 مليار ريال (666 مليون دولار).

وتصادف انطلاقة مهرجان التمور ببريدة في منتصف شهر أغسطس (آب) الحالي موسم نضوج التمور، الذي يستمر حتى منتصف شهر سبتمبر (أيلول) المقبل، وكان أكثر المستفيدين من مهرجان التمور هو القطاع الزراعي ومع تسليط الضوء على شجر النخيل، حيث أسهم الانتشار الواسع للمهرجان في تزايد مساحات زراعة شجر النخيل. وارتفعت الاستثمارات المرتبطة بالتمر مع ذلك التزايد، حيث يوجد في السعودية ما يقارب 50 مصنعا للتمور، تستوعب ما يصل إلى أكثر من 100 ألف طن من التمور تشكل 8 في المائة من إنتاج المملكة.

وبدأ النخيل يستعيد جزءا من مكانته الاقتصادية في البلاد، بعد أن اتجه المزارعون للتحسين والتغلب على المشكلات التسويقية، التي كانت حجر عثرة يقف في وجههم بالسابق مع فتح نوافذ تسويقية جديدة، مما أسهم بوجودها المهرجان.

وقال الدكتور خالد النقيدان المدير التنفيذي لمهرجان بريدة للتمور إن المهرجان أسهم في التعريف بمدينة بريدة إقليميا ومحليا بشكل مباشر أو غير مباشر، خاصة بعد تسليط الضوء عليها مع بدء الحملات الإعلامية لمهرجان التمور والتغطيات الإعلامية التي صاحب انطلاقه المهرجان خلال العشر سنوات الماضية من مسيرته. وأضاف: «ارتفعت وتيرة الحركة الاقتصادية مع ذلك التسويق للمهرجان، وتشهد المدينة نشاطا اقتصاديا ملحوظا، مما أسهم بإيجاد فرص عمل كثيرة ودائمة لأهالي المنطقة والمناطق المجاورة، وشهدت بريدة افتتاح فروع للعدد من الفنادق العالمية مع قيام عدد من مسؤولين لفنادق أخرى غير موجودة في بريدة بدراسة إمكانية افتتاح فروع لها، بعد نمو اقتصاد المنطقة وزيادة الطلب على قطاع الإيواء».

وأبان الدكتور النقيدان الذي كان يتحدث لـ«الشرق الأوسط» أن مهرجان التمور أسهم في رفع نمو الاستثمارات في مدينة بريدة، بنسب تتجاوز 20 في المائة مع ازدياد الطلبات على الفرص الاستثمارية وخاصة المتعلقة بالنخل والتمور.

ودفع ارتفاع الطلب على الشحن والتصدير بسوق التمور في بريدة لافتتاح شركة متخصصة في النقل ومكاتب مؤقتة داخل السوق لشحن التمور لداخل السعودية وخارجها، مع دخول أفراد من الشباب السعودي كمنافسين جدد على قطاع النقل مع الشركات المتخصصة، حيث وصلت أسعار النقل عبر السيارات المبردة إلى دول الخليج من 3 آلاف ريال (800 دولار) إلى 6 آلاف ريال (1600 دولار)، بحسب قرب وبعد المسافة.

وأوضح المدير التنفيذي لمهرجان بريدة للتمور وجود مستثمرين سعوديين وخليجيين طلبوا فرصا استثمارية في قطاعات مختلفة من أهمها قطاع الإيواء والخدمات والترفيه، مشيرا إلى أنه سيتم إيجاد بنى تحتية كاملة للنخلة والتمور من خلال المدينة المخصصة لذلك، وعلى مساحة تتجاوز 300 ألف متر مربع وتضم ساحة لبيع التمور تنقسم إلى قسمين مفتوح والقسم الأخرى مضلل بوجود مضلات، مع وجود مركز النخلة، الذي سيكون مركزا متخصصا وجامعا لشؤون النخلة والتمر ومنارة لهما في بريدة خاصة والسعودية عموما.

وأكد أن مركز النخلة يضم مركزا لإدارة سوق التمور والمهرجان، مشيرا إلى أن مدينة التمور ستضم فندقا من فئة خمس نجوم وهايبر ماركت متخصصا في التمور على أن يتم طرح تلك الفرص للمستثمرين، وزاد: «تم تأمين مواقع لسيارات الشحن وتسهيل الخدمات مع كثافة حركة الشحن والنقل، التي تشهد نموا مطردا في مدينة التمور؛ حيث يتم شحن كميات كبيرة من التمور بداخل السوق إلى مناطق السعودية ودول الخليج والعالم»، وعن أسعار التمور، أجاب الدكتور النقيدان أن سعر التمر المتوسط من نوع السكري يتراوح من 70 ريالا (18.6 دولار) إلى 160 ريالا (42.6 دولار) للكيلو، بينما يصل في النوع الفاخر والنقي من التمر السكري من 200 ريال (53.3 دولار) إلى 465 ريالا (124 دولارا) للعلب ذات الحجم ثلاثة كيلوغرامات، أما أنوع التمور الأخرى فتتراوح أسعاره من 20 ريالا (5.3 دولار) إلى 70 ريالا (18.6 دولار) للعلب ذات الحجم ثلاثة كيلوغرامات.

وشدد الدكتور النقيدان على أن مهرجان التمور يوفر وظائف مؤقتة في السوق تتجاوز 2000 وظيفة، وقامت إدارة المهرجان بتوفير عربات ورافعات مجانية لهم لمساعدتهم على العمل، وإلى ذلك قال محمد المشيطي، مستثمر في التمور وأحد ملاك شركة المشيطي المتخصصة في التسويق والاستثمار في التمور، إن السوق شهدت خلال السنوات الماضية وهذا العام ارتفاعا ملحوظا من ناحية العرض والطلب بازدياد على التمر، مؤكدا أنه يتم عقد صفقات يوميا تتجاوز 10 ملايين ريال (2.6 مليون دولار) خلال جلسات السوق.

وذكر محمد المشيطي أن المستثمرين والعاملين بالسوق قاموا بتأمين جهاز صراف آلي متنقل لتسهيل عملية البيع والشراء مع ازدياد حركة السوق.

ومن جهته، قال إبراهيم الربدي، رئيس المجلس البلدي في بريدة، إن توسط مدينة بريدة من السعودية أعطاها ميزات نسبية مع ربطها بشبكة طرق سريعة ساعدت في نقل منتجات المدينة لمناطق السعودية في وقت قياسي، الأمر الذي أسهم في نجاح مهرجان التمور ووصوله لشريحة أكبر من المستهلكين داخل وخارج البلاد.

وقال الربدي إن المهرجانات الرديفة بمدن القصيم أسهمت في نجاح مهرجان بريدة للتمور، موضحا إلى أن المهرجان أسهم في رفع الناتج المحلي لبريدة، حيث كانت هناك لجان وورش عمل تطويرية للمهرجان سنويا لتطويره بشكل يلائم جميع الشركاء في المهرجان، ورفع ذلك من فرص التسويق للتمور، وزاد من الطلب عليها محليا وخارجيا وكان من أبرز مكاسب هذا المهرجان زيادة الاستثمارات في هذا الجانب والطلبات التي ترد لبريدة بهدف الاستثمار. وشدد الربدي على أنه من المكاسب أيضا التي تحققت من هذا المهرجان الفرص الوظيفية.