«كارلايل» الأميركية تتحول إلى الاكتتاب العام

«مبادلة» أبوظبي تملك جزءا منها

TT

ازداد الخوف وسط المراقبين الاقتصاديين أمس بأن الأزمة الاقتصادية في أوروبا ربما ستمتد إلى السوق الاستثمارية الأميركية بعد تحول جزء من شركة «كارلايل» الأميركية العملاقة لاستثمارات الأسهم الخاصة إلى شركة عامة، لتصير ثالثة شركتين أميركيتين عملاقتين أخريين في هذا المجال، «بلاكستون» و«كي كي آر»، وأن «كارلايل» ما كانت ستفعل ذلك لو استمرت تنجح كشركة استثمارات خاصة.

وقال سكوت سويت، مستشار في شركة «بوتيك» الاستثمارية في نيويورك: «إذا قررت كارلايل أن تفعل ذلك في هذا الوقت بالذات، وهو وقت انهيار في السوق الاستثمارية، لا بد أن هناك خللا أساسيا». ويسيطر عليها كبار المديرين، مع أقلية استثمارية، منها شركة «مبادلة» الظبيانية. وشركة تقاعد الموظفين الحكوميين في ولاية في كاليفورنيا. وقال جوزيف شوستر، مؤسس ورئيس مركز استشارات استثمارية باسمه في نيويورك: «سيكون هناك سعر أقل مما هو متوقع لهذه الصفقة، نظرا لضعف الطلب».

وأشار مراقبون اقتصاديون إلى انخفاض أسهم شركة «بلاكستون» (تبلغ قيمة الشركة حاليا 140 مليار دولار) بنسبة الثلث منذ أبريل (نيسان) الماضي. ويتوقعون أن تعرض شركة «كارلايل» مليار دولار للاكتتاب العام، وتبلغ القيمة الإجمالية للشركة 120 مليار دولار حسب إحصائيات سنة 2007 (قبل سنة من بداية الأزمة الاقتصادية الحالية). ولا توجد أرقام جديدة، لكن يتوقع أن تكون قيمة الشركة انخفضت كثيرا. ربما بنسبة الثلث، مثل شركة «بلاكستون».

لكن، كما قال المراقبون الاقتصاديون، ليس وضع الشركتين سيئا جدا. وذلك لأن «كارلايل» ربحت مليار دولار خلال النصف الأول من هذه السنة، وربحت شركة «بلاكستون» مبلغا أقل من ذلك قليلا. وتختلف «كارلايل» عن زميلاتها بأنها رئاستها في واشنطن، وأسسها ويديرها اقتصاديون وسياسيون مشهورون في واشنطن. وتعمل «كارلايل» في أربعة مجالات: شركات رأس المال الخاص، والعقارات، واستراتيجيات السوق، وصندوق الأموال النقدية.

وتختلف «كارلايل» و«بلاكستون» و«كي كي آر» و«ابولو» ومثيلاتها من شركات الاستثمار الخاص عن غيرها بأنها تعطي سلطات قليلة للمستثمرين. وبأن إدارتها قوية جدا. وعن هذا قال ديفيد مينلوو، رئيس «اوفينيشال» الاستثمارية في نيويورك: «يرتاح بعض المستثمرين فيها إلى حقيقة أنهم مجرد حبات من الرمال على ساحل، عندما يتعلق الأمر بأي رأي في ما يحدث في الشركة». هذه إشارة إلى أن المستثمرين يستثمرون دون الرغبة في، أو القدرة على، السيطرة كثيرا على استثماراتهم. ما دام العائد كبيرا، وهو كبير بالنسبة لشركة «كارلايل» ومثيلاتها.

وكانت «كارلايل» تأسست في عام 1987 بواسطة ديفيد روبنشتاين الذي كان مستشارا للرئيس السابق بوش الأب، وآخرين. ولوقت من الزمن، كان بوش الأب، ووزير خارجيته جيمس بيكر مستشارين للشركة.