«تحليل المعلومات».. القطاع الذي يسبح خارج التيار ويطفح بالمليارات

عرض «إتش بي» لشراء «أوتونومي» مقابل 12 مليار دولار سلط الضوء عليه

TT

أنفقت شركة «هوليت باكارد» وقتا كبيرا في محاولة لدخول عالم تحليل المعلومات، لكن السؤال الذي يتبادر إلى الأذهان الآن هو: هل سيحاول شخص ما إفساد هذا الدخول؟

يفوق عرض «إتش بي»، البالغ مقداره 11.7 مليار دولار للاستحواذ على شركة «أوتونومي»، سعر إغلاق الشركة البريطانية يوم الأربعاء مرتفعا بنسبة 64%. وسيكون هذا العرض، بحسب عملاق التكنولوجيا، تكلفة تغيير نفسها إلى شركة برمجيات للشركات.

تعتبر شركة «أوتونومي»، إحدى أبرز شركات البرمجيات، بحسب محللين «شركة متعددة الخدمات، لعمليات إدارة المعلومات، بقاعدة عملاء تمتد من (إتش بي) ذاتها إلى وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية ووزارة الدفاع البريطانية».

وهو ما يعني أن العملاء الكبار لدى الشركة - «آي بي إم»، «أوراكل»، «مايكروسوفت»، «ساب»، كبداية - قد يفكرون هم أيضا في تقديم عروض تفوق عرض «إتش بي».

تدخل شركة «أوتونومي» ضمن نطاق واسع للخدمات المعروف باسم برمجيات الشركات، والذي يعتبر من بين أسرع النطاقات نموا وربحية في صناعة البرمجيات. وقد أعلنت شركة «أوتونومي» عن تحقيقها أرباحا بقيمة 466 مليون دولار خلال النصف الأول من العام الحالي، بتحقيق هامش ربح تشغيل بلغ 44%.

في المقابل، تمكنت «إتش بي»، بالكاد، من تحقيق هامش ربح تشغيل بقيمة 5%، وتسعى الشركة إلى استغلال هذه الوحدة.

ويقول بريان مارشال، المحلل في شركة «غليتشر أند كومباني»: «الشركة حيث يوجد النمو، وحيث توجد الهوامش».

ويشير محللون أيضا إلى أن «أوتونومي» قد تستحق التكلفة التي تدفعها «إتش بي»، فوجود مقر الشركة في كمبردج، بإنجلترا، يتيح لها مساعدة الشركات والحكومات في تخزين ومعالجة وبحث وتحليل المعلومات الإلكترونية الضخمة. ويكمن تميزها في قدرة حساباتها المعقدة القادرة على الوصول إلى نتيجة منطقية من معلومات غير مترابطة.

فعلى سبيل المثال تقدم الشركة نظام إدارة محتوى الشبكة الذي يسمح للشركات ببناء وإدارة مواقع الشبكة ولديها خدمة المتصفح الإلكتروني الشهيرة التي تسمح للأطراف في القضايا القانونية بالعثور على المعلومات وتداولها.

ويقول أندرو وايت، المحلل في شركة «غارتنر ريسيرش»، لموقع «ديل بوك»: «نظرا للمكانة المتميزة التي تتمتع بها شركة (أوتونومي)، فسوف يسمح ذلك لشركة (إتش بي) بالدخول إلى أسواق البرمجيات المتعددة بعملية شراء واحدة، فليس هناك (أوتونومي) أخرى لشرائها».

يمكن أن يوفر ذلك دافعا استراتيجيا لمنافسي «إتش بي» للدخول في الصفقة أيضا، فهناك الكثير من المنافسين ممن يملكون من المال ما يكفي لبدء حرب عطاءات. فشركة «أوراكل» المتعطشة لإجراء صفقة، على سبيل المثال، عرضت 28.8 مليار دولار نقدا وميزانية جيدة، بينما قد تعرض «مايكروسوفت» 51.4 مليار دولار. بينما يتوقع أن تضع شركة «آي بي إم» 11.8 مليار دولار.

لكن محللين يرون أن بدء الصراع على «أوتونومي» قد لا يستحق العناء، فيشير غالبية المحللين إلى السعر الأولى المرتفع الذي وضعته «إتش بي»، التي عرضت أكثر من 10 أضعاف الدخل المتوقع للعام المقبل. علاوة على ذلك، ينظر إلى الاتفاق على أنه محوري بالنسبة لشركة «إتش بي»، التي تسعى إلى اللحاق بشركتي «أوراكل» و«آي بي إم»، لكن هذه الشركات لديها عروض بارزة بالفعل في الشركة.ويقول آدم وود، المحلل في مورغان ستانلي: «لا يوجد لدى أي من هذه الشركات الدافع للسير على نهج (أوتونومي)».

ثم إن هناك عددا من عناصر التوصل إلى اتفاق، التي يصعب تقديرها. فقد وقع مايك لينش، الرئيس التنفيذي والمؤسس المشارك لها، الذي يعتبر واحدا من أكبر حملة الأسهم في الشركة، اتفاق «إتش بي»، وربما يكون من الصعب بالنسبة لدخيل إبعاده عن عملية الاستحواذ السخية هذه.

وكتب محللون في شركة «إكساني بي إن بي باريبا»: «نظرا لأن هذه عملية استحواذ ودود بسعر سخي للغاية وعدم احتمالية إثارة قضايا الاحتكار بالنظر إلى تفتت سوق بحث الشركة، نعتقد أن الإغلاق الناجح متوقع بشكل كبير بمخاطر محدودة من تقديم عروض منافسة من منافسي شركة (إتش بي)». وعلى النقيض من ذلك، ربما تسعى عمالقة البرمجيات الأخرى إلى طلب مساعدة الشركات الأصغر التي تحصل على حصص مختلفة من السوق. وقد اشترت «إتش بي» لاعبين أصغر مثل «ثري بار» (التي فازت عليها في حرب عطاءات مع شركة «ديل») و«آرك سايت»، على الرغم من شرائها «إلكترونيك داتا سيستمز» مقابل 13.9 مليار دولار.

من بين أهم الشركات التي يتوقع شراؤها من قبل شركات التكنولوجيا الضخمة: شركة «أوبن تكست»، شركة إدارة محتوى الإنترنت، التي طرحت أسهمها للاكتتاب العام، و«إس إيه إس إنستتيوت»، و«مايكرواستراتيجي»، وشركة خدمات البحث «إنديتشا وفيفسيمو».

* «خدمة نيويورك تايمز»