الشركات المساهمة في السوق السعودية تربح 20 مليار دولار في 9 أشهر بنمو 25%

قطاع التطوير العقاري الأكثر ربحية بنسبة 72.9%.. والنقل ينخفض 66.1%

TT

سجلت سوق الأسهم السعودية، أكبر سوق مالية في الشرق الأوسط، أرباحا بواقع 73.7 مليار ريال (19.6 مليار دولار) خلال الـ9 أشهر من العام الحالي، مقارنة بأرباح وصلت إلى 58.9 مليار ريال (15.7 مليار دولار) لنفس الفترة من العام الماضي 2011، بنسبة نمو بلغت 25 في المائة.

ولم تدرج إعلانات شركتي «الاتصالات المتكاملة» و«إسمنت حائل»، لكونهما شركتين تحت التأسيس ومدرجتين حديثا، بالإضافة لشركة «بيشة» الزراعية الموقوفة عن التداول منذ عام 2007، كما تم استبعاد «سوليدرتي» السعودية و«الوطنية للتأمين» و«الخليجية العامة للتأمين» و«أمانة للتأمين» وأيضا سهم «مدينة المعرف» لعدم وجود بيانات تتم المقارنة بها خلال العام الماضي.

وقال عبد الله باعشن، المحلل المالي، إن النمو الكبير الذي شهدته السوق المالية السعودية خلال الثلاثة أرباع الماضية كان بفضل قطاع البتروكيماويات والمصارف بشكل أساسي، بالإضافة إلى الإسمنت والتجزئة، في حين كان قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات والطاقة بعيدين تماما على هذا الربع عن المنافسة.

وبالنظر إلى أداء القطاعات من حيث النمو والربحية فقد احتل قطاع التطوير العقاري المرتبة الأولى من أصل 15 قطاعا، وذلك بفضل التحسن الملحوظ في أداء الشركات العاملة بها، حيث حولت أسهم بعض الشركات خسائرها إلى ربحية مثل «إعمار» محققة نموا بنسبة 121 في المائة، بينما قفز سهم «طيبة» بأرباح بنسبة 219 في المائة مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.

وعزت «طيبة» الأسباب الرئيسية لهذه الأرباح بأنها نتيجة تحقيق عوائد رأسمالية من خلال تعويضات عن نزع ملكية لقطعة أرض بالمدينة المنورة لصالح توسعة الساحة الشرقية للمسجد النبوي الشريف، بالإضافة لارتفاع عوائد التأجير لمركز طيبة التجاري وارتفاع إيرادات تشغيل مركزي المجيدي السكني وطيبة السكني وفندق المدينة أراماس لزيادة نسب الإشغال في تلك المراكز والفنادق.

ولم تكن دار الأركان الشركة الأكبر في هذا القطاع والتي تقوم بتملك الأراضي والعقارات وإقامة المباني عليها واستثمارها بالبيع والتأجير، بأفضل حال حيث تراجعت أرباحها بنسبة بلغت 29 في المائة مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.

من جهته قال الدكتور عبد الله الغامدي، المحلل الاقتصادي، إن السعودية تشهد طفرة عمرانية كبيرة في الوقت الراهن، بالإضافة إلى خطة التنمية التي تستهدف بناء وحدات سكنية، والكثير من المدن الصناعية الكبرى، إلا أن السوق تحتاج إلى مطورين عقاريين خارجيين لكي يفتح باب التنافس وإضافة لغة عمرانية جديدة بتكاليف أقل.

وقال المحلل الاقتصادي إن هناك شركات لم تستطع أن تحقق من نشاطاتها الحقيقية أرباحا تساعدها على أن تكون في المناطق الأمانة، بل إن أكثر أرباحها تأتي من الأرباح الرأسمالية، وقد يكون هناك انخفاضات خلال الفترة المقبلة في حال وصول الاقتصاد العالمي إلى مرحلة الكساد، وتراجع القوة الشرائية للريال السعودي.

ومن جهة أخرى لعب سهم «مبرد» التي تقوم بعمليات نقل البضائع والمواد المختلفة، دورا سلبيا على قطاع النقل بعد أن سجل خسائر بنسبة 1815 في المائة، بواقع 115.9 مليون خلال الـ9 أشهر من العام الحالي مقارنة بخسائر 6 ملايين ريال.

وأوضحت الشركة الكثير من الأسباب أهمها انخفاض إيرادات النشاط خلال فترة عام 2011م وشمول فترة عام 2010، على توزيعات أرباح استثمارات في أوراق مالية أعلى من فترة عام 2011، وشهد القطاع سهما واحدا فقط محققا نموا خلال الـ9 أشهر الماضية وهو «الجماعي» بنسبة نمو 190 في المائة، في حين تراجعت أرباح أسهم «البحري وبدحت» عن نفس الفترة من العام الماضي.

وبالنظر إلى القطاعات القيادية فقد سجل قطاع الصناعات البتروكيماوية نفسه في المرتبة الأولى من حيث الربحية بنسبة 55.3 في المائة خلال الـ9 أشهر الماضية وبواقع 33 مليار ريال مقارنة 21.2 مليار ريال عن نفس الفترة من العام الماضي. وكان سهم «كيمانول» هو الأبرز بعد أن قفزت أرباحه بأكثر من 2245 في المائة، ثم سهم «ألجين» بنسبة نمو 496 في المائة، في حين سجلت أسهم «بتروكيم ونماء وكيان» خسائر خلال الـ9 أشهر من العام الحالي، حيث عمقت الخسائر سهم «كيان» بنسبة بلغت 456 في المائة.

وبالعودة إلى المحلل المالي باعشن فإن النتائج الإيجابية التي حققتها شركات البتروكيماويات ناتجة عن الارتفاع في الأسعار العالمية لمنتجات الشركات العاملة فيه وخاصة مثل «اليوريا والأمونيا» لشركة «سافكو».

وأشار باعشن إلى أن شركة مثل «سابك» استفادة بشكل كبير من الاستثمارات في الشركات الداخلية مثل «سافكو»، والتي تميزت بالتوزيعات النقدية الكبيرة، وأيضا ليس لديها أي التزامات مالية أو قروض، وبين أن الأوضاع الاقتصادية التي تشدها منطقة أوروبا والدول الكبرى ستلعب دورا في ذبذبة حركة الطلب العالمي على النفط، وبالتالي على النتائج المالية للشركات المصدرة أو التي لها تعاملات خارجية.

وكانت «سابك» حققت أرباحا صافية قدرها 23.98 مليار ريال (6.3 مليار دولار) خلال التسعة أشهر الأولى من عام 2011، مقارنة بأرباح قدرها 15.77 مليار ريال (420.5 مليون دولار) في نفس الفترة من عام 2010، وبنسبة نمو بلغت 52 في المائة، كما أن الشركة سجلت أعلى أرباح فصلية في تاريخها خلال الربع الثالث من العام الحالي عندما حققت 8.19 مليار ريال (2.1 مليار دولار).