ساركوزي: الرئيس الصيني يثق في العملة الأوروبية الموحدة

قال إنهما متفقان على أهمية التنسيق الدولي

TT

صرح الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في زيارته للصين، أمس، أن نظيره الصيني هو جينتاو أعرب عن ثقته في العملة الأوروبية الموحدة، في الوقت الذي تثور فيه مخاوف حول مستقبل منطقة اليورو، التي تضم 17 بلدا.

وقال ساركوزي للصحافيين عقب محادثات مع الرئيس الصيني في بكين «الرئيس غير قلق بشأن الوضع في منطقة اليورو، فقد أبلغنا بأنه مطمئن إلى قوة اليورو».

يذكر أن الصين استثمرت جزءا كبيرا من احتياطاتها الهائلة للنقد الأجنبي في أرصدة باليورو.

وبحسب وكالة الصحافة الفرنسية، قال الرئيس الفرنسي، الذي يقوم بزيارة قصيرة إلى الصين، إن البلدين متفقان على أهمية التنسيق الدولي بشأن أزمة الديون السيادية التي تسببت في انخفاض أسعار الأسهم في البورصات العالمية.

وقال ساركوزي «نحن متفقون على الحاجة لتنسيق السياسات بين البلدان أعضاء مجموعة العشرين لاتخاذ إجراءات لدعم الثقة العالمية».

وتتولى فرنسا في الوقت الراهن الرئاسة المتناوبة لمجموعة العشرين التي تضم أكبر عشرين اقتصادا في العالم والمقرر أن تلتئم في مدينة كان الفرنسية الساحلية في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.

يذكر أن الصين تبقي على قيود كبيرة على سعر صرف عملتها اليوان بحيث لا يمكن تداولها بيعا وشراء بحرية في العالم.

غير أن بكين بدأت مؤخرا تخفيف قواعدها لسعر الصرف بعد أن واجهت انتقادات من جانب شركائها التجاريين الرئيسيين بأنها تعمد إلى الإبقاء على سعر اليوان عند حد أقل من قيمته الحقيقية حتى تواصل تعزيز صادراتها.

ومن المتوقع أن تتطرق محادثات هو وساركوزي إلى الصراع في ليبيا، حيث لعبت فرنسا دورا رئيسيا في دعم المعارضة المسلحة ضد القذافي.

وكان ساركوزي قد توجه إلى الصين بعد ساعات من اجتماع مع رئيس المكتب التنفيذي للمجلس الانتقالي للمعارضة الليبية بينما يسعى مقاتلو المعارضة في العاصمة طرابلس لتسديد ضربة قاضية لنظام معمر القذافي المستمر منذ 42 عاما.

وكانت بكين، التي استثمرت مليارات الدولارات في مشاريع للسكك الحديدية والنفط والاتصالات في ليبيا، عارضت الضربات الجوية لحلف شمال الأطلسي على ليبيا وانتهجت أول الأمر سياسة عدم تدخل وحياد.

غير أنها غيرت لاحقا سياستها وفتحت قنوات اتصال مع المتمردين. وبعد دخول المتمردين طرابلس صرحت بكين بأنها «تحترم خيار الشعب الليبي».

ومن المتوقع أن يستغل ساركوزي المباحثات لتمهيد الطريق لقمة مجموعة العشرين في نوفمبر المقبل. ويشار إلى أن فرنسا تترأس حاليا مجموعة العشرين.

وفي الوقت الذي تقول فيه فرنسا إن الزيارة تهدف للتعامل «مع الملفات الرئيسية لرئاسة فرنسا لمجموعة العشرين» إلا أن ساركوزي يأمل أيضا في طمأنة ثاني أكبر اقتصاد في العالم بشأن كيفية تعامل أوروبا مع أزمة الديون. وتأتي زيارته بعد أسبوع من زيارة نائب الرئيس الأميركي جون بايدن للصين لطمأنة بكين بشأن تعامل واشنطن مع أزمة الديون الخاصة بها. وتمتلك الصين التي تعد أكبر دائن لأميركا استثمارات في ديون اليونان والبرتغال وإسبانيا والمجر.

وقد طلبت اليونان والبرتغال بالفعل حزم إنقاذ من الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي. كما اضطر البنك المركزي الأوروبي للتدخل مطلع هذا الشهر في سوق السندات الإسبانية لخفض تكاليف الاقتراض المرتفعة في مدريد.

وذكرت صحيفة «تشاينا سيكيورتيس نيوز» في تعليق لها أمس الخميس أن اقتراح فرض الضرائب تم مناقشته سابقا ولكن يمكن أن يواجه معارضة قوية ويبدو أنه «صعب التطبيق» ولم يتضح ما إذا كان تعليق الصحيفة يعكس الموقف الرسمي للصين.