مصادر: «جلنكور» السويسرية توقع عقدا لتوريد الوقود مع المجلس الانتقالي الليبي

TT

قالت مصادر بصناعة النفط إن شركة «جلنكور» لتجارة السلع الأولية، وقعت أول عقد لها لتزويد المجلس الوطني الانتقالي الليبي بالوقود، وذلك في علامة جديدة على أن منافستها «فيتول» تخسر مركزها كأكبر مورد للحكام الجدد في ليبيا.

ونال المجلس الوطني الانتقالي اعترافا دوليا واسعا كحاكم شرعي لليبيا وتتطلع شركات تجارة النفط إلى عقود لكسب موطئ قدم في البلد عضو منظمة أوبك، الذي يملك أضخم احتياطيات نفطية في أفريقيا. وتشتد حاجة المجلس الانتقالي إلى الوقود لتخفيف العبء عن البنية التحتية وإثبات أن بمقدوره استعادة النظام والخدمات الأساسية في بلد يعاني بعد ستة أشهر من الحرب.

وقال مصدر مطلع في ليبيا «سيقومون بتوريد المنتجات. تتعلق الصفقة بشحنتين من البنزين وشحنتين من زيت الغاز». وأحجمت «جلنكور» عن التعقيب. ولم يتضح حجم الشحنات، لكن أربع ناقلات منتجات من الحجم القياسي يمكن أن تحمل ما قيمته 125 مليون دولار بالأسعار الفورية الحالية في السوق الأوروبية.

وقال المصدر إن شروط العقد تعطي «جلنكور» خيار تقاضي الثمن في صورة نفط خام بما يعاد تكلفة إمدادات الوقود أو نقدا، مما يتيح للمجلس الانتقالي الوقت إما لاستئناف إنتاج النفط أو الدفع من الأموال المفرج عنها التي كانت تحت سيطرة العقيد المخلوع معمر القذافي. ولم يتضح متى يبدأ التسليم، لكن مصدرا آخر قال إن العقد مشروط برفع العقوبات الدولية المفروضة على ليبيا التي ما زالت تسري على المؤسسة الوطنية للنفط.

كان بعض واردات ليبيا من الوقود في الشهرين الأخيرين قد جرى ترتيبه عن طريق شركة الخليج العربي للنفط (أجوكو) ومقرها بنغازي، نظرا لأن العقوبات لم تشملها.

كانت «فيتول» ومعها قطر موردا كبيرا للمجلس الانتقالي في شرق ليبيا خلال الأشهر الأولى من الحرب، وفي حين ما زالت الشركة ترسل الوقود إلا أن المجلس ينوع شركاءه. وعلى مدى الأسبوع الأخير أرسلت «جنفور» الروسية و«توتال» الفرنسية ناقلات إلى ليبيا للمرة الأولى منذ تفجر القتال بين قوات المجلس الانتقالي والقوات الموالية للقذافي في فبراير (شباط).

وحتى في وقت السلم، اعتمدت ليبيا المنتجة للنفط على استيراد أنواع من الوقود مثل البنزين بسبب عدم كفاية الطاقة التكريرية. وزادت الحاجة إلى الاستيراد منذ بدء الحرب في فبراير بسبب توقف مصافي التكرير عن العمل وانخفاض حاد في إنتاج الغاز الطبيعي الذي يستخدم لتوليد الكهرباء. وظهرت طوابير طويلة عند محطات البنزين في مناطق من شرق البلاد على مدى الأسبوع الماضي، مما تسبب في احتكاكات بين السكان في البلد المدجج بالسلاح. وانقطاع الكهرباء معتاد في ليبيا، وقد انطفأت أعمدة الإضاءة في بعض أجزاء مدينة بنغازي بشرق البلاد لأكثر من ساعة مساء الأحد.

وقال متحدث باسم المجلس الوطني الانتقالي إن جزءا من 15 مليار دولار، وافقت القوى الدولية على الإفراج عنها خلال مؤتمر في باريس الأسبوع الماضي، سيجري إنفاقه على تمويل واردات الوقود.

وأبلغ شمس الدين عبد المولى الصحافيين أن الحاجات الملحة هي سداد الرواتب المتأخرة والمساعدة الطبية وحل بعض مشاكل نقص الوقود سواء البنزين أو الوقود المستخدم لتوليد الكهرباء.