دبي تستعد لانطلاق معرضها العالمي للطيران في نسخته الأكبر منذ 25 سنة

مصادر: «الخطوط القطرية» و«طيران الإمارات» ستقدمان طلبيات كبيرة خلال المعرض

لقطة أرشيفية لمعرض دبي الجوي الماضي الذي تأثر كثيرا بالأزمة المالية
TT

ينطلق غدا معرض دبي للطيران الذي تنظمه الإمارة كل سنتين، ويؤمل أن يشهد هذه السنة إعلان طلبيات كبيرة، لا سيما أن الدورة الماضية تأثرت بتداعيات الأزمة المالية العالمية.

ويؤكد المنظمون أن هذه الدورة الجديدة ستكون الأكبر في تاريخ المعرض الذي انطلق قبل 25 عاما؛ إذ إن حجم المعرض هذه السنة أكبر بنسبة 10% من الدورة الماضية، بينما يتوقع أن تعلن بعض شركات الطيران الإقليمية طلبيات جديدة.

وأفادت مصادر من قطاع الطيران، بحسب وكالة «رويترز»، بأن شركة «الخطوط الجوية القطرية» وشركة «طيران الإمارات» وشركة «ألافكو» الكويتية لتأجير الطائرات قد تتقدم بطلبيات كبيرة لشراء طائرات في معرض دبي الجوي الذي يبدأ أعماله غدا.

وذكرت المصادر أنه من المتوقع أن تتقدم «الخطوط الجوية القطرية» بطلبية قيمتها 6.5 مليار دولار لشراء 50 طائرة «إيه 320 نيو» الموفرة للوقود و5 طائرات «إيه 380» من «إيرباص»، بينما تتفاوض «طيران الإمارات» لتقديم طلبية كبيرة لشراء ما لا يقل عن 30 طائرة وقد يصل إلى 50 من طائرات «بوينغ 777» بقيمة تتراوح بين 8.5 مليار دولار و14.5 مليار دولار.

وأضافت المصادر أنه من المتوقع أن تتضمن الطلبيات في المعرض اتفاقا معدلا لشركة «ألافكو» لشراء الطائرة «إيه 320 نيو».

ورفضت «إيرباص» و«بوينغ» وشركات الطيران الخليجية التعقيب، بينما جدد أحمد الزبن، رئيس مجلس إدارة «ألافكو»، تأكيده أن الشركة تجري محادثات مع «إيرباص» لتحسين طلبيتها لشراء 30 طائرة «إيه 320 نيو» التي تقدمت بها في معرض باريس الجوي في وقت سابق من العام الحالي.

وينظم المعرض الجوي في ظل اضطرابات اقتصادية في أوروبا وشكوك حول النمو الاقتصادي العالمي. وأكدت المصادر أنه لا يزال يجري وضع اللمسات النهائية على الصفقات، وليست هناك ضمانة لإتمامها في الموعد المناسب للمعرض.

وقال أليسن ويلر مدير شركة «إف أند اي إيروسبيس» التي تنظم المعرض: «إن النمو الإجمالي للمعرض هذه السنة بحدود 10%».

ومن المفترض أن تشارك نحو ألف جهة عارضة من 50 دولة في المعرض، إضافة إلى 55 ألف زائر تجاري. كان رئيس شركة «طيران الإمارات»، التابعة لإمارة دبي، الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم قد لمح إلى أن الشركة الكبرى في المنطقة قد تكون مهتمة بشراء طائرات جديدة.

وتملك الشركة، التي تعتبر الأسرع نموا في العالم، أسطولا يضم 160 طائرة، إضافة إلى دفتر طلبيات يشمل 200 طائرة جديدة تقريبا.

كانت الشركة قد أعلنت آخر طلبية لها في معرض فارنبره البريطاني العام الماضي عندما طلبت شراء 30 طائرة «بوينغ» من طراز «777» طويلة المدى بقيمة 9.1 مليار دولار، مما عزز موقعها كواحدة من أكثر شركات العالم توسعا، لا سيما أن هذه الطلبية أتت بعد شهر فقط من طلب شراء 32 طائرة جديدة من طراز «إيرباص إيه 380» العملاق بـ11.5 مليار دولار.

و«طيران الإمارات» هي أكبر مستخدم للطائرة الأوروبية العملاقة «إيه 380»؛ إذ طلبت شراء 90 طائرة من هذا الطراز وقد تسلمت 15 منها حتى الآن.

بدوره أيضا، تحدث الرئيس التنفيذي لشركة «الخطوط الجوية القطرية»، أحمد الباكر، عن «طلبية بمليارات الدولارات» خلال معرض دبي، حسبما نقلت عنه بعض وسائل الإعلام.

وكان من المتوقع أن تعلن الشركة القطرية خلال معرض لوبورجيه الباريسي في يونيو (حزيران) الماضي طلبية لشراء 50 طائرة «إيرباص إيه 320 نيو» الجديدة و5 طائرات من طراز «إيه 380»، إلا أن هذه الطلبية لم تعلن قط.

وتملك الشركة القطرية سريعة النمو أيضا 98 طائرة مع دفتر طلبيات يضم نحو 200 طائرة بقيمة تتجاوز 40 مليار دولار، وهي طلبيات تشمل 60 طائرة «بوينغ» من طراز «787 دريملاينر»، و80 طائرة من طراز «إيرباص إيه 350».

وستعرض بوينغ «787 دريملاينر» التي طال انتظارها في الأسواق وأجرت أول رحلة تجارية لها الشهر الماضي في معرض دبي إلى جانب عشرات الطرازات الأخرى من الطائرات التجارية والخاصة.

كما سيتم عرض مقاتلة «رافال» التي تعد نخبة الصناعات الجوية الحربية الفرنسية إلى جانب المقاتلات الأميركية «إف 16» و«إف 18». وتأمل فرنسا أن تتمكن من بيع «رافال» إلى الإمارات.

ورزحت الدورة الماضية من العرض في 2009 تحت وطأة الأزمة المالية العالمية التي امتدت إلى قطاع الطيران. وعلى الرغم من ذلك، سجلت طلبيات بـ14 مليار دولار في الدورة الماضية، بيد أن الرقم متواضع جدا مقارنة بحصيلة معرض 2007 الذي انتهى مع طلبيات بلغت قيمتها 155.5 مليار دولار! معظمها أتت من الناقلات الخليجية.

وتمكنت شركات الطيران في الشرق الأوسط من مواجهة تداعيات الأزمة بشكل أفضل من نظيراتها في مناطق أخرى؛ إذ استمرت بتسجيل نمو. وتنفق عدة مدن خليجية مليارات الدولارات لتتحول إلى مركز إقليمي لحركة الطيران العالمية بين الغرب وآسيا وأستراليا، وذلك عبر توسيع وبناء مطارات جديدة.

إلا أن دبي تتفوق بفارق كبير على سائر مدن الخليج؛ إذ إن مطارها هو الأكثر إشغالا في الشرق الأوسط، وقد حل في المرتبة الـ13 على مستوى العالم العام الماضي. وخدم مطار دبي 47 مليون مسافر في 2010.

وعلى صعيد الطيران الدولي حصرا، قالت دبي في مايو (أيار) إنها احتلت المرتبة الرابعة عالميا بعد مطار هيثرو في لندن (61 مليون مسافر) وشارل ديغول في باريس (53 مليون مسافر) وهونغ كونغ (50.23 مليون مسافر).

وتؤكد شركة «مطارات دبي» أن مطار دبي الدولي سيصبح أهم مطار في العالم للمسافرين الدوليين في 2015؛ إذ يتوقع أن يتجاوز عدد مستخدميه 75 مليون شخصا.