السعودية: توقعات بنمو قطاع المخابز والمعجنات 30%

متعاملون لـ «الشرق الأوسط»: العودة إلى المدارس أول أسباب الارتفاعات

يعد الموسم الدراسي من أكثر المواسم مبيعات لمنتجات الخبز والمعجنات في السعودية («الشرق الأوسط»)
TT

توقع متعاملون في قطاع المخابز في السعودية، ارتفاع مبيعات القطاع إلى نحو 30%، مع بداية أول أيام العام الدراسي الجديد، الذي يبدأ اليوم، مرجعين هذه التوقعات إلى الإقبال الذي بدا جليا خلال الأيام القليلة الماضية، من قبل المخابز بمختلف أحجامها وتصنيفاتها.

ووفقا لسامي بن عبد الله كعكي نائب رئيس لجنة المخابز في غرفة جدة خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط» فإن نشاط المدارس الذي من المتوقع أن ينطلق اليوم السبت، يصاحبه إقبال كثيف على محال المخبوزات والمعجنات، وترتكز تلك على منتجات الخبز الطويل الذي يستخدمه الطلاب والطالبات بكثرة خلال فترة المدارس.

ويعتبر قطاع المخابز الأكثر استقرارا، إذ دعمت السعودية قطاع الدقيق بإتمام ترسية توريد كميات من قمح ذات المنشأ الأوروبي والأسترالي والكندي والأميركي العالي الجودة بأسعار تنافسية، وذلك للتوريد خلال الفترة من نوفمبر (تشرين الثاني) من العام الجاري وتستمر إلى شهر فبراير (شباط) من عام 2012.

وتأتي الإمدادات من القمح لدعم سياسة المؤسسة العامة لصوامع الغلال ومطاحن الدقيق في توفير احتياجات البلاد من سلعة القمح لمدة تتجاوز الستة أشهر لأغراض الاستهلاك والمحافظة على المخزون الاستراتيجي.

وتستمر المؤسسة في تسلم إنتاج القمح المحلي من المزارعين حيث بلغت الكمية المستلمة حتى تاريخه في حدود 800 ألف طن ويتوقع أن يصل الإنتاج المحلي هذا العام إلى مليون ومائة ألف طن.

وبالعودة إلى تصريحات نائب رئيس لجنة المخابز في غرفة جدة، أكد أن مؤشرات سوق المخبوزات والمعجنات تفيد بتوقعات نمو مبيعاتها إلى ما بين 25 و30%، مشيرا إلى وجود ارتفاع الطلب على الدقيق، إذ تزيد الطلبات على أكياس الدقيق وتصل ما بين 70 إلى 80 كيس دقيق يوميا ذات حجم 45 كيلوغرام.

وزاد كعكي أن ذلك الطلب المرتفع ينصب بالأساس على صناعة الشطائر «الساندويتشات» بالدرجة الأساسية، والتي تستهدف من قبل المدارس عموما، إضافة إلى الشراء من قبل أولياء أمور الطلاب والطالبات بغرض أخذ الشطائر بصحبتهم من منازلهم.

وأشار سامي كعكي إلى أن تلك الارتفاعات في الطلب على الدقيق تنخفض في عطلة نهاية الأسبوع، على أن تعاود الزيادة في يوم الجمعة، وبالأخص يوم السبت وتستمر حتى نهاية الأسبوع. وقال كعكي إن عددا من محلات المعجنات بدأت استعداداتها لموسم المدارس الذي عادة ما يصاحبه طلب متزايد على الخبز، في وقت عمد عدد من التجار إلى الذهاب إلى تلك المدارس وتقديم العروض الترويجية والخاصة بالمخبوزات، والبسكويت، والساندويتشات.

وتطرق نائب رئيس لجنة المخابز إلى الأسعار المعروضة من قبل التجار، مبينا أن التميز يكمن في السمعة والنوع الجيد، وعدم التأخير في مواعيد التسلم والخاصة بالطلبات على المدارس، مضيفا: «لا توقع لارتفاعات في أسعار الدقيق والساندويتشات المصنوعة، لأن تلك الأسعار مدعومة من الدولة، ولا يوجد تلاعب بها».

وعرج سامي بن عبد الله كعكي على إن حدث ارتفاع في الأسعار يكون سببه المواد المضافة إلى المعجنات، والتي قد تكون أحد منتجات الحليب، أو السكر والذي يشهد ارتفاعا في أسعاره.

وزاد نائب رئيس لجنة المخابز في غرفة جدة أن من أسباب عزوف عدد من التجار عن الاستثمار في هذا القطاع هو ارتفاع أسعار المواد الداخلة في صناعة الدقيق، واسترجع خلال حديثه أن قبل 20 عاما كان سعر كيس السكر يقارب 55 ريالا (14.6 دولار) وذلك لحجم 50 كيلوغراما، والآن الأسعار وصلت إلى 185 ريالا (49.3 دولار) ولذات الوزن.

واستنكر سامي كعكي أسعار السمسم من نوع الهندي فإن أسعاره كانت 35 ريالا (9.3 دولار) والآن وصلت إلى 110 ريالات (29.3 دولار) من فئة 25 كيلوغراما.

وذكر سامي كعكي أن مخابز في مناطق مكة المكرمة (غرب السعودية) أغلقت أمام زبائنها، وذلك لعدم صناعتها للخبز بصفة عامة بكمية كبيرة، وهو ما أدى بعضها إلى الإغلاق، فهو في الأساس يعتمد على 20 كيس دقيق من فئة 45 كيلوغراما، في مقابل ذلك لجأ عدد من التجار إلى توريد عدد من أكياس القمح بكميات كبيرة تصل إلى 400 كيس قمح.

وتأتي هذه التوقعات في وقت كشفت شركة مخابز عالمية عن عزمها التوسع في السوق السعودية، وذلك من خلال افتتاح أفرع في مختلف مدن المملكة، مرجعة ذلك إلى كون السوق السعودية تعتبر من أكبر الأسواق في منطقة الشرق الأوسط.

وحسب إحصائيات سابقة غير رسمية فإن حجم سوق المخابز في السعودية يصل إلى 3 مليارات ريال، وتشكل نسبة المخابز ذات الأحجام الصغيرة والمتوسطة النسبة الأكبر في السوق السعودية، كونها مرتبطة بالإنتاج اليومي.