مجموعة الـ7 تعد برد قوي على الأزمة الاقتصادية دون تحديد الطريقة

اعترفت بوجود مؤشرات واضحة على تباطؤ الازدهار العالمي

TT

وعدت بلدان مجموعة الـ7 التي اجتمعت أول من أمس وأمس في مرسيليا بتقديم رد «قوي» و«منسق» على الأزمة الاقتصادية، لكنها لم تحدد استراتيجيتها، على خلفية تدهور جديد للأسواق المالية.

وبينما كانت البلدان الصناعية تجري مناقشات في هذه المدينة الواقعة جنوب فرنسا، سجلت وول ستريت أقوى تراجع لها خلال 3 أسابيع، على غرار البورصات الأوروبية التي تأثرت جميعها بالمخاوف على الانتعاش وأزمة الديون. وبحسب وكالة الصحافة الفرنسية اعترفت مجموعة الـ7، في بيان صدر في ختام اجتماع وزراء المال، بأنه «باتت تتوافر مؤشرات واضحة على تباطؤ الازدهار العالمي». ولم يقرر وزراء المال وحكام المصارف المركزية إصدار بيان مشترك، لكنهم أصدروا في النهاية بيانا تضمن «عبارات مرجعية متفقا عليها». وأكدت مجموعة الـ7، في هذا البيان: «نحن مصممون على تقديم رد دولي قوي ومنسق لمواجهة التحديات»، لكنها لم تحدد كيف تنوي القيام بهذه المهمة.

إلا أن البلدان الغنية وعدت بـ«العمل» مع نظيراتها في مجموعة العشرين التي تضم أيضا القوى الناشئة «لإعادة توازن الطلب وتعزيز النمو العالمي». وتواجه القوى العظمى ضغوطا للتحرك «بجرأة»، حسب تعبير المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستين لاغارد، للحيلولة دون تكرار تراجع النمو بعد كساد 2008 - 2009. لكنها لم تفعل شيئا حتى الآن؛ لأن لكل منها أولوياتها. وتستدعي الأزمة المزدوجة، الاقتصادية وتلك الناجمة عن الديون، ردودا يصعب التوفيق فيما بينها: الدعم المكلف للنشاط الاقتصادي من جهة، وخفض العجز من جهة ثانية.

على هذا الصعيد، كرر الأوروبيون أول من أمس الجمعة التزامهم تصحيح موازناتهم، مشيرين إلى انعدام هوامش المناورة من أجل النمو. وأكد المفوض الأوروبي للشؤون الاقتصادية أولي رين في مرسيليا أن على بلدان مجموعة الـ7 اتخاذ تدابير «منسقة» لدعم النمو، لكن على الأوروبيين في البداية الاستمرار في خفض العجز الذي يواجهونه.

وغداة إعلان الرئيس الأميركي باراك أوباما عن خطة التوظيف التي تبلغ قيمتها 447 مليار دولار، وصلت الولايات المتحدة إلى مرسيليا وهي على قناعة بأنها أدت واجبها وأنها تنتظر من أوروبا القيام بخطوات مماثلة، فردت بذلك الكرة إلى ملعب الأوروبيين. ورد أول من أمس الجمعة وزير المال الألماني فولفغانغ شوبل بالقول: «إن التصدي للأزمة مع ديون متزايدة سيكون الطريق السيئ الذي يتم اختيار سلوكه»، مشيرا إلى أن «ذلك يزيد من حدة المشاكل بدلا من حلها».

وأعرب وزير الخزانة الأميركي تيموتي غايتنر في المساء عن ارتياحه «لإدراك المسؤولين الأوروبيين إدراكا تاما لخطورة الوضع»، موضحا أن مجموعة الـ7 مصممة على مساعدتهم على إيجاد حل لأزمة الديون. وأدانت مجموعة الـ7 التقلبات «المفرطة والتحركات المضطربة» للعملات، ووعدت أيضا بإجراء مشاورات «وثيقة تتعلق بخطوات ممكنة في أسواق الصرف» وبتعاون «بطريقة ملائمة». كان غايتنر قد استبعد القيام بتحرك منسق للمصارف المركزية في سوق الصرف.

وذكرت مجموعة الـ7 أن المصارف المركزية «مستعدة لتقديم السيولة إلى المصارف عند الحاجة».