شرطة لندن توجه اتهاما للمتعامل الذي تسبب في خسارة «يو بي إس»

خسارة البنك السويسري لملياري دولار ستدفعه إلى تقليص الأنشطة المصرفية الاستثمارية

TT

وجهت شرطة لندن التي تحقق في خسارة بنك «يو بي إس» ملياري دولار في التعاملات، الاتهام للمتعامل كويكو ادوبيلي بالاحتيال أمس (الجمعة).

ويعمل ادوبيلي (31 عاما) مدير صناديق التداول في «يو بي إس» وسيمثل أمام المحكمة في وقت لاحق.

ويواجه بنك «يو بي إس» السويسري ضغوطا متزايدة لتقليص أو عزل وحدة الأنشطة المصرفية الاستثمارية التي كبدته خسارة قدرها مليارا دولار بسبب تعاملات غير مصرح بها، إذ حذرت مؤسسات التصنيف الائتماني من أن التراخي في إدارة المخاطر قد يدفعها إلى خفض تصنيف البنك.

وذكرت صحيفة «تاجس انتسايجر» أمس أنه من المتوقع أن يعلن البنك خطة ضخمة لإعادة الهيكلة تتضمن إلغاء آلاف الوظائف في اجتماع مقرر بنيويورك في 17 نوفمبر (تشرين الثاني) في إطار سعيه لطمأنة عملاء الخدمات المصرفية الخاصة.

وقال محللون إن الخسارة الضخمة التي تم الإعلان عنها أول من أمس (الخميس) هي المسمار الأخير في نعش بنك الاستثمار التابع لـ«يو بي إس» الذي واجه صعوبات كغيره من البنوك العاملة في هذا المجال بسبب هبوط الأسواق وفرض لوائح مشددة جديدة بالإضافة إلى ارتفاع سعر الفرنك السويسري.

وبحسب «رويترز»، يطالب حزب الشعب السويسري، أكبر حزب في البلاد وعضو الائتلاف الحاكم، بأن يفصل «يو بي إس» وحدة الأنشطة المصرفية الخاصة عن ذراع إدارة الثروات، ومن المتوقع أن تتزايد عليه الضغوط لاتخاذ إجراء حاسم بعد الفضيحة.

ورفض متحدث باسم «يو بي إس» التعقيب.

وقال محللون من «جيه بي مورجان» في مذكرة «نتوقع تعرض (يو بي إس) لضغط كبير من المساهمين ومن هيئة رقابة السوق المالية السويسرية لمراجعة أنشطته المصرفية الاستثمارية.. ولأن هذه الخسارة في التعاملات هي القشة الأخيرة فإنها ستقود إلى إعادة هيكلة ضخمة».

ووضعت مؤسسات التصنيف الائتماني «ستاندرد آند بورز» و«فيتش» و«موديز» التصنيف الائتماني لـ«يو بي إس» قيد المراقبة السلبية.

وقالت «فيتش» إن الواقعة «تعزز الحجج لتقليص وحدة الأنشطة المصرفية الاستثمارية في (يو بي إس)».

وقالت «ستاندرد آند بورز»: «الخسارة انتكاسة لجهود (يو بي إس) لاستعادة سمعته وإظهار تحسن في إدارة المخاطر بعد أدائه الضعيف في 2007-2009».

وأضافت «(يو بي إس) يجري حاليا مراجعة استراتيجية لحجم وشكل قسم بنك الاستثمار، ونرى أن الخسارة في التعاملات قد تؤثر على نتيجة هذه العملية».

وبددت هذه الخسارة التي تبلغ ملياري دولار - والتي أعلن البنك أن متعاملا في لندن خسرها في تعاملات غير مصرح بها - فعليا وفورات العام الأول في خطة لخفض التكاليف تم الإعلان عنها في الآونة الأخيرة وتتضمن إلغاء 3500 وظيفة.

وما زالت شرطة لندن تحتجز المشتبه به الذي اعتقلته في الساعات الأولى من أول من أمس للاشتباه بتورطه في عملية احتيال. وقالت مصادر قريبة من الموقف إن المشتبه به هو كويكو ادوبيلي، وهو مدير لقسم صناديق المؤشرات في «يو بي إس».

ورفض «يو بي إس» الإدلاء بأي معلومات جديدة في القضية صباح أمس (الجمعة). ورفضت شرطة لندن التعقيب أيضا لكن يتعين عليها البت في توجيه اتهام إلى المشتبه به أو الإفراج عنه بكفالة أو إخلاء سبيله أو تمديد احتجازه رسميا في وقت لاحق أمس.

وتمحورت معظم تكهنات السوق حول إمكانية أن يكون ادوبيلي قد أصيب بصدمة بسبب قرار البنك المركزي السويسري المفاجئ في الأسبوع الماضي بتحديد سقف لصعود الفرنك السويسري، وهو ما جعل العملة تهوي نحو 9 في المائة.

وذكرت تقارير إعلامية أن ادوبيلي كتب في صفحته على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» في ذلك اليوم «أحتاج إلى معجزة».

واكتفت متحدثة باسم «يو بي إس» بالقول إن الخسائر حدثت في الأسهم، دون الخوض في تفاصيل.

وكان «يو بي إس» قد بدأ يستعيد ثقة العملاء هذا العام بعدما أنقذته الدولة في 2008 بعد خسائر ضخمة في أصول عالية المخاطر كانت في حوزة وحدة بنك الاستثمار.

وقال أوسفالد جروبل الرئيس التنفيذي للبنك إنه يراجع حجم وهيكل الوحدة الاستثمارية، خاصة ما يتعلق باستثمارات الدخل الثابت بعد أن اضطر إلى التراجع عن المستويات المستهدفة للأرباح في الأجل المتوسط.

وارتفع سهم «يو بي إس» 3.6 في المائة إلى 10 فرنكات بحلول الساعة 10:31 بتوقيت غرينتش بعدما هبط 10.8 في المائة أول من أمس ليغلق على أدنى مستوياته منذ مارس (آذار) 2009 (الدولار يساوي 0.870 فرنك سويسري).