السعودية: صندوق المئوية يوفر 5 آلاف وظيفة عبر 3444 مشروعا بقيمة 194 مليون دولار

الأمير عبد العزيز بن عبد الله يدعو إلى نشر ودعم روح المبادرة والإبداع لدى الشباب

توقيع الاتفاقية بين «المئوية» وصندوق الموارد البشرية يوم أول من أمس (تصوير: أحمد يسري)
TT

أعلن صندوق مخصص لتمويل المشاريع الصغيرة والمتوسطة في السعودية، عن تمويل مشاريع تصل قيمتها إلى 730 مليون ريال (194 مليون دولار)، وتتركز تلك القيمة على مشاريع في المناطق الأقل نموا في البلاد، كاشفا في الوقت ذاته عن خلق وتوفير تلك المشاريع أكثر من 5 آلاف وظيفة من خلال اعتماد وتشغيل أكثر من 3444 مشروعا.

وجاء تمويل المشاريع من قبل صندوق المئوية في المملكة، وهو صندوق يدعم توجه السعودية إلى دعم الشباب من كلا الجنسين، عبر تمويل وتسهيل وإرشاد المشاريع الصغيرة والمتوسطة، بهدف دعم القاعدة الاقتصادية الوطنية.

وجاء إعلان صندوق المئوية خلال افتتاح الأسبوع العالمي لريادة الأعمال 2011، أول من أمس في العاصمة السعودية الرياض، والذي دعا إلى ضرورة نشر ثقافة العمل الحر، ودعم روح المبادرة والإبداع وتشجيع الشباب على العمل الحر كخيار استراتيجي لتوفير فرص العمل، مع رفع مستوى التنمية الاقتصادي والاجتماعية.

وقال الأمير عبد العزيز بن عبد الله، نائب وزير الخارجية ومؤسس ورئيس مجلس أمناء صندوق المئوية، في كلمته «إن السعودية تولي اهتماما مباشرا للشباب، حيث إنهم المحرك الحقيقي لنمو وبناء المجتمع، وذلك من خلال دعم البرامج التمويلية والتأهيلية التي تسهم في جعل رواد الأعمال ناجحين ويشاركون في دفع عجلة الاقتصاد من خلال مشروعاتهم الصغيرة والمتوسطة، والتي تسهم في الدخل الوطني، وإيجاد فرص توظيفية للمواطنين من الشباب والشابات».

وأعلن الأمير عبد العزيز، في كلمة ألقاها نيابة عنه عمرو الدباغ رئيس مجلس إدارة صندوق المئوية، والذي يشغل أيضا منصب محافظ الهيئة العامة للاستثمار، عن مبادرتين تسهمان في إيجاد دعم إضافي للمستفيدين من الصندوق، تتمحوران في إنشاء وادي المئوية، الذي يعتبر بمثابة الحاضن لأعمال الشباب التي تنطلق من مدينة الملك عبد الله الاقتصادية غرب البلاد. وتابع «المبادرة الثانية تشمل إطلاق جوائز سنوية تحفز الشباب وتخلق بيئة تنافسية تشجعهم على الأفكار الخلاقة والمشاريع ذات القيمة الاقتصادية المضافة، حيث ستكون هناك جائزة لأفضل مشروع، وجائزة لأفضل دراسة جدوى، وأفضل مشروع قائم».

ودعا الأمير عبد العزيز بن عبد الله، جميع الجهات المسؤولة عن الشباب في المملكة، للمشاركة في تجمع الأسبوع العالمي لريادة الأعمال، والذي يهدف إلى تعزيز ثقافة المبادرة والعمل الحر ونشرها بين أبناء المجتمع في كل مستوياته وعلى تنوع فئاته الاجتماعية، مبينا أهمية إيجاد منصة عمل مشتركة تتيح للمشاركين في هذا الأسبوع تبادل المعارف والخبرات والتجارب، التي تلهم أصحاب الأعمال والمبادرين، وتسهم في تشجيعهم لإطلاق العنان لأفكارهم، وتأسيس فكر جديد وخلاف في مجال ريادة الأعمال. ووقع صندوق المئوية اتفاقية تعاون مشتركة مع صندوق الموارد البشرية، تهدف إلى تمويل الوظائف التي يوفرها «المئوية» عبر المشاريع التي يتم تمويلها.

من جانبه، استعرض الدكتور عبد العزيز المطيري، مدير عام صندوق المئوية، ما حققه صندوق المئوية من نتائج باهرة في العمل الاحترافي والمهني وبدعم من العديد من الشراكات المحلية والدولية. وزاد المطيري «ساعد الصندوق في خلق وتوفير أكثر من 5 آلاف وظيفة من خلال اعتماد وتشغيل أكثر من 3444 مشروعا بقيمة إجمالية تقدر بنحو 730مليون ريال (194 مليون دولار) وبالتركيز على المناطق الأقل نموا». وأبان الدكتور عبد العزيز أن الصندوق يغطي أكثر من 150 مدينة وقرية في مختلف مناطق المملكة، وتمثل نسبة المشاريع الممولة خارج المدن الرئيسية 64 في المائة من مجموع المشاريع المعتمدة، ويتأتى ذلك من خلال 31 فرعا ومكتبا تقدم الخدمات والتسهيلات لمشاريع الشباب في تلك المناطق.

وتابع «عملنا على البدء في المبادرة الأولى من نوعها في المملكة بإتاحة فرص التمويل من دون اشتراط الكفيل، مع تقديم خدمات تسهيل الإجراءات الحكومية والإرشاد والتدريب، وقام الصندوق بتدريب أكثر من 1146 شابا وشابة خلال هذا العام لكي يعزز ويساعد على استمرارية نجاح مشاريع الشباب».

وبين أن من أهم ثمرات جهود صندوق المئوية أنه أصبح اليوم نموذجا يحتذى به محليا ودوليا، حيث تم مؤخرا منح الصندوق قيادة دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مجال دعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة ومجال ريادة الأعمال، من قبل كل من الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون، ومنظمة الشباب العالمية، وذلك في الاجتماع السنوي لمبادرات كلينتون العالمية، كما اختير الصندوق لتمثيل المملكة في تنظيم هذا الأسبوع العالمي لريادة الأعمال وبمشاركة أكثر من 104 دول حول العالم وللمرة الثالثة على التوالي. واستطرد «مثل الصندوق المملكة في فعاليات اجتماع قادة شباب رواد الأعمال لمجموعة دول العشرين، حيث تم التوقيع على وثيقة بأن تسهم ريادة الأعمال كرافد اقتصادي مهم في إيجاد الوظائف وتطوير الاقتصاد الوطني في الدول كافة، والتي طرحت على قادة مجموعة الدول العشرين».

وأضاف مدير عام الصندوق «سوف تكون هناك خطة عمل مشتركة لتأهيل بيئة عمل مناسبة لرواد الأعمال الشباب في دول العشرين ليتم بحثها في اجتماع قادة الدول العشرين في المكسيك منتصف العام المقبل، وسيكون هناك تنوع في الأنشطة والفعاليات المصاحبة لهذا الأسبوع، والتي روعي فيها تقديم ورش عمل ومحاضرات وأوراق عمل عن ريادة الأعمال، وبمشاركة أكثر من 10 أوراق عمل ممنهجة لهذا العام، وبمضمون متميز وبأفكار محلية تخدم أهداف مجتمع الأعمال في المملكة».