دخلت السعودية أمس قائمة الدول التي توفر تقنيات الجيل الرابع في قطاع الاتصالات، وذلك بعد إعلان شركات الاتصالات السعودية الثلاث الموفرة لخدمات الهاتف المحمول طرح الخدمة تجاريا، لتكون بذلك ضمن 16 دولة عالمية تتمركز في غرب أوروبا وأميركا الشمالية وآسيا، تستخدم فيها تقيات الجيل الرابع عالي التقنية والذي يتميز بالسرعة بخمسة أضعاف سرعة الجيل الثالث.
وجاء دخول السعودية بعد تسابق شركات الهاتف المحمول على بدء الخدمة تجاريا، حيث أعلنت كل من شركة «الاتصالات» السعودية (إس تي سي)، وشركة «اتحاد الاتصالات» (موبايلي)، وشركة «الاتصالات المتنقلة» السعودية (زين)، بدء تقديم الخدمة للأفراد وقطاع الأعمال، في حين تعتبر هذه الخطوة نقلة نوعية في قطاع الاتصالات الذي سيوفر سرعات عالية تتجاوز ما هو متوافر حاليا بشكل كبير، حيث سيوفر ثلاثة أضعاف الجيل السابق، ويرتفع خلال العام المقبل إلى خمسة أضعاف.
وقال المهندس أحمد الفيفي، الرئيس التنفيذي للعمليات في «زين» السعودية لـ«الشرق الأوسط» أن شركته عملت على توفير خدمات الجيل الرابع في المناطق الرئيسية، والتي تمثل نحو 40 في المائة من حجم الشبكة، في الوقت الذي يتوافر فيه أكثر من 60 في المائة من المستخدمين للهواتف المحمولة في هذه المناطق. وأضاف أن «زين» بدأت في تطوير خدمات الجيل الرابع منذ نحو سنة ونصف السنة تقريبا، وأن عملية التطوير التي أعلن عنها في وسائل الإعلام السعودية، والتي تتطلب عملا مطولا باستثمارات مالية وفق هيكل مالي ذكي يراعي عنصري المصاريف والإيرادات على المدى القريب، وتعزيز قدرات الشركة التسويقية على المدى البعيد، مرت بمراحل متعددة شملت التجربة في ثلاث مدن رئيسية بنحو 300 موقع ولأكثر من 12 شهرا للتأكد من نجاح التغطية المراد تحقيقها وفقا لحاجة المناطق لخدمات الجيل الرابع، وفحص قدرات هذه التقنية لتحقيق السرعات المستهدفة مبدئيا وهي 150 ميغابت في الثانية.
وزاد «التجارب أثبتت القدرة على تحقيق سرعة تصل إلى 145 ميغابت في الثانية، بفترة تراخ 16 ميلي ثانية، وهي أفضل من المعيارية المحددة بـ20 ملي ثانية، الأمر الذي سيمكن العملاء من استخدام كل التطبيقات على الهواتف المتنقلة الذكية، كما أوضحت أن مستوى التفاعل من قبل المستخدم المستهدف عال، وأن السوق التي يشكل الشباب النسبة الأعلى فيها مبشرة وواعدة لهذا النوع من الخدمة المتميزة بأفضل أداء ممكن وأقل كلفة لكل بت من أي تقنية جوالة».
وكانت شركة «زين» قد عقدت مؤتمرا صحافيا للإعلان عن انطلاقة الجيل الرابع تجاريا في السعودية، في الوقت الذي أعلنت فيه شركة الاتصالات السعودية عن إطلاق شبكة لخدمات الجيل الرابع، حيث أشارت إلى أنها تبنت هذه التقنية في بداية عام 2010، وأعلنت عن نجاح التجارب الخاصة بها.
وقال جميل الملحم، رئيس شركة الاتصالات السعودية، إن الشركة تقدم اليوم أحدث ما توصلت إليه شبكات الاتصال المتنقل «شبكة الجيل الرابع»، وهي الثورة المعلوماتية القادمة، ولتقدم نقلة نوعية في سرعة نقل البيانات أينما كان العميل لتصل سرعتها إلى أعلى من 100 ميغابت في الثانية. وأضاف الملحم أن «الاتصالات» السعودية لها الأسبقية في إطلاق شبكة الجيل الثالث عالي السرعة لأول مرة في المنطقة عام 2006، كذلك كانت للشركة الأولوية والسبق في ترقية أجزاء من شبكتها إلى تقنية «بلس إتش إس بي إيه» لتكون أول مشغل في المنطقة يقدم هذه التقنية وبسرعة غير مسبوقة، وذلك لتلبية الطلب المتزايد على خدمات «كويك نت».
وذكرت «الاتصالات» السعودية أنها صممت شبكتها لتكون متوافقة مع النمو الذي تحققه السوق، آخذة بعين الاعتبار الطلب المتزايد على خدمات الإنترنت للنطاق العريض من خلال تغطية جميع المدن والمناطق المهمة بشبكة الجيل الثالث، لتخدم أكثر من 24 مليون عميل في مختلف مناطق المملكة. من جهتها، أعلنت شركة اتحاد اتصالات «موبايلي» عن تدشين خدمات الجيل الرابع «إل تي آي» من خلال إطلاقها لخدمات الجيل الرابع عن طريقة شركة بيانات الأولى، التابعة لها، مشيرة إلى أن المرحلة الأولى من التغطية شملت مدنا ومحافظات عدة وتستمر لتنتهي بتغطية أغلب الأجزاء في منتصف الشهر المقبل حسب ما هو مخطط له.
وبينت أن عدد المناطق المستهدفة في تغطية الجيل الرابع يتجاوز 32 مدينة ومحافظة تمثل 85 في المائة من المناطق المأهولة بالسكان، وقال المهندس خالد الكاف العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لشركة «موبايلي»، إن إطلاق خدمات الجيل الرابع في المملكة يعد لحظة تاريخية في عالم تقنية الاتصالات، وإضافة مهمة لمستخدمي خدمات البيانات بتوفيرها سرعات عالية غير مسبوقة دون الحاجة إلى انتظار أي إعدادات أو تركيبات فنية. وأكد في الوقت ذاته أن «موبايلي» قد وقعت عقودا بمئات الملايين مطلع هذا العام مع شركات عالمية متخصصة لتغطية جميع المدن والمحافظات الرئيسية في المملكة من خلال جدول زمني مدروس يراعي أولويات الاحتياجات لسكان المملكة.