«إيرباص»: العالم سيحتاج إلى طائرات تجارية بقيمة 3.5 مليار دولار خلال الـ20 عاما المقبلة

اتحاد «إياتا» يتوقع أن يواجه قطاع الطيران العالمي «عاما صعبا» في 2012

TT

توقع عملاق صناعة الطائرات «إيرباص» أن تبلغ القيمة الإجمالية للطائرات التجارية التي سيحتاجها العالم خلال الـ20 عاما المقبلة ما قيمته 3.5 مليار دولار، وأن الصناعة ستحتاج إلى نحو 27 ألف طائرة جديدة بحلول عام 2030، وذلك تلبية للطلب الكبير المتوقَّع من الأسواق العالمية على الرغم من الأسواق المالية المضطربة حاليا.

ووفقا لأحدث دراسة أجرتها «إيرباص» للتكهن بالأسواق العالمية Global Market Forecast (GMF، فإن الطائرات التي يحتاجها قطاع الطيران، وذلك تلبية للطلب الكبير المتوقع من الأسواق العالمية؛ ستبلغ القيمة الإجمالية لها، والتي تشمل ما يزيد على 26.900 طائرة ركاب (أكثر من 100 مقعد) وأكثر من 900 طائرة شحن جديدة، 3.5 مليار دولار.

قطاع النقل الجوى العالمي يرفع توقعاته بالنسبة للأرباح في ضوء تزايد أعداد المسافرين، بينما رفع قطاع النقل الجوى العالمي، أمس، من توقعاته بالنسبة للأرباح لتصل إلى 6.9 مليار دولار؛ حيث إن الطلب القوي على السفر عمل على إعادة التوازن للقطاع في ضوء تداعيات الاقتصادات المتعثرة.

وقد ارتفعت التوقعات بنسبة 73% مقارنة بشهر يونيو (حزيران) الماضي عندما خفض اتحاد النقل الجوي الدولي (إياتا) من توقعاته للأرباح لتصل إلى 4 مليارات دولار.

وقال المدير العام للاتحاد توني تايلور في سنغافورة: «على الرغم من الصعوبات الاقتصادية لم يتوقف الناس عن السفر». وأضاف أنه بالنسبة لعام 2012، من المتوقع أن يواجه قطاع الطيران العالمي «عاما صعبا»؛ حيث من المحتمل أن تتراجع الأرباح إلى 4.9 مليار دولار في ضوء توقع أن تؤثر أزمة الديون الأوروبية على الطلب على السفر في المنطقة، كما أنه من المتوقع أن تستمر تكاليف الوقود في الارتفاع.

وأشار تايلور إلى أن «(إياتا) قد تسجل وصول القطاع لأدنى مستوياته في نهاية هذا العام وانتعاشه مطلع العام المقبل». وأضاف: «القطاع ضعيف بكل تأكيد لكنه ما زال مربحا».

وقال: «لكن الهوامش ضئيلة للغاية وهي 1.2% هذا العام وستتراجع إلى 0.8% العام المقبل». وأضاف أن قطاع الطيران سوف يخسر أموالا عندما تتراجع نسبة النمو الاقتصادي لأقل من 2%، مشيرا إلى «أننا فوق هذه النسبة بالكاد».

ومن المتوقع أن تصل العائدات إلى 632 مليار دولار العام المقبل بارتفاع عن النسبة المتوقعة لهذا العام، وهي 594 مليار دولار.

ووفقا لـ«إياتا» فإن الطلب على السفر ارتفع خلال الـ7 أشهر الأولى من العام بنسبة 6.4% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي بفضل انتعاش العمل وثقة المستهلكين في بداية هذا العام.

ومن العوامل التي ستدفع نحو زيادة الطلب على الطائرات الجديدة: ارتفاع عدد السكان وتحسن الأوضاع المادية، بالإضافة إلى نمو ديناميكي في القطاعات الاقتصادية الناشئة، مع نمو قوي ومستمر في أسواق أميركا الشمالية وأوروبا، بالإضافة إلى تمدن أكبر وارتفاع بعدد المدن العملاقة بأكثر من الضعف بحلول عام 2030، كما يرى التقرير أن هذه العوامل ستمتد لتشمل التوسع المطرد للخطوط الجوية الاقتصادية، والحاجة إلى الاستبدال بالطائرات الأقل فعالية أخرى جديدة أكثر فعالية من الناحية البيئية في الأسواق الرئيسية.

ويشير التقرير إلى أن منطقة آسيا والمحيط الهادي ستستحوذ على نحو 34% من الطلب على الطائرات الجديدة في الأعوام الـ20 المقبلة، تليها أوروبا وأميركا الشمالية بنسبة 22% لكل منهما. أما بالنسبة إلى حصة المناطق الجغرافية من حركة المسافرين، فستستأثر منطقة آسيا والمحيط الهادي بحصة الأسد مع نسبة 33%، تليها أوروبا بنسبة 23% وأميركا الشمالية بنسبة 20%.

وتتوقع «إيرباص» أن ينمو أسطول طائرات الركاب العالمي من 15.000 طائرة اليوم إلى 31.500 طائرة بحلول عام 2030، مسجلا بذلك ارتفاعا بأكثر من الضعف. وسيتطلب هذا النمو تسليم نحو 27.800 طائرة جديدة، ستخصص 10.500 منها لاستبدال طائرات قديمة أقل فعالية في استهلاك الوقود. كما سيستمر الإقبال على طائرات أكبر حجما، كي يلبي قطاع الطيران الارتفاع المستقبلي للطلب، كما تتوقع أن يحافظ قطاع الطيران على مناعته في وجه الظروف الاقتصادية الدورية خلال الأعوام الـ20 المقبلة.

أما على صعيد حركة المسافرين في الأسواق المحلية، فستسجل الهند (9.8%) والصين (7.2%) أسرع نسب نمو في الأعوام الـ20 المقبلة. وفيما يتعلق بأسواق الطيران الرئيسية، فستتابع النمو بنسبة 11.1% لسوق الولايات المتحدة الأميركية و7.5% لأوروبا الغربية. وستستحوذ سوق الولايات المتحدة على الحصة الأكبر وسوق أوروبا الغربية على ثالث أكبر حصة من حركة المسافرين في عام 2030.

وقال جون ليهي، رئيس عمليات قسم شؤون العملاء لدى «إيرباص»: «تحرص (إيرباص) على تقديم أحدث الابتكارات والطائرات الفعالة بيئيا إلى الأسواق لتلبية احتياجات الخطوط الجوية وتوقعات المسافرين الحالية والمستقبلية».

على صعيد آخر، تخطى الطلب على «الطائرات الكبيرة جدا» Very Large Aircraft VLA التي تتسع إلى أكثر من 400 راكب، مثل A380، توقعات عام 2010 (1.738 طائرة) ليبلغ 1.781 طائرة تبلغ قيمتها 600 مليار دولار. ويمثل هذا الرقم 17% من قيمة الطائرات (6% من عدد الطائرات) التي سيتم تسليمها في الأعوام الـ20 المقبلة. ويتضمن هذا العدد نحو 1.330 طائرة ركاب لتلبية حركة المسافرين الكبيرة بين مدن العالم العملاقة. وسيتم تسليم نحو 45% من «الطائرات الكبيرة جدا» إلى آسيا و19% إلى أوروبا و23% إلى الشرق الأوسط.

بالنسبة للعام بأكمله تتوقع «إياتا» انتعاش حجم السفر بنسبة 5.9% ليصل إلى 2.83 مليار راكب. يُشار إلى أن المنظمة تضم نحو 230 شركة طيران تمثل 93% من حركة الطيران العالمي.