ميغ وايتمان تتولى منصب الرئيس التنفيذي لشركة «هيوليت باكارد»

فاجأ تعيينها كبار المديرين في الشركة وكانت ترأس «إي باي»

ميغ وايتمان خلفت ليو أبوثكر على رأس «هيوليت باكارد» (رويترز)
TT

استغنت شركة «هيوليت باكارد» يوم الخميس عن رئيسها التنفيذي، وعينت بدلا منه الرئيسة التنفيذية السابقة لشركة «إي باي»، ميغ وايتمان، مشيرة إلى أن استراتيجية الشركة من أجل إدخال تغييرات في إطار عملها صائبة، لكنها تحتاج لقيادة جديدة من أجل النهوض بمهمة تنفيذ الخطة. ويأتي التغيير في شركة «إتش بي» عقب عدة أسابيع تزايدت فيها المخاوف بين أعضاء مجلس الإدارة وكبار المسؤولين التنفيذيين والمستثمرين بشأن الصورة التي أدار من خلالها رئيسها التنفيذي السابق، ليو أبوثكر، تحولا استراتيجيا رئيسيا في الشركة أعلن عنه الشهر الماضي، بحسب مقابلات مع عدة أفراد مطلعين على تفاصيل مناقشات مجلس الإدارة.

وبينما لا يزال مجلس إدارة الشركة يتبنى فكرة تغيير استراتيجية العمل، التي تشمل احتمالية تخصيص شركة مستقلة لإنتاج أجهزة الكومبيوتر الشخصية ووقف خط لإنتاج الأجهزة الجوالة والاستحواذ على شركة البرمجيات «أوتونومي»، شعر أعضاء مجلس الإدارة بأن أبوثكر لم يتمكن من نقل خططه للموظفين بقسم الموارد البشرية والأطراف الخارجية بشكل جيد. وقال أحد المطلعين على مناقشات مجلس الإدارة، والذي لم يكن مصرحا له بالحديث «الأمر لا يتعلق بالاستراتيجية بقدر ما يتعلق بالشخص نفسه».

وفي مقابلة معها، قالت وايتمان، التي انضمت لعضوية مجلس إدارة الشركة هذا العام، إن العملية التي قد أسفرت عن استبعاد أبوثكر من منصبه بدأت منذ ما يزيد على ثلاثة أشهر، وبلغت ذروتها في شهر أغسطس (آب) الماضي. وقالت إنها بمجرد علمها بأنها ستكون مرشحة لخلافته في هذا المنصب، نأت بنفسها عن المشاركة في عملية الاختيار. وفي إطار حديثها عن سبب اختيارها وقبول هذا الدور، قالت «هذه فرصة للمساعدة في تغيير أيقونة أميركية للأفضل»، وأضافت «لقد بتنا في حالة من الانشغال الشديد».

وفي مكالمة جماعية سابقة مع محللين من «وول ستريت»، سئل راي لين، رئيس مجلس الإدارة التنفيذي للشركة، عما إذا كان تعيين وايتمان قرارا «متسرعا وغير مدروس». وجاء رده بأن مجلس الإدارة قد أعاد دراسة نتائج البحث الذي تم إجراؤه قبل تعيين أبوثكر، لكنه أراد شخصا يكون بوسعه الاطلاع على بواطن أمور شركة «إتش بي». وقال إنه على الرغم من أنها لم يتم تعيينها ضمن عضوية مجلس إدارة الشركة سوى منذ فترة قصيرة، فإنها تعتبر واحدة من المطلعين على بواطن أمور الشركة. وفي خطوة تدخل في إطار تغيير خطط أبوثكر، أخبرت وايتمان المستثمرين من خلال المكالمة الجماعية بأن شركة «إتش بي» ستصل لقرار بشأن مصير تجارة أجهزة الكومبيوتر الشخصية بنهاية هذا العام، وليس العام المقبل.

وقالت في المقابلة إن «إتش بي» ستظل ملتزمة ببيع مكونات أجهزة الكومبيوتر، عاقدة مقارنة بينها وبين أبوثكر. وقالت «كان مسؤولا في مجال البرمجة ظن أن الشركة تدير أعمالا سريعة النمو وتدر أرباحا ضخمة في مجال البرمجة»، لكن «ذلك لن يحدث تحولا في استراتيجية الشركة».

ولم تكشف «إتش بي» عن أي تفاصيل تتعلق بإجراءات تنحية أبوثكر من منصبه، مع أنه من المتوقع أن يتم البدء في الإجراءات خلال الأيام المقبلة. وبعد تحليل عقد أبوثكر مع الشركة، قدرت شركة «جيمس إف ريدا آند أسوشيتس»، شركة استشارات التعويضات، أنه ربما يحصل على تعويض شامل قيمته 38 مليون دولار، شاملا مكافأة نهاية الخدمة والراتب وبنودا أخرى، نظير عمله لمدة 11 شهرا لدى شركة «إتش بي».

