السعودية: أسعار الأرز تنخفض 35% مقارنة مع 3 أعوام ماضية

متعاملون في السوق لـ «الشرق الأوسط»: نفاد أكثر من 75 ألف طن لإخراج زكاة الفطر

يعتبر الأرز السلعة الغذائية الرئيسية لإخراج زكاة الفطر في السعودية ويزداد الإقبال عليه كل عام
TT

شهدت أسعار الأرز في السعودية انخفاضا ملموسا خلال هذه الفترة من العام مقارنة بالأعوام الثلاثة الماضية بما معدله 35 في المائة، وسط تأكيدات شركات عاملة في استيراد الأرز والأغذية، أن مخزون سوق الأرز يبلغ 1.2 مليون طن، في حين يقدر الطلب المتزايد خلال الأيام القليلة الماضية على الأرز لتأدية زكاة الفطر بنحو 75 ألف طن يتم إخراجها في هذه الفترة القصيرة. وأكد متعاملون وتجار كبار في سلعة الأرز بالسعودية، لـ«الشرق الأوسط» أن المحال والمتاجر ومنافذ البيع تم تزويدها بكميات كافية وتفيض، مشيرين إلى تنامي حجم السوق وانخفاض أسعار العبوات المعدة للزكاة، بمعدل 35 في المائة، مقارنة مع الأعوام الثلاثة الماضية، على الرغم من زيادة الطلب بواقع زيادة عدد السكان؛ حيث يقدر عدد مخرجي الزكاة هذا العام بأكثر من 25 مليون فرد، بعد أن أفصحت البيانات الرسمية الأخيرة عن ارتفاع حجم السكان من سعوديين ومقيمين في المملكة إلى 28.5 مليون نسمة.

تأتي هذه التقديرات في الوقت الذي يعتبر فيه الأرز السلعة الغذائية الرئيسية، حيث يقتضي الفرض الشرعي إخراج زكاة الفطر من القوت، سواء كان حبوبا أو غير حبوب؛ من أصحاب هذا الرأي الأئمة الثلاثة: مالك، والشافعي، وأحمد، في حين أجاز أبو حنيفة إخراجها نقدا، بيد أن السعوديين يفضلون إخراجها من قوت البلد.

وأكد عبد الله بلشرف رئيس اللجنة الغذائية في الغرفة التجارية الصناعية بالرياض، وأحد كبار تجار سلعة الأرز، خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط»، إن أسعار الزكاة من الأرز انخفضت هذا العام مقارنة بالأعوام الثلاثة الماضية، مرجعا السبب في ذلك إلى ارتفاع حجم السوق إلى 1.2 مليون طن، مضيفا أن نحو 25 مليون فرد لن يتجاوز إخراجهم للزكاة أكثر من 75 ألف طن.

وزاد بلشرف أن المخزون لدى التجار كبير، وقادر على تلبية أي نقص مع تنامي حركة الاستهلاك والمبيعات منذ بداية العشر الأواخر في رمضان، مؤكدا أن السلعة متوافرة في كل الأسواق والمحال تجاوبا مع حركة الاستهلاك الكبيرة خلال شهر رمضان، موضحا أن الشركات الموردة بدأت تنسيقاتها مع التجار والباعة منذ وقت مبكر.

ويمثل الأرز القوت الأساسي في السعودية ومنطقة الخليج إجمالا، حيث يقدر حجم الواردات السنوية من هذه السلعة بنحو مليون طن سنويا، تستحوذ الهند على نسبة 58.5 في المائة من إجمالي هذه الكمية، بما يعادل 410 آلاف طن، يليها الأرز الأميركي الذي تبلغ واردات السعودية منه نحو 115 ألف طن سنويا، ثم الباكستاني بنحو 90 ألف طن، والتايلندي بنحو 30 ألف طن، والأسترالي بنحو 25 ألف طن، وتتوزع النسبة المتبقية بين مصادر عدة، من بينها فيتنام ومصر.

وبحسب متعاملين في السوق، فإن حجم تعبئة العبوات الكيسية يبلغ 3 كيلوغرامات، بحسب ما هو مواز للقياس الشرعي المفروض للصاع، في الوقت الذي يشهد فيه حجم سوق مبيعات زكاة الفطر نموا بشكل مطرد يقدر بـ5 في المائة.

من جهته، قال عمر بابكر رئيس مجلس إدارة «شركة أبناء صالح بابكر»، وأحد كبار تجار الأرز في السعودية، إن السوق تحوي منافسة 180 شركة، بينها 10 شركات تسيطر على أكثر من 80 في المائة من حجمها، موضحا أن هناك مستوردين يدخلون للاستفادة من المواسم، وهو ما يقسم السوق المحلية من حيث الشركات والمؤسسات العاملة فيه إلى ثلاثة أنواع، وهي المنشآت الراسخة القديمة والمزود الرئيسي للأسواق، ومنشآت عاملة للنشاطات الموسمية، وشركات ضعيفة تدخل وتخرج بين فترة وأخرى.

وأوضح بابكر أن الأسعار المتوافرة في السوق ملائمة، ولا تقارن بالأعوام الماضية؛ إذ سجلت انخفاضا إلى أكثر من 35 في المائة مقارنة بالأعوام الماضية، موضحا أن السوق تأهبت مبكرا، ومنذ بداية الشهر الكريم، للتزويد بالأرز بكميات تكفي، من خلال فرق التسويق والتوزيع والمبيعات، مشيرا إلى أن الطلب بدأ منذ أكثر من أسبوعين بشكل ملموس، وبلغ الذروة خلال اليومين الأخيرين.

يذكر أن أسعار المقياس الشرعي المفروض للصاع المقدر بـ3 كيلو غرامات، وتتم تعبئته في عبوات بلاستيكية أو غيرها، تراجع معدل متوسط أسعارها منذ العام الماضي وحتى هذا العام إلى ما بين 13 و19 ريال (3 و5 دولارات) لكل صاع بحسب نوعية وجودة الشركة المنتجة، لا سيما بعد وجود علامات تجارية جديدة تنافس في السوق مثل «أبو كاس» و«أبو دلة» و«أبو سيارة»، إضافة إلى أسماء قوية تشهد طلبا مثل «الشعلان» و«العلمين» و«الفارس» و«الوسام» وغيرها.