الدخل السياحي للأردن يرتفع إلى 1.8 مليار دولار.. والسياح الخليجيون يشكلون 26%

رئيس هيئة السياحة السعودية في مؤتمر العقبة الاقتصادي: افتتاح «مدائن صالح» في الربع الثاني من العام المقبل

جانب من مؤتمر العقبة الاقتصادي الذي عقد أمس في الأردن («الشرق الأوسط»)
TT

تحول مؤتمر اقتصادي موسع تناول موضوع الاستثمار السياحي العربي واحتضنته أمس مدينة العقبة الساحلية الأردنية التي اختيرت أخيرا عاصمة السياحة العربية لهذا العام، تحول إلى البحث عن آفاق جديدة وفاعلة حول السياحة البينية العربية وقدرتها على مجابهة التحديات في ظل الأحداث التي عصفت بالمنطقة.

وكشف المؤتمر الذي أطلق تحت رعاية الملك عبد الله الثاني وافتتحه رئيس الوزراء الأردني الدكتور معروف البخيت واستضافته غرفة تجارة العقبة في فندق «الإنتركونتيننتال»، عن استقطاب الأردن لأكثر من 3 ملايين سائح خلال الأشهر الثمانية الأولى من العام الحالي، كما بلغ الدخل السياحي نحو 1.3 مليار دينار (1.8 مليار دولار) مما يعزز من موقع هذا القطاع وأهمية دوره في دعم اقتصادات الدول.

كما كشف المؤتمر الذي سبق اجتماعا للمجلس الوزاري العربي للسياحة والمجلس التنفيذي للمجلس الذي تستضيفه العقبة اليوم (الجمعة) عن ارتفاع في حركة السياح من دول مجلس التعاون الخليجي تجاوزت 26 في المائة عن العام الماضي.

وأكد البخيت أن الأردن وعلى الرغم من الأحداث التي تعصف بالمنطقة، فإنه استطاع أن يجسد للعالم أجمع أنه واحة أمن واستقرار حيث تمكن من استقطاب أكثر من 3 ملايين سائح خلال الأشهر الثمانية الأولى من العام الحالي حسب البيانات الإحصائية التي صدرت أخيرا، كما بلغ الدخل السياحي نحو 1.3 مليار دينار (1.8 مليار دولار) مما يعزز من موقع هذا القطاع ضمن القطاعات الاقتصادية وأهمية دوره بدعم اقتصادات الدولة.

وشدد المشاركون في جلسات المؤتمر على أهمية الاستثمار التبادلي بين الدول العربية، وتوجيه هذه الصناعة للحد من الفقر والبطالة وتوجيهها لتنمية المجتمعات المحلية.

وأكد الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار السعودية، على أهمية توجيه صناعة السياحة في محاربة الفقر والبطالة وتنمية هذا القطاع وتوفير المعايير اللازمة لإدامة الاستثمار ودمج المجتمعات المحلية في العملية الاستثمارية مما يسهم في تنميتها، طارحا تجربة بلاده في تنمية القطاع السياحي من خلال منظومة من المشاريع أثمرت عن تسجيل «مدائن صالح» كموقع أثري عالمي وسيتم افتتاحه في الربع الأول من العام المقبل.

ولفت الأمير سلطان بن سلمان إلى أنه قاد توجها لتشجيع مواطني بلاده على السياحة الخارجية مما أكسبهم ثقافة سياحية انعكست إيجابا نحو الداخل بعد أن اكتملت البنية التحتية، كما شدد على أن الخصوصية لكل بلد لم تكن يوما من الأيام عائقا في وجه التنمية السياحية.

وطرح المؤتمر فرص الاستثمار السياحي في العقبة التي أضحت اليوم مقصدا سياحيا متميزا على خريطة السياحة العالمية.

كما عرض المؤتمر المزايا والتحديات في إدارة الاستثمار السياحي ووسائل التصدي لمعوقات التنمية البشرية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، كما قدمت أوراق عمل حول أهمية إدارات الشراكة ما بين صناعة رأس المال البشري وصناعة السياحة، وإطلاق مبادرة الشبكة العربية لتنمية الموارد البشرية سياحيا.

من جهتها، أكدت وزيرة السياحة والآثار الأردنية الدكتورة هيفاء أبو غزالة، أهمية المؤتمر في تبادل الخبرات والحديث في مجال الاستثمار السياحي الذي أضحى أحد أهم أعمدة الاقتصاد على جميع الأصعدة العالمية والإقليمية والمحلية.

وأشارت إلى أن السياحة اتخذت موقعا متميزا ضمن المنظومة الاقتصادية بحيث أصبحت تعد صناعة تصديرية لها منتجاتها وأسواقها ذات المساس بحياة المجتمعات وتنميتها الاقتصادية.

وتضمنت فعاليات المؤتمر جلسات ومداخلات قدمها ممثلو الغرف التجارية العربية والإسلامية والأجنبية، وصناديق الاستثمارات العربية والإسلامية وشركات القطاع الخاص الاستثمارية السياحية العامة والمتخصصة، والمصارف والبنوك والمؤسسات السياحية والتعليمية، ومنظمات وكلاء السفر والسياحة، والعديد من رجال الأعمال والمستثمرين العرب والأجانب.

وكانت محاور وجلسات الملتقى أمس فرصة للاطلاع عن قرب على تجارب وخبرات إقليمية ودولية تشمل جميع مجالات السياحة والاستثمار، للقطاعين العام والخاص.

إلى ذلك، تم التركيز على «فرص الاستثمار السياحي في الأردن» بشكل عام والعقبة بشكل خاص، و«فرص الاستثمار السياحي في المثلث الوردي (العقبة، وادي رم، البتراء)»، بالإضافة إلى «صناعة السياحة وآثارها على محاربة الفقر والبطالة».