لم تفلح البورصة المصرية في تجاوز عثرتها خلال الأسبوع الماضي، مع تزايد الغموض حول المستقبل السياسي للبلاد، وخسرت البورصة المصرية نحو 5 مليارات جنيه (838 مليون دولار) من رأسمالها السوقي خلال تعاملات أمس، على الرغم من استقبالها لرئيسها الجديد اليوم الدكتور محمد عمران خلفا لمحمد عبد السلام الذي تولى رئاسة البورصة المصرية طوال الستة أشهر الماضية.
وخسرت البورصة المصرية نحو 5 مليارات جنيه (838 مليون دولار) من رأسمالها السوقي خلال تعاملات أمس، وهبط المؤشر الرئيسي EGX 30 بنسبة 2.21 في المائة، ليغلق عند 4335 نقطة بعد التداول على 78 ألف ورقة مالية بقيمة إجمالية بلغت 306 ملايين جنيه (51 مليون دولار).
ويرى مصطفى بدرة، المحلل المالي، أن تغيير رئيس البورصة لا يعتبر آلية ترفع وتخفض من أداء سوق المال، ويقول بدرة لـ«الشرق الأوسط» إن «ما أشيع حول قيام شركة (أوراسكوم تيليكوم) بتقييم وحدة (جازي) بالجزائر بـ7 مليارات دولار ونفي الحكومة الجزائرية حصولها على تقييم للوحدة التابعة لـ(أوراسكوم تيليكوم) أثرا بشكل كبير على أداء السوق».
وأوضح بدرة أن العوامل الداخلية ليست وحدها المؤثرة على أداء البورصة، لافتا إلى أن الساحة الخارجية تلقي بظلالها على أداء البورصة المصرية أيضا، قائلا: «أسواق المال في الخارج تتراجع نظرا لديون بعض الدول الأوروبية والتي تؤثر بشكل كبير على اقتصاديات دول الاتحاد الأوروبي».
وتسلم أمس الدكتور محمد عمران أمس مهام منصبه كرئيس جديد للبورصة المصرية، في وقت يأمل فيه المستثمرون أن ينجح عمران في وقف نزيف الخسائر.
وعمل عمران أستاذ التمويل بالأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا، نائبا لرئيس مجلس إدارة الشركة القابضة للتأمين، وشغل منصب نائب رئيس البورصة المصرية منذ عام 2006 وحتى عام 2010.
وحصل عمران على درجة الماجستير من جامعة القاهرة، ثم حصل على الدكتوراه في فلسفة التمويل من جامعة بليموث بالمملكة المتحدة، وعمل عمران كأستاذ زائر بعدة جامعات ومراكز بحوث مثل جامعة أوكلاهوما بالولايات المتحدة الأميركية وجامعة لافال بكندا وجامعة فاسا بفنلندا.
وعمل عمران لعدة سنوات كخبير اقتصادي بصندوق النقد العربي بأبوظبي وصندوق النقد الدولي بواشنطن، ثم مستشارا لوزير الاستثمار المصري، وقائما بأعمال المدير التنفيذي لمركز المديرين المصري، وتم اختياره مؤخرا كعضو مجلس إدارة غير متفرغ بهيئة الخصخصة بجمهورية كوسوفو.
وحاصل على منحة الفولبرايت، وهو زميل باحث بمنتدى البحوث الاقتصادية، وقام بالتحكيم لعدد كبير من الدوريات الدولية المحكمة في الاقتصاد والتمويل.
وتخصص عمران في مجال الأسواق المالية وحوكمة الشركات وتمويل الشركات والخصخصة وكتب نحو 40 ورقة علمية، ونشرت أبحاثه في الكثير من الدوريات الدولية المحكمة مثل «Journal of financial research». ويحمل عمران مسؤولية طمأنة المستثمرين في البورصة المصري التي شهدت أمس استحوذ المستثمرين الأجانب على 37.89 في المائة من إجمالي تعاملات السوق وبلغ صافي مشترياتهم 9.77 مليون جنيه (1.6 مليون دولار).
واستحوذ المستثمرون العرب على 7.28 في المائة من إجمالي تعاملات السوق ووصل صافي مبيعاتهم إلى 21 مليون جنيه (3.61 مليون دولار)، بينما استحوذ المستثمرون المصريون على 54.83 من تعاملات السوق وبلغ صافي شراء 11.9 مليون جنيه (مليونا جنيه).