اليونان: رجال شرطة يحتجون على الإجراءات التقشفية.. وآخرون يواجهون الشغب

وزير المالية ينفي شائعات عن عجز وشيك لأثينا عن سداد دينها

جانب من مظاهرات عناصر من الشرطة اليونانية في ثيسالونيكي (شمال اليونان) (إ.ب.أ)
TT

لأول مرة في تاريخ معرض ثيسالونيكي الدولي، تتم تغييرات جذرية بخصوص برنامج رئيس الوزراء وطريقة الحكومة في هذا المعرض التجاري الضخم، بسبب محاذير أمنية وتوقع حدوث إضرابات اجتماعية وأعمال شغب واسعة، حيث تعرض باباندريو، العام الماضي، للسب، كما قذفه أحد المحتجين بالحذاء، بل زادت هذه السنة الأمور صعوبة على الشعب، نظرا للأزمة المالية التي تعاني منها البلاد.

واللافت في الأمر أن من بين المتظاهرين أثناء وجود رئيس الوزراء اليوناني وأعضاء حكومته في ثيسالونيكي، قطاعا كبيرا من رجال الشرطة الذين يرفضون الإجراءات التقشفية وتعامل الحكومة مع قوات الأمن، فيما وقف نحو 5 آلاف شرطي من الجانب الآخر على تأمين هذا الحدث السنوي الذي يشارك فيه الكثير من الدول من قارات العالم المختلفة، بعرض المنتجات المحلية لهذه الدول في معرض ثيسالونيكي الدولي الـ67.

كما نظم العاملون في هيئات الشرطة الأخرى، مثل المطافئ وحرس الموانئ والإسعاف، تجمعا أمام تمثال فينزيلوس بمدينة ثيسالونيكي عصر أول من أمس، احتجاجا على الإجراءات التي أعلنتها الحكومة تنفيذا لتعهداتها مع خبراء الترويكا الدائنين لليونان، ونظمت أمس الاتحادات النقابية مظاهرات ضخمة في الميادين العامة للمدينة. في غضون ذلك تراجع حجم أعمال تجارة الجملة في اليونان بنسبة 10.8 في المائة في الربع الثاني من العام الحالي، ووفقا لاستطلاع قامت به هيئة الإحصاء اليونانية، فإن العجز في الميزان التجاري اليوناني تحسن بصورة أكبر في الشهور السبعة الأولى من عام 2011، بعد زيادة جديدة في قيمة المنتجات والخدمات المصدرة في يوليو (تموز) الماضي، بالإضافة إلى انخفاض قيمة الواردات بسبب تراجع الطلب المحلي.

وأوضح التقرير أن القيمة الإجمالية من الواردات في يوليو بلغت 2984.2 مليون يورو، في مقابل 3887.2 مليون يورو في يوليو (تموز) 2010، وارتفعت القيمة الإجمالية للصادرات، باستثناء المنتجات البترولية، خلال الفترة من أغسطس (آب) 2010 حتى يوليو 2011 بنسبة 15 في المائة مقارنة بالفترة نفسها عام 2009.

من جانبها، نشرت وزارة المالية اليونانية قائمة تضم 6000 شركة مدينة للدولة، وتضم القائمة كل الشركات المدينة بأكثر من 150 ألف يورو لكل منها، في صورة متأخرات ضريبية في محاولة لكبح جماح التهرب الضريبي واسع النطاق، مما أسهم في الحالة المتردية التي آلت إليها الأوضاع الاقتصادية في الآونة الراهنة باليونان.

وتم نشر هذه القائمة على الموقع الإلكتروني للسكرتارية العامة لنظم المعلومات، وتتصدرها هيئة السكك الحديدية اليونانية، التي يتردد أنها مدينة للدولة بـ1.26 مليار يورو، ومما يذكر أن الشركات الستة آلاف مجتمعة مدينة للدولة بنحو 30 مليار يورو من أصل 42 مليار يورو، هي إجمالي قيمة الضرائب المستحقة للهيئات القائمة على تحصيل الضرائب.

كما تشمل القائمة 13 ناديا لكرة القدم من بينهم نادي إيك أثينا، ونادي باوك، اللذان تصل قيمة ديونهما إلى 103.2 مليون يورو و68.4 مليون يورو على التوالي، فضلا عن عدد من فرق كرة السلة، وهيئة النقل اليونانية المملوكة للدولة المدينة بـ163.5 مليون يورو.

وذكرت الوزارة في بيان لها أن نشر هذه البيانات سيعزز بشكل ملحوظ من الجهود الرامية إلى جمع المتأخرات الضريبية، وتعزيز الثقة بين الوزارة ودافعي الضرائب، من خلال الترويج لإجراءات شفافة، وأضاف بيان وزارة المالية أن الوزارة سوف تنشر قائمة أخرى من الأفراد المدينين بمبالغ كبيرة من الضرائب المستحقة فور انتهاء هيئة حماية البيانات اليونانية من إجراء حصر لهؤلاء الأشخاص.

يذكر أن وزارة الأمن العام اليونانية، نقلت السياج الحديدي الذي اشتهر باسم (سياج الشرطة) إلى مدينة ثيسالونيكي، وكان هذا السياج قد استخدم في أثينا وأثبت فعاليته في منع المتظاهرين من الوصول إلى نقاط معينة، وذكرت قوات الأمن أنه جاهز للتثبيت على الفور في أي مكان يشهد أعمال شغب. ويعتبر الخطاب السياسي والاقتصادي الذي يلقيه سنويا رئيس الوزراء اليوناني لدى افتتاحه المعرض الدولي في ثيسالونيكي بمثابة المؤشر لانتهاء العطلة الصيفية وعودة الحياة السياسية إلى الحكومة، ويتصادف هذا العام وصول خبراء الترويكا مجددا إلى أثينا، غدا الاثنين، لمراجعة حسابات أثينا، لمنح الضوء الأخضر للقسط السادس من المساعدات.

وكان وزير المالية اليوناني نفى، أول من أمس الجمعة، شائعات ترددت بأن اليونان ستعجز عن سداد دينها في مطلع الأسبوع المقبل، قائلا إن مروجيها مضاربون يهدفون إلى الإضرار باليورو.

ومعقبا على الشائعات التي بثت على الإنترنت، قال إيفانجيلوس فنيزيلوس، في بيان: «هذه ليست المرة الأولى التي تظهر فيها موجة منظمة من (الشائعات) تتحدث عن عجز اليونان عن سداد ديونها.. إنها مزحة ذات طابع شرير.. ومنظموها مضاربون يستهدفون اليورو ومنطقة اليورو ككل».

وساعدت تعليقات الوزير اليوناني في تعافي اليورو من خسائره مقابل الدولار لفترة وجيزة.