محركات «رولز رويس» تستحوذ على حصة الأسد في قطاع الطيران

الشرق الأوسط وآسيا يسجلان 50% من إجمالي سجل الطلبيات

TT

في شمال غربي إنجلترا في مدينة داربي، بدأت الحركة المرورية في شوارع المدينة تزداد في الثامنة صباحا، بينما كان الكثير من موظفي «رولز رويس» يتجهون لتحريك عجلة الإنتاج لمؤسسة تحرك أكثر من نصف قطاع الطيران الذي نشهده اليوم، من بقعة يزيد حجمها عن 400 ألف متر مربع، وهي مجمع مصانع «رولز رويس» لمحركات الطائرات، بنسبة توظيف مباشر في المدينة تصل إلى 1 من كل 11 شخصا. وأشار إريك شالز، الرئيس التنفيذي لعمليات القطاع المدني، إلى أن سجل الطلبيات على محركات الطائرات المدنية، في الوقت الحالي، يشهد حالة نشاط غير مسبوقة، إذ حجم الطلبيات تضاعف في الفترة ما بين عام 2006 و2010، مدعوما بطلبيات الشرق الأوسط وآسيا، التي مثلت نحو 50 في المائة من الإجمالي.

وربحت عائلة محركات «ترنت»، التي تنتجها «رولز رويس»، حصة أغلبية في طائرات الجسم العريض عالميا، تضمنت نسبة 42 في المائة من حصة السوق في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، يعمل من خلال الخطوط القطرية والسعودية و«طيران الخليج» و«مصر للطيران» و«ميدل إيست» اللبنانية والإمارات والاتحاد.

وحظي محرك «ترنت 700» الذي يعمل على طائرة «آيرباص إيه 330»، التي تشهد إقبالا كبيرا لمستخدميها في الشرق الأوسط، بحصة أغلبية قيمتها 80 في المائة، ليشغل 8 خطوط طيران من إجمالي 9 يعملون بالطائرة في أسطولهم بالمنطقة.

وأشار شالز لـ«الشرق الأوسط»: «إن منطقة الشرق الأوسط تواصل النمو بخطى منتظمة، وأهميتها تزداد بالنسبة للشركة، بينما تعد السوق أهم الأسواق بالنسبة لنا».

وأضاف: «نمت السوق بنسبة 63 في المائة من حيث عدد الطائرات التي تعمل بمحركات (رولز رويس) من عام 2000 إلى عام 2011، وبحلول 2016 ستحرك الشركة 623 طائرة في الشرق الأوسط، لتشكل ثلث إنتاجيتنا من إجمالي المحركات للطائرة (آيرباص إيه 350) في منطقة الشرق الأوسط».

وأضاف أن محفظة الأعمال التي تعمل بها الشركة في الوقت الحالي، ركزت بشكل كبير على خدمات ما بعد البيع التي تمثل 51 في المائة من إجمالي المحفظة، بقيمة 5.54 مليار جنيه إسترليني، بينما مثلت المبيعات المدنية 18 في المائة.

ودعم الشرق الأوسط مبيعات الشركة أيضا من خلال طلبيات لطائرة «آيرباص إيه 350» الجديدة، بينما محرك «رولز رويس» المحرك الوحيد للطائرة في الوقت الحالي.

وعملت «رولز رويس» بشكل وثيق مع جميع مصنعي هياكل الطائرات، إذ حظيت بانفرادات متعددة للقيام بإنتاج محركات لطائرات جديدة، وكان الالتزام بمواعيد التسليم، بالإضافة إلى جودة المنتج الذي تميز به العملاق البريطاني على مدار أكثر من 100 عام، هو المحرك الأساسي لذلك التميز.

وكان آخر هذه الإنجازات متمثلا بشكل كبير في محرك «ترنت إكس دبليو بي» الجديد، الذي يحرك طائرة العصر «دريملاينر» التي ستدخل الخدمة، نهاية الشهر الحالي، لأول مرة للخطوط اليابانية «أول نيبون أيروايز»، متأخرة عن برنامج التسليم نحو عامين.

ولكن اختيار «رولز رويس» لإنتاج المحرك لتلك الطائرة جاء متماشيا بشكل كبير مع متطلبات شركة «بوينغ» المنتجة للطائرة، وهي إنتاج محرك يمكنه خفض استهلاك الوقود بنسبة 20 في المائة، مما سيقلل نسبة الانبعاثات الكربونية، بالإضافة إلى الهدوء أثناء التشغيل ليصبح محرك «رولز رويس» الأول الذي تعمل به الطائرة، إضافة إلى حصة سوقية نسبتها 40 في المائة للطائرة، 46 في المائة حصتها السوقية لشركات الطيران.

وجاء هذا الانفراد متماشيا مرة أخرى مع المحرك «ترنت إكس دبليو بي»، ولكن لطائرة «آيرباص إيه 350 إكس دبليو بي»، التي تنافس بها «آيرباص» لـ«بوينغ» التي صممتها لتحتوي على 50 في المائة من مكوناتها على مادة الألياف الكربونية الخفيفة، والتي ستقلل من استهلاكها للوقود بشكل كبير.

ولكن هذه المرة خصت «آيرباص» شركة «رولز رويس» لإنتاج المحركات لطائراتها الجديدة بشكل خاص، مما فعلت مع طائرة «آيرباص إيه 340» وأنتجت «رولز رويس» محركاتها «ترنت 500» فقط لهذه الطائرة.

واتخذت «رولز رويس» منحى جديدا للعمل على الحد من الاضطرابات التي تصيب خطوط الطيران من وقت لآخر، وتكلف الشركات ملايين الدولارات، والركاب وقتا ثمينا، بتقديم خدمات متميزة في صيانة محركاتها لتفادي حدوث أعطال من خلال برنامج الرعاية الكاملة الذي تعمل به الكثير من شركات الطيران حول العالم.

ويعمل برنامج الرعاية الكاملة بأكثر التكنولوجيا حداثة في العالم الآن، بحفظ معلومات عن حالة المحركات أثناء الرحلة من خلال الأقمار الصناعية، لإخطار شركة الطيران في حالة رؤية أي حاجة لصيانة عاجلة، أو على مدى قريب أو بعيد.

ويهدف البرنامج الذي يعمل ضمن عدد من خدمات الصيانة المختلفة، الذي تقوده «رولز رويس»، إلى الحد من التكلفة على المشغل، فلا تتم تكلفة شركة الطيران إلا في ساعات الطيران فقط.

وقال توم بالمر، مدير قطاع الخدمات المدني في «رولز رويس»: «أخذنا اتجاها مختلفا من خلال هذا البرنامج، فلا ننتظر حتى يتوقف محرك عن العمل حتى نبدأ في إصلاحه ونحقق أرباحا من بيع القطع أو الصيانة، مما يعود على مشغل المحرك بتوقف الطائرة عن العمل حتى إصلاحها، ثم بإضاعة وقت الراكب أيضا». ومن جانب التسلح لم تغفل «رولز رويس» الوجود في ذلك القطاع في منطقة الشرق الأوسط، بأكثر من 1000 محرك لطائرات حربية في القطاع. وتستخدم السعودية محركات «رولز رويس» في طائرات مقاتلة مثل «تورنادو» و«هوك» و«سي 130» و«تايفون».