بازارات القاهرة تعاني من اختفاء السياح

خوفهم من الأوضاع الأمنية يقيد تحركاتهم بالعاصمة

TT

كان قطاع السياحة هو الأكثر تضررا من الأزمة الاقتصادية التي أصابت مصر في أعقاب ثورة «25 يناير»، وعلى الرغم من شهرة ميدان التحرير كرمز للمطالبة بالحرية فهو أحد الأماكن التي كانت تستقطب السائحين في القاهرة حتى من قبل الثورة، فهو قريب من نهر النيل ومنطقة القاهرة الخديوية، كما يقع على أطرافه أغلب الفنادق الكبرى التي تطل على ضفاف النيل، إلى جانب المتحف المصري أكبر متاحف مصر وتصطف البازارات السياحية في مواجهته.

ونالت هذه البازارات نصيبها من انتكاسة السياحة في مصر بالذات لقربها من مركز أحداث الثورة وما تبعها من تجمعات مليونية، وأخيرا أحداث ماسبيرو، وتغير حال هذه البازارات، فلا تفتح أبوابها إلا وقت الظهيرة وذلك ليقين أصحابها بعدم وجود سائحين وبعض هذه البازارات لا تفتح إلا يومين أو ثلاثة فقط طوال أيام الأسبوع، أصبحت هذه البازارات خاوية يجلس عمالها على أبوابها بحثا عن سائحين أو مصريين مقيمين في الخارج لشراء الهدايا والتذكارات، وآخرون فقدوا الأمل ولم يعودوا يكترثون جلسوا للعب الطاولة، يقول عبد العليم أحمد أحد موظفي بازار «دينج دونج» أحد أقدم بازارات المنطقة لـ«الشرق الأوسط»: «حركة السائحين بالمنطقة انخفضت بنسبة 95 في المائة، بعد أحداث ماسبيرو الأخيرة، فحتى الحرفيين بمناطق الحسين والأزهر الذين يقومون بتصنيع طلبيات البازارات أصبحوا لا يعملون إلا فيما ندر بعد أن كان يتطلب الأمر عدة أسابيع لنحصل على طلبيات معينة لكثرة انشغالهم».

وقبل أحداث ثورة «25 يناير» كانت هذه البازارات تعمل بشكل أساسي على الأفواج السياحية القادمة إلى المتحف المصري. يقول يوسف شعبان، موظف بأحد البازارات لـ«الشرق الأوسط»: «كانا نعتمد بشكل أساسي على الأفواج السياحية التي تأتي إلى المتحف أو السياح المقيمين بالفنادق المجاورة لنا، ولكن الآن يذهب السياح إلى المتحف مباشرة، ولا يتجولون في الميدان أو وسط العاصمة بسبب الأوضاع الأمنية».

وهذا الوقت كل عام يعتبر ذروة الموسم السياحي بالقاهرة إلا أن أحداث ماسبيرو الأخيرة أثرت بالسلب على حركة السياحة بالمنطقة، يقول سامي محمود رئيس قطاع السياحة الدولية بهيئة التنشيط السياحي لـ«الشرق الأوسط»: «تأثرت السياحة بشدة بالقاهرة، وبعد أحداث ماسبيرو الأخيرة وأثرت بدورها بالسلب على السياحة بالأقصر وأسوان لأن معظم السائحين الذين يأتون إلى القاهرة يتوجهون إلى الأقصر وأسوان». وأضاف سامي «ولكن السياحة الشاطئية لم يطرأ عليها أي تأثير سلبي يذكر فنسب إشغالات الفنادق مرتفعة في شرم الشيخ والغردقة وسهل حشيش وغيرها من مناطق البحر الأحمر».

إلا أن إلهامي الزيات، رئيس الاتحاد المصري للغرف السياحية، يؤكد صعوبة قياس التأثير السيئ لأحداث ماسبيرو على السياحة الثقافية التي تتركز بالقاهرة والأقصر وأسوان، وخاصة أن تلك المناطق تعاني بشدة منذ اندلاع الثورة، فنسبة الإشغال بالقاهرة لا تزيد عن 25 في المائة ووصلت حركة المطار في الأقصر وأسوان إلى 18 في المائة.

وتعتبر السياحة أحد المصادر الرئيسية للدخل القومي في مصر إذ يمثل قطاع السياحة نحو 11 في المائة تقريبا من إجمالي الناتج المحلي الإجمالي ويعمل به ما يقرب من 12 في المائة من القوى العاملة في مصر وبعد أحداث الثورة غادر الكثير من السائحين مصر، كما ألغيت الكثير من الحجوزات، وأثر ذلك التدني في أعداد السائحين على قطاعات أخرى اقتصادية في البلاد مثل قطاع الطيران الذي خسر أيضا نحو 2.2 مليار جنيه (370 مليون دولار).