وظهرت على السطح مشكلة بالنسبة لأبوثكر قبل أسبوعين، حينما أخطرت دومينيك سينكوييه، المديرة بقسم الموارد البشرية والرئيس التنفيذي بشركة أسهم خاصة، الشركة بأنها تعتزم الانسحاب من عضوية مجلس الإدارة أوائل العام المقبل، وهي حقيقة تم الكشف عنها في شركة تعج بمراقبي الأوراق المالية. وكان القرار الذي اتخذته سينكوييه، التي عرفت بأنها مقربة من أبوثكر، مدفوعا بمخاوف بشأن مصير أبوثكر في الشركة، بحسب المصدر المطلع على مناقشات مجلس الإدارة. وكانت حالة الاستياء قد بدأت تزداد منذ أن تولى أبوثكر منصب الرئيس التنفيذي للشركة منذ أقل من عام، لكن المخاوف وصلت إلى درجة غير مسبوقة بدءا من 18 أغسطس، على حد قول لين. حدث ذلك حينما أعلنت شركة «إتش بي» في عجالة أنها تفكر في فصل مجموعة الأجهزة الشخصية الخاصة بالشركة في شركة مستقلة بذاتها، بعد أن كان قد تم الإعلان عن جزء من الأخبار في وقت مبكر من هذا اليوم، والأرباح ربع السنوية المخيبة للآمال. وقد فاجأت التغييرات العديد من المسؤولين في «إتش بي» على حين غرة؛ على سبيل المثال، تلقى تود برادلي، المسؤول عن قطاع أجهزة الكومبيوتر الشخصية، إخطارا قبل أقل من 24 ساعة، بحسب شخص مقرب منه.

وقد ولدت حالة الشك في مستقبل تجارة أجهزة الكومبيوتر الشخصية أيضا حالة من القلق بين عملاء الشركة من كبرى الشركات، مما أثار مخاوف بين مجلس إدارة «إتش بي» من احتمال أن يؤدي ذلك إلى انخفاض مبيعات أجهزة الكومبيوتر الشخصية. كما كان المسؤولون في «إتش بي» منزعجين أيضا من الطريقة التي أعلن من خلالها أبوثكر عن خططه لوقف أعمال الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية التي تستخدم نظام التشغيل «ويب أوس»، والذي حصلت عليه الشركة العام المنصرم بشرائها شركة «بالم إنك» مقابل 1.2 مليار دولار.

وقالت «إتش بي» إنها بدأت وقف هذه المنتجات بعد ثبوت فشلها في تحقيق مبيعات جيدة. لكن العديد من المسؤولين شعروا بأن تصريح «إتش بي» يجعل مستقل نظام «ويب أوس» مشوبا بالشكوك، وهو النظام الذي يرى كثير من مؤيديه داخل الشركة أنه قد حقق مكاسب ضخمة، على سبيل المثال، كبرنامج يمكن منح شركات أخرى متخصصة في تصنيع الأجهزة ترخيصا باستخدامه، على حد قول المصدر المطلع.

وقد أجبرت «إتش بي» لاحقا على توضيح أنها أرادت الاحتفاظ بالبرنامج من خلال الشراكة مع شركات كومبيوتر أخرى. «كان غير متقن على الإطلاق»، هكذا قال إيريك جونسون، أستاذ بكلية تاك لإدارة الأعمال بجامعة دارتموث، واصفا تصريح «إتش بي» الشهر الماضي حول تغيير استراتيجية عملها. وأضاف «أتى في صورة مجموعة تصريحات مثيرة للارتباك بدرجة هائلة».

بات الجو العام بين فئات المسؤولين التنفيذيين في «إتش بي» ممن يشغلون مناصب أدنى من أبوثكر أكثر توترا خلال الأسابيع الماضية.. «إنهم في حالة نفسية سيئة ومرتبكون»، قال موظف سابق بالشركة على اتصال بزملائه الذين ما زالوا يعملون بها. وأضاف «شعروا بأنه لا توجد عملية توافق أو رؤية مشتركة، ولا يوجد هيكل لتنفيذ الرؤية الموضوعة.

وزادت حالة الاضطراب بين مجلس إدارة «إتش بي» بسبب اتصالات أبوثكر مع المستثمرين، والتي شملت تصريحات متفائلة عن توقعات للشركة والتي اتضح مؤخرا عدم صحتها. وفي مؤتمر لمستثمرين عقد في الربيع بواسطة «ستانفورد برنشتاين»، وجه محلل الشركة الاستثمارية توني ساكوناغي سؤالا إلى أبوثكر حول درجة ثقته، وفقا لمقياس من 1 إلى 10، في أن «إتش بي» ستحقق ربحا قيمته 7 دولارات للسهم الواحد خلال العام المالي 2014. وحدد أبوثكر مستوى ثقته بدرجة 11، بحسب ساكوناغي.

لكن حينما أعلنت «إتش بي» عن التحول في استراتيجيتها في منتصف أغسطس، ذكرت أن الضعف في عملها سيجبرها على سحب توقعها للعام المالي 2014، من دون تقديم تقدير جديد لحجم الأرباح التي تتوقع تحقيقها هذا العام.

* أسهم في إعداد التقرير كوينتين هاردي وإيريك داش

* خدمة «نيويورك تايمز»