الرئيس الجديد لمترو أنفاق القاهرة: خطة لتطوير الخطين الأول والثاني بـ2.5 مليار جنيه وافتتاح الثالث مطلع 2012

علي حسين لـ «الشرق الأوسط» : شركات فرنسية وإسبانية ويابانية تقدمت للتعاقد على توريد 24 عربة قطار

المهندس علي حسين
TT

قال الرئيس الجديد لمترو أنفاق القاهرة، الأكبر في أفريقيا والشرق الأوسط، المهندس علي حسين، إن الخط الثالث لمترو الأنفاق سيتم افتتاحه في مطلع العام المقبل، مشيرا إلى أن العمل في هذا الخط الجديد الذي يربط مطار القاهرة الدولي لأول مرة بقلب العاصمة المصرية، يجري بالتزامن مع تطوير خطي المترو الأول (حلوان – المرج) والثاني (ضواحي الجيزة – شبرا الخيمة)، بتكلفة تبلغ بالنسبة للخطين الأخيرين أكثر من 2.5 مليار جنيه (نحو 450 مليون دولار أميركي)، إضافة لخطة استيراد 24 عربة قطار جديدة من الخارج، حيث تقدمت شركات فرنسية وإسبانية ويابانية لتوريد هذه العربات.

وخص المهندس حسين «الشرق الأوسط» بأول حديث له للصحافة منذ شغله منصبه الجديد مطلع هذا الشهر، الذي جاء بالتزامن مع اضطرابات في أوساط العاملين بالمترو الذي تعتمد عليه القاهرة الكبرى كأحد الروافد الحيوية لنقل الركاب في العاصمة البالغ عدد سكانها نحو 20 مليون نسمة، ووسط شكاوى من ركاب المترو بسبب الأعطال وتأخر الوصول في المحطات، وهو ما ينتظر التغلب عليه وفق خطط حالية ومستقبلية لتطوير المترو.

وأكد المهندس حسين أنه سوف يعمل على مواصلة إكمال مسيرة الإصلاح والبناء على الخطط والمشاريع التي وضعها سلفه، وقال: «نحن نكمل المسيرة ولا نهدم عملا بدأه من قبلنا، وتوجد مشاريع مقامة حاليا لم تنته بعد، مثل تطوير الخط الأول بالكامل وتطوير محطاته ووضع سلالم كهربائية للمحطات العلوية» وغيرها. ويسعى مترو أنفاق القاهرة، وفقا للمهندس علي حسين، للتعاقد على شراء 20 قطارا جديدا ما يسهم في تخفيف زمن التقاطر في الخط الأول للمترو من ثلاث دقائق ونصف الدقيقة، إلى دقيقتين ونصف الدقيقة، وكذا شراء 4 قطارات للخط الثاني، مشيرا إلى أن شركات فرنسية وإسبانية ويابانية، متقدمة للتعاقد على توريد هذه القطارات لمصر، وأن قرار الترسية على أي من هذه الشركات سيتقرر بعد الانتهاء من نظرها في الفحص المالي.

ويعمل في مترو أنفاق القاهرة نحو 6 آلاف عامل، وقال المهندس حسين إن أي مكتسبات للعاملين لن يقترب منها أحد، وإنه «تم تحسين أحوال البعض، وجار تحسين أحوال الآخرين حاليا». ومن المتوقع أن يرتفع هذا العدد من بدء عمل الخط الثالث للمترو من المطار الدولي في شرق القاهرة إلى ضاحية إمبابة غربا، وقال المهندس حسين: «إن هذا الخط المقرر افتتاحه مطلع العام المقبل من شأنه أن يسهم في زيادة حركة السياحة الأجنبية الوافدة لمصر وكذا في تسهيل حركة المسافرين بشكل عام»، مشيرا إلى أن كل مدن العالم التي تشتهر بوجود أنفاق فيها لديها خط مباشر من المطار إلى قلب العاصمة مثل اليابان. وقال المهندس حسين إن المترو الذي ينقل يوميا نحو 2.5 مليون مواطن، لا يواجه أي مشكلات مالية لأن الدولة تخصص ميزانية له باعتباره «شريان حياة للبلد، وليس لدينا مشكلة في هذا الخصوص». وأضاف أنه يوجد مشروع لمد المترو إلى المدن الجديدة خاصة مدن السادس من أكتوبر والعاشر من رمضان والقاهرة الجديدة.

وتابع قائلا عن تزايد مشكلة الازدحام في شوارع القاهرة على الرغم من وجود خطين للمترو، إن خطة تخفيف الزحام في القاهرة كانت مبنية أساسا على دراسة تتضمن إقامة عدة مشاريع، من بينها مشروع مترو الأنفاق، لكن للأسف تم الانتهاء من تنفيذ مشروع المترو، دون أن تستكمل باقي منظومة مشاريع تخفيف الزحام، وكان منها تطوير مترو مصر الجديدة، وخلق محاور مرورية حول القاهرة وإنشاء جراجات أسفل العمارات الجديدة بالعاصمة، وتخصيص ساحات لانتظار السيارات قرب محطات المترو.

وتابع المهندس حسين قائلا: «إن المترو تحمل بشكل شبه كامل عبء الزحام في القاهرة، خاصة أنه يعد أرخص وسيلة مواصلات حاليا في العاصمة.. ولذلك يجري هذه الأيام النظر في توحيد أسعار وسائل النقل في القاهرة»، خاصة أن المترو يعتبر أكثر وسائل المواصلات أمانا وسرعة، مقارنة بالحافلات وغيرها.

ويعتبر مترو أنفاق القاهرة من الشركات الحكومية التابعة لوزارة النقل المصرية، ولا يوجد تفكير من جانب الحكومة في تحرير هذه الشركة أو خصخصتها، حيث تقوم الحكومة بدعم قيمة تذاكر الركوب في موازنتها السنوية. وقال المهندس حسين: «لو تم تحرير مترو الأنفاق فسيتبعه على الفور زيادة كبيرة في ثمن تذكرة المترو، وهذا أمر غير وارد». وأضاف علي حسين أنه يجري حاليا تجربة التعامل مع التذاكر الذكية لأول مرة في مصر لركوب المترو، عن طريق بوابات جديدة في المحطات، بحيث يمكن تعبئة (شحن) الكارت بالرصيد المطلوب في حال عدم الرغبة في قطع تذكرة في كل مرة ركوب للمترو في الخطين الأول (يضم 35 محطة) والثاني (20 محطة). وأضاف أن تطبيق هذا النظام بالكامل سيبدأ مع افتتاح الخط الثالث للمترو الذي تقوم بإنشائه شركات متعددة الجنسيات منها شركات فرنسية ويابانية. وأضاف المهندس حسين: «نحن نمثل أكبر شبكة مترو أنفاق في أفريقيا والشرق الأوسط والمنطقة العربية، ولدينا خبرة في هذا المجال منذ أكثر من 24 عاما»، و«مستعدون للتعاون مع أي دولة عربية ترغب في دخول عالم المترو خاصة بعد الازدحام الذي أصبحت تعاني منه عدة مدن عربية في السنوات الأخيرة»، مشيرا إلى أن المملكة العربية السعودية استعانت بالخبرة المصرية في بداية تشغيلها مترو الحجاج، عن طريق 220 من العاملين بمترو القاهرة.