رئيس «دي إتش إل» في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: منطقة الخليج شكلت الجزء الأكبر لعمليات النمو في الربع الثالث

نور سليمان لـ «الشرق الأوسط» : استطعنا تجاوز تحدي الاضطرابات العربية أمام استمرار عملياتنا في الدول المضطربة

نور سليمان الرئيس التنفيذي لشركة «دي إتش إل إكسبريس» في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
TT

شدد مسؤول رفيع في شركة «دي إتش إل إكسبريس» العالمية على أن شركته تعمل على استراتيجية واسعة تسعى من خلالها إلى أن تتبوأ مركزا في قمة شركات الشحن والخدمات اللوجيستية، الأمر الذي دفع الشركة مبكرا هذا العام لإطلاق خطوط شحن جديدة وتدعيم طائرتها على المسار بين مركز الفرز في البحرين ومركز الفرز الرئيسي في سينسيناتي بالولايات المتحدة الأميركية بأحدث طائرات الشحن العملاقة القادرة على السفر لمسافات أطول دون التزود بالوقود للشحن.

وأشار نور سليمان، الرئيس التنفيذي لشركة «دي إتش إل إكسبريس» في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إلى أن «عمليات رحلات الشركة إلى تونس لم تتوقف إبان الاضطرابات، والحال كذلك في كل من سوريا واليمن، هذا هو مستوى التحدي لدينا في (دي إتش إل إكسبريس)».

* كيف تصف أعمال شركة «دي إتش إل» في المنطقة خلال العام الحالي؟

* في ما يتعلق بأعمال شركة «دي إتش إل إكسبريس» في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا خلال العام الحالي فهي مستمرة في التزايد والنمو والتحرك بقوة للأمام بمعدلات نمو مشجعة خلال الربع الثالث من العام الحالي، وبخاصة في منطقة الخليج، مدفوعة بتصاعد نمو الأعمال والحركة النشطة في المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات بشكل خاص، ودعني أطرح عليك بعض الأرقام عن عمليات «دي إتش إل» في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، فنحن نتحدث عن أكثر من 165 رحلة طيران يوميا وأكثر من 500 منشأة تغطي المنطقة بالكامل، بالإضافة إلى مراكز الفرز الرئيسية والفرعية، كل هذه الإمكانيات بما تمثله كجزء من عملياتنا عبر العالم هي ما يجعلنا - بعد توفيق الله - قادرين على تطوير خدماتنا التي نقدمها لعملاء شركة «دي إتش إل إكسبريس» في المنطقة والعالم.

* ما هي استراتيجيكم خلال الفترة المقبلة؟

* في الواقع فإن «دويتشة بوست دي إتش إل» قد أطلقت استراتيجية حتى عام 2015، واضعين نصب أعيننا مجموعة من الأهداف الاستراتيجية متوسطة المدى للوصول إليها بنهاية عام 2015، يأتي على رأس تلك الأهداف تحسين وتطوير مستوى الخدمات سعيا وراء البقاء على قمة شركات الشحن والخدمات اللوجيستية، وهو ما دفعنا مبكرا هذا العام لإطلاق خطوط شحن جديدة وتدعيم طائرتنا على المسار بين مركز الفرز بالبحرين ومركز الفرز الرئيسي في سينسيناتي بالولايات المتحدة الأميركية بأحدث طائرات الشحن العملاقة القادرة على السفر لمسافات أطول دون التزود بالوقود، كما تشمل استراتيجيتنا خططا لتطوير بيئة العمل حتى نبقى جهة التوظيف المفضلة في صناعة الشحن، ولعل أقرب مثال على ذلك هو فرعنا في المملكة العربية السعودية الذي حافظ على معدلات متميزة في توطين الوظائف وتقديم أعلى مستويات التدريب للعاملين، كل هذا حتى نظل كما كنا دائما شركة الشحن الأكبر والأكثر انتشارا في العالم.

* هل أثرت الأوضاع السياسية في منطقة الشرق الأوسط على عملياتكم؟

* نحن في شركة «دي إتش إل إكسبريس» لدينا شغف دائم بتحويل مثل هذه التحديات إلى فرص حقيقية، وهو ما حدث فعلا منذ بداية العام الحالي بدءا بأحداث تونس وحتى التطورات الجارية في كل من ليبيا وسوريا، يكفي أن تعلم أنه خلال هذا الأحداث كنا شركة الشحن الوحيدة التي ظلت مكاتبها مفتوحة للجمهور في مصر واستمرت رحلاتنا إلى تونس والحال نفسه في كل من سوريا واليمن، هذا هو مستوى التحدي لدينا في «دي إتش إل إكسبريس»، والمسؤولية التي نحملها ونفتخر بها كوننا شركة الشحن الأكبر في العالم.

> كيف ترى وضع المنافسة بين شركات الشحن ودخول البريد الحكومي في المنافسة؟

- منذ أن وضع مؤسسو شركتنا (دالسي، وهالبولوم، ولين)، التي استمدت منهم الشركة اسمها «دي إتش إل»، أسس وقواعد صناعة الشحن السريع قبل أكثر من 4 عقود، وتبعتهم شركات أخرى كانت المنافسة دائما وستظل موجودة، ولكن يبقى دائما التحدي الرئيسي في خدمات الشحن السريع هو الدقة والسرعة والانتشار والاعتمادية العالية، وهو ما يجعلنا دائما في المقدمة بشبكة تمتد عبر 220 دولة في العالم وأكثر من 130 ألف خبير في الشحن يعملون بروح واحدة، وهذا هو ما نطلق عليها في «دي إتش إل» «can do»، سنبقى دائما قادرين على تحقيق متطلبات عملائنا عبر العالم.

* باتت منطقة الشرق الأوسط منطقة ربط بين الصين وأوروبا، كيف يمكن الاستفادة من الموقع الاستراتيجي للمنطقة في هذا الوقت؟

* بالفعل فإن منطقة الشرق الأوسط هي ممر هام للغاية ومحطة ربط رئيسية بين دول جنوب شرق وشرق آسيا وعلى رأسها الصين وهي ممر الشحن الأهم بين هذه الدول وأوروبا، بالإضافة إلى ما تتمتع به المنطقة نفسها من أهمية وسوق مهمة للغاية للمنتجين في كل من أوروبا والصين، وهذا هو ما دفعنا في «دي إتش إل» للاستثمار في واحدة من أهم محطات الفرز لدينا في البحرين لتخدم منطقة الشرق الأوسط والخليج ولتكون محطة رئيسية بين الصين وأوروبا، إضافة إلى عملياتنا في ميناء جبل علي بالإمارات، هذا من ناحية الشرق، أما من جهة الغرب فمنطقة شمال أفريقيا هي لاعب رئيسي ومركز مؤثر في الحركة التجارية لدول حوض البحر المتوسط وجنوب أوروبا.

* ما هي العوامل التي يمكن أن تساعدكم في نمو أعمال «دي إتش إل» خلال الفترة المقبلة؟

* العنصر البشري بلا شك هو أحد المحركات الرئيسية، وهو من أهم العوامل التي نعتمد عليها ونستثمر فيها سعيا وراء تحقيق أهدافنا والتأكد من أن يلقى عملاؤنا الخدمة المتميزة التي يتطلعون إليها، والتي تسهم بشكل رئيسي في نمو أعمالهم، وهو ما دفعنا إلى إطلاق واحد من أكثر برامج التدريب تطورا على مستوى العالم، ليشمل جميع العاملين في «دي إتش إل إكسبريس» في المنطقة والعالم وليكون عملاؤنا واثقين أن كل من يخدمهم ويتعامل مع شحناتهم داخل «دي إتش إل إكسبريس» هم صفوة خبراء الشحن في العالم.

* ما هي التحديات التي تواجه قطاع النقل والشحن في المنطقة بشكل خاص والعالم بشكل عام؟

* العمل في قطاع الخدمات بشكل عام والخدمات اللوجيستية على وجه أخص هو تحد دائم، فكل شحنة لدينا بالغة الأهمية، ولكل ثانية قيمة مضافة، وكل عملائنا يجب أن يتلقوا أفضل الخدمات.

* ما هي أكثر الدول نموا في منطقتكم من حيث العمليات؟

* على الرغم من النمو الكبير في عملياتنا في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بشكل عام، فإنه لا يمكن تجاهل حجم التطور المتميز التي تشهده التعاملات في المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وهما دولتان تتمتعان بقوة اقتصادية هائلة ورئيسية، ليس في منطقتنا فحسب، ولكن في العالم أجمع.

* ما هي أبرز المواد التي يتم شحنها في المنطقة، من أجهزة أو مستندات أو آلات وغيرها؟

* بطبيعة الحال، نحن في «دي إتش إل إكسبريس» نقدم خدماتنا لجميع القطاعات، وفي مقدمتها قطاعات البنوك، وشركات البترول والغاز، والمصانع، وشركات البناء، بالإضافة إلى الأفراد والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة.

* ما هي القيمة الإضافية التي تميز شركة «دي إتش إل» عن الشركات الأخرى؟

* شبكتنا العالمية بلا تردد، فنحن معروفون كأكبر شركة دولية في العام، يكفي أن تعلم أن «دي إتش إل» بجميع أقسامها يعمل بها أكثر من 470 ألف موظف عبر شبكتها الممتدة في 220 دولة حول العالم، وبالإضافة إلى الآلاف من الطائرات والشاحنات والسيارات حول العالم، مما يجعلها بحق أكبر شركة في مجالها بالعالم، كيف لا ونحن من اخترعنا وقدمنا صناعة الشحن السريع للعالم.

* كم يبلغ حجم أسطول «دي إتش إل»؟

* في دي «دي إتش إل إكسبريس» وحدها لدينا أكثر من 100 ألف موظف يعملون في أكثر من 4000 مركز خدمة ويستخدمون أكثر من 32 ألف سيارة لتوصيل شحنات عملائنا التي تنقلها أكثر من 250 طائرة شحن بين المتوسطة والعملاقة، كما نعتمد على 3 مراكز فرز عالمية تعمل على توزيع شحناتنا عبر أكثر من 500 مطار حول العالم.

* هل هناك نية لزيادة أسطولكم مع طبيعة تنامي الأعمال الحالية؟

* بالتأكيد، أعمالنا في نمو وتزايد دائم ولله الحمد بفضل ثقة العملاء، مما يدفعنا لتطوير هذا الأسطول الضخم بشكل مستمر ومتلاحق، فمؤخرا أضفنا عددا من الطائرات العملاقة من طراز «بوينغ 777»، كما افتتحنا مركز فرز رئيسيا في المغرب ومكتبا جديدا في سلطنة عمان، بالإضافة للتطوير والدعم المستمر لأسطول السيارات في المنطقة والعالم، كل هذا سعيا وراء تلبية احتياجات عملائنا.