أسواق المال ترتفع بقوة.. والتفاؤل يعود إلى قمة الـ20

بعد تراجع رئيس الوزراء اليوناني عن الاستفتاء

رئيس الوزراء اليوناني جورج باباندريوس يصل البرلمان في أثينا أمس (إ.ب.أ)
TT

عاد الأمل أمس إلى زعماء قمة الـ20 في إحراز تقدم تجاه النمو وإخراج الاقتصاد العالمي من هاوية الركود بعد أن أعلن رئيس الوزراء اليوناني جورج باباندريو استعداده للتخلي عن إجراء استفتاء الشعب اليوناني حول البقاء في منطقة اليورو. وفي أنحاء أسواق العالم عادت شاشات التداول إلى الارتفاع ولبس اللون الأخضر فيما عادت العملة الأوروبية اليورو إلى التحليق.

وارتفع اليورو مقابل الدولار الأميركي أمس (الخميس) بعد أن كان مستقرا دون تغيير وذلك لعلامات على أن استفتاء يونانيا على خطة إنقاذ قد يلغى. وارتفع اليورو 0.3 في المائة في نيويورك مسجلا 1.3792 دولار بعد أن ظل دون تغير يذكر عند 1.3742 دولار. وارتفعت العملة الموحدة مقابل الين وسجلت في أحدث معاملاتها 107.42 ين بزيادة 0.1 في المائة. وتبدي حكومة رئيس الوزراء اليوناني جورج باباندريو التي توشك على الانهيار استعدادا للاجتماع مع المعارضة بشأن مطالب لتشكيل حكومة تصريف أعمال مما ألقى بظلال من الشك على خطط لإجراء استفتاء على برنامج الاتحاد الأوروبي لإنقاذ اليونان.

وفي سوق المعادن الثمينة تحدد سعر الذهب في جلسة القطع المسائية في لندن أمس عند 1758 دولارا للأوقية (الأونصة) ارتفاعا من 1732.50 دولار في جلسة القطع السابقة. وبلغ سعر الذهب عند الإغلاق السابق في نيويورك 1737.70 دولار للأوقية.

وفي أنحاء أسواق المال الأوروبية ارتفعت الأسهم الأوروبية بقوة أمس مدعومة بقرار البنك المركزي الأوروبي خفض أسعار الفائدة وتفاؤل بأن اليونان ستلغي خططا لإجراء استفتاء على حزمة إنقاذها.

وارتفع مؤشر يوروفرست 300 لأسهم الشركات الأوروبية الكبرى 2 في المائة ليغلق بحسب بيانات غير رسمية عند 991.32 نقطة بعد أن هبط 1.6 في المائة في المعاملات المبكرة. وقال أندرو ميليجان مدير البحوث العالمية لدى ستاندرد لايف للاستثمار التابعة لمجموعة «ستاندرد لايف» التي تدير أصولا قيمتها 196.8 مليار جنيه إسترليني (315 مليار دولار): «قرار المركزي الأوروبي أهم من أي قرار سياسي اتخذ اليوم». وأضاف أنه «نبأ محل ترحيب كونهم أدركوا الموقف الصعب الذي يواجه الاقتصادات الأوروبية».

وخفض البنك المركزي الأوروبي سعر الفائدة الرئيسي 25 نقطة أساس إلى 1.25 في المائة مع تصاعد أزمة ديون منطقة اليورو الأمر الذي طغى على المخاوف بشأن ارتفاع التضخم. وكانت أسهم بنوك منطقة اليورو من أبرز الرابحين وتقدم مؤشر القطاع 3.6 في المائة. وارتفع سهم بي إن بي باريبا الفرنسي 8.7 في المائة بعد أن قال في بيان نتائج أعمال الربع الثالث من العام إنه قلص انكشافه على اليونان وإيطاليا وإسبانيا بأكثر من 12 مليار يورو. وفي أنحاء أوروبا ارتفع مؤشر فاينانشيال تايمز 100 في بورصة لندن 1.3 في المائة في حين تقدم مؤشر داكس لأسهم الشركات الألمانية الكبرى في بورصة فرانكفورت 3.1 في المائة. وزاد مؤشر كاك 40 في بورصة باريس 3 في المائة.

وفي أسواق الطاقة ارتفعت العقود الآجلة للنفط من نوعية الخام الأميركي دولارين أمس مواصلة مكاسبها وسط علامات على أن استفتاء يونانيا على خطة إنقاذ قد يلغى. ودعا وزير المالية اليوناني ايفانجيلوس فينيزيلوس الحكومة إلى عدم إجراء استفتاء على خطة الإنقاذ والقيام بكل ما يلزم لتطبيقها. وأمس ارتفع سعر الخام تسليم ديسمبر (كانون الأول) في بورصة نيويورك التجارية - نايمكس - دولارين إلى 94.51 دولار للبرميل. وكان أدنى سعر في معاملات اليوم 90.87 دولار وأعلى سعر 94.61 دولار.

وقالت وكالة الطاقة الدولية أمس (الخميس) إن من المنتظر أن تظل أسعار النفط مرتفعة مع تخلف الاستثمارات في التنقيب عن حقول جديدة للنفط عن الازدهار في الطلب على الطاقة من جانب الصين والهند وصعود اقتصادات الشرق الأوسط.

وقال فاتح بيرول كبير الخبراء الاقتصاديين بالوكالة لحشد من مسؤولي الشركات على هامش اجتماع قمة الدول العشرين «انتهى عصر النفط الرخيص. علينا أن نواجه أسعارا مرتفعة ومتقلبة للنفط في الأعوام القادمة». وأضاف بيرول أن هناك حاجة لاستثمارات ضخمة لزيادة إنتاج النفط والغاز. وأفادت تقديرات وكالة الطاقة الدولية الشهر الماضي بأن العالم يحتاج إلى إنفاق 38 تريليون دولار لتلبية الطلب المتوقع على الطاقة حتى عام 2035 وذلك بزيادة 15 في المائة عن توقعاتها في 2010 التي قدرت المبلغ بنحو 33 تريليون دولار.

إلى ذلك، قال وزير الطاقة القطري محمد السادة أمس إن قطر العضو في منظمة أوبك متفائلة بأن أزمة منطقة اليورو التي تهيمن حاليا على المعنويات بأسواق النفط ستحل قريبا. وأضاف أن أساسيات سوق النفط متوازنة. وقال الوزير لـ«رويترز» في مؤتمر في الدوحة «كيفية مواجهة منطقة اليورو للتحدي هي ما تهيمن على حركة أسعار النفط بشكل يومي. لكن العوامل الأساسية - بسوق النفط - تبدو جيدة جدا. مستويات العرض والطلب والمخزونات صحية للغاية. لا أحد يشكو من ذلك».