احتمالات إفلاس اليونان 98% والتأمين على سنداتها في مستويات قياسية

أوباما قلق وميركل تحذر من العواقب

TT

نسبت التقارير إلى شركة «إم سي آي» قولها إن احتمالات عدم قدرة اليونان على تسديد خدمة ديونها ارتفعت إلى 98%، وهو ما يعني أن اليونان اقتربت من الإفلاس وسط تسريب إشاعات أن خطة الإنقاذ الثانية ربما تلغى وتترك اليونان لتقابل مصيرها. وكان رئيس الوزراء اليوناني جورج باباندريو قد فشل أمس في طمأنة المستثمرين أن اليونان قادرة على تجاوز أزمة الديون. وفي لندن شكك مديرو صناديق استثمارية في فعالية خطة الإنقاذ وقال أحد مديري الصناديق في تصريحات نقلتها وكالة بلومبيرغ «من الواضح أن الخطة لم تعمل كما ينبغي». وفي أسواق السندات السيادية انعكست المخاوف من إفلاس اليونان على سعر التأمين، حيث ارتفعت كلفة التامين على حزمة السندات اليونانية البالغة 10 ملايين دولار أجل 5 سنوات. وحسب نشرة «إم سي آي» أصبحت شركات التأمين تطالب بمقدم دفع قيمتها 5.8 مليون دولار لهذه الحزمة مقارنة بالقيمة البالغة 5.5 مليون دولار في 9 سبتمبر (أيلول) الحالي، كما ارتفعت نسبة الفائدة على السندات بمعدل كبير في الأسواق الآجلة. ويلاحظ أن ارتفاع نسبة الفائدة على السندات الأوروبية تخطى السندات اليونانية ليطال كذلك السندات الإيطالية رغم أنها استفادت أمس من أنباء حول اعتزام الصين شراء سندات دين إيطالية. وحسب بيانات الأسواق الآجلة فقد سجلت الفائدة على سندات أجل 5 سنوات سعر 5.6% مقارنة بفائدة 4.93 للسندات التي باعتها في مزاد 14 يوليو (تموز) الماضي. وكانت إيطاليا قد تمكنت أمس من بيع سندات بقيمة 3.9 مليار يورو.

وفي برلين سعت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أمس الثلاثاء لنفي الحديث عن عجز وشيك عن السداد من جانب اليونان في الوقت الذي عبرت فيه الولايات المتحدة عن قلقها مجددا إزاء عدم قدرة منطقة اليورو على التغلب على أزمة ديونها. وقالت ميركل في مقابلة إذاعية إن أوروبا تبذل كل ما بوسعها لتجنب عجز اليونان عن السداد وحثت السياسيين داخل ائتلافها الحاكم على التفكير في كلامهم مليا لتجنب إثارة اضطرابات في الأسواق المالية. وسئلت في مقابلة مع إذاعة «آر بي بي إنفو» عما إذا كان عجز اليونان عن السداد من شأنه أن يقضي على اليورو فأجابت «نستخدم كل الوسائل التي لدينا لمنع هذا. ينبغي أن نتجنب كل العمليات غير المنظمة فيما يتعلق باليورو».

ووصفت التحدي أمام أوروبا بأنه «تاريخي» وقالت إنه ينبغي عمل كل ما هو ممكن للإبقاء على منطقة اليورو «لأننا سنرى انتشارا سريعا جدا للعدوى».

وفي واشنطن عبر الرئيس الأميركي باراك أوباما عن قلقه في مقابلة مع صحافيين إسبان نشرت أمس الثلاثاء. وسيقوم وزير الخزانة الأميركي تيموثي جايتنر بخطوة غير مسبوقة بحضوره اجتماع وزراء مالية الاتحاد الأوروبي في بولندا يوم الجمعة المقبل. وستكون هذه ثاني زيارة يقوم بها جايتنر لأوروبا في غضون أسبوع بعدما التقى مع نظرائه من أعضاء الاتحاد الرئيسيين في اجتماع مجموعة السبع في مرسيليا وهي خطوة تنم عن تنامي قلق واشنطن بشأن الأزمة. ونقل عن أوباما قوله إنه ينبغي على زعماء منطقة اليورو أن يظهروا للأسواق أنهم يتحملون المسؤولية بشأن أزمة الدين ويعملوا على توفيق الوحدة النقدية مع سياسة الميزانية. وأضاف أن اليونان مبعث القلق في الوقت الحالي لكن المشكلة الأكبر هي ما يمكن أن يحدث إذا أثرت الأسواق بشدة مجددا على اقتصادي إسبانيا وإيطاليا الأكبر حجما. ونقل موقع صحيفة «الموندو» عن أوباما قوله «من الصعب تنسيق والاتفاق على مسار مشترك في ظل هذا العدد الكبير من الدول ذات السياسات والأوضاع الاقتصادية المختلفة». وقال وفقا لوكالة «إي إف اي» الإخبارية «في النهاية يجب أن يلتقي الزعماء في أوروبا ويتخذوا قرارا بشأن كيفية تنسيق الوحدة النقدية مع سياسة مالية منسقة وأكثر فاعلية». وفي نطاق احتمالية إنقاذ الصين لمنطقة اليورو، ذكرت وسائل إعلام إيطالية أمس الثلاثاء أن وزير الاقتصاد الإيطالي جوليو تريمونتي أجرى مباحثات مع وفد من المستثمرين الصينيين وسط تقارير بأن الجانبين بحثا شراء بكين سندات حكومية إيطالية. ونقلت وكالة الأنباء الإيطالية «أنسا» عن «مصادر» بالوزارة في روما قولها إن الاجتماع جرى في السادس من سبتمبر الجاري. لكن أنسا ذكرت أن المصادر لم تشر إلى الموضوع الذي تمت مناقشته. وكانت صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية أشارت يوم الاثنين إلى أن حكومة رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلسكوني ومؤسسة الاستثمار الصينية بحثا الاستثمار في السندات الحكومية الإيطالية وشراء حصص أسهم في شركات مهمة في إيطاليا